تطور عناصر التجربة الشعرية
بحث أدبي :
يتطور الشعر ومدارسه بتطور العصور والبيئات وأذواق الأدباء وتجديدهم وإبداعهم الأدبي ، وبالتالي تتطور نظرة النقاد إلى عناصر التجارب الشعرية المختلفة من :
* الموسيقا
في الوزن
والقافية
* الفكرة
* والعاطفة
* والموضوع والصياغة الأسلوبية
* والأخيلة والصورالبلاغية
* والأهداف
* ومناسبة النص للسامع والقاريء ثقافة وبيئة
والتكامل الفني في الصورة الموسيقية التي تؤدي إلى تقبل النص من جميع عناصره وجوانبه فيتم الحكم الصحيح على النص ،وكذلك ظروف قائله ثقافة وبيئة ومدى نجاحه فيه .
وهذا ما قصدت الحديث عنه هنا :
ففي العصر العباسي تزعم الشاعر ( أبو نواس ) تطور الصورة الموسيقية، وأحدث فيها في قصائده أثرا عميقا من اللحن المميز الجاذب لقراءتها ،ثم جاءت ألحان ( الموشحات ) الأندلسية لتضيف تجديدات أوسع للموسيقى في القصيدة ،ومن أمثلتها : موشح أبي بكر بن زهر الأندلسي في فراق الأوطان حيث يقول فيه :
ما للمُوَلَّهِ .... مِنْ سُكْرِهِ لا يفيق ......يا له سكــــرانْ
من غيرِ خَمرٍ . ما للكئيبِ المَشُوق .... يندُبُ الأوطان
هلْ تُسْتَعَاد ... أيامُنَا بالخليج ......... وليالينـــــــــــا
إذ يُستفاد ..... من النسيمِ الأريج ... مِسْك دارِينــــــا
وإذْ يَكَاد .... حُسْنُ المكانِ البهيج .. أن يحيينـَــــــــا
نهرٌ أَظَلَّه .. دوحٌ أنيق ........ مُــورِقُ الأفنــــــــــان
والماءُ يجري .. وعائمٌ وغريق ... من جنى الريحان
يتطور الشعر ومدارسه بتطور العصور والبيئات وأذواق الأدباء وتجديدهم وإبداعهم الأدبي ، وبالتالي تتطور نظرة النقاد إلى عناصر التجارب الشعرية المختلفة من :
* الموسيقا
في الوزن
والقافية
* الفكرة
* والعاطفة
* والموضوع والصياغة الأسلوبية
* والأخيلة والصورالبلاغية
* والأهداف
* ومناسبة النص للسامع والقاريء ثقافة وبيئة
والتكامل الفني في الصورة الموسيقية التي تؤدي إلى تقبل النص من جميع عناصره وجوانبه فيتم الحكم الصحيح على النص ،وكذلك ظروف قائله ثقافة وبيئة ومدى نجاحه فيه .
وهذا ما قصدت الحديث عنه هنا :
ففي العصر العباسي تزعم الشاعر ( أبو نواس ) تطور الصورة الموسيقية، وأحدث فيها في قصائده أثرا عميقا من اللحن المميز الجاذب لقراءتها ،ثم جاءت ألحان ( الموشحات ) الأندلسية لتضيف تجديدات أوسع للموسيقى في القصيدة ،ومن أمثلتها : موشح أبي بكر بن زهر الأندلسي في فراق الأوطان حيث يقول فيه :
ما للمُوَلَّهِ .... مِنْ سُكْرِهِ لا يفيق ......يا له سكــــرانْ
من غيرِ خَمرٍ . ما للكئيبِ المَشُوق .... يندُبُ الأوطان
هلْ تُسْتَعَاد ... أيامُنَا بالخليج ......... وليالينـــــــــــا
إذ يُستفاد ..... من النسيمِ الأريج ... مِسْك دارِينــــــا
وإذْ يَكَاد .... حُسْنُ المكانِ البهيج .. أن يحيينـَــــــــا
نهرٌ أَظَلَّه .. دوحٌ أنيق ........ مُــورِقُ الأفنــــــــــان
والماءُ يجري .. وعائمٌ وغريق ... من جنى الريحان
ولما كان الجانبي الموسيقي في القصيدة لا يرتبط فقط برتابة
الشعر التقليدي المحافظ ، والتزامه بضوابط ثابتة مقننة، وإنما يتمثل في تناغم النص
الشعري في تكامل عناصره الكلية التي ذكرناها ؛ من فكرة وموضوع ،وعاطفة ، وأهداف ، وصور
وأخيلة، ونتائج يبتغيها الشاعر من شعره، فقد راحت بدأت حركة التطوير تُقَابَل باستجابة
النقاد للحداثة في نظم الشعر الجديد المتطور، لإثبات منهجية الشاعر، كفرد في المجتمع
في التعبير عن قضاياه الحديثة ، لا في الالتزام الجامد في الشكل القديم للقصيدة الشعرية
العربية ، حتى وإن بقي هذا النظام مجاورا للتجديد ،
فإن هذه الموسيقا كما يقول الدكتور غنيمي هلال في التحديث الشعري للقصيدة العربية :( إن هذه الحركة جاءت صدى لما تمخض عنه المذهب الرمزي
من سلطان القافية المقيدة لانطلاقات الإبداع الشعري في مضامين الشعر الجديد مما كان
نتيجة طبيعية استلزمتها احتياجات وثقافة وظروف المجتمع العربي المعاصر )
وتقول نازك الملائكة : ( إن تطور شمول الموسيقا
للنص بعناصره ليس خروجا على طريقة الخليل كلية ، بل هو تعديل لتطور المعاني لاختلاف
العصور )، وأعطت مثالا يُبين أن مُكونَ الموسيقا الخليلية في بحر الكامل
مثلا كان بتكرار ( متفاعلن ) ست مرات في البيت القديم ، فأوردت قصيدة لها بعنوان :
(
جدران وظلال ) تلاعبت فيها بالموسيقا الحديثة في أسطر
وليس في أبيات عروضية قديمة تقول
فيها :
كفاي ترتعشان إن سكينتي
شفتاي
مصطخبان
أين
هدوئي؟
وهناك
في الأعماق شيءٌ جامدٌ
حجزت بلادته المساء عن النهار
شيءٌ رهيبٌ بارد
خلف الستار
يدعى جدار
وهذه ثورة موسيقية تحررية من عبودية الشطرين المتساويين في
البيت القديم يدل على موهبة الشاعر لمعالجة مستجدات الحياة لا تؤديه الموسيقى في القصيدة التقليدية بنجاح .
تعليقات