درس ( الإبدال ) في النحو والصرف العربي

هناك أربعةُ مصطلحات تأتي في قسم التصريف في علم الصرف المرتبط بعلم النحو في الضوابط الإملائية والكتابية والإنشائية هي : * الإبدال * الإعلال * القلب * العِوَض وإن شاء الله تعالى وبإذنه نستعين به ونستلهمه ونستعيد خواطرنا ودراستنا النحوية والصرفية مع الرجوع إلى المصادر العلمية ونسبتها لأصحابها من علماء النحو والصرف العربي الذين تركوا لنا كنوزا من مؤلفاتهم لخدمة طلاب العلم والمعرفة والثقافة. :ونبدأ هذه المصطلحات بأسلوب بسيط يعتمد على أمثلة توضيحية لحالات الإبدال المختلفة في اللغة العربية والصرف بما ييسر الله لنا فيها 1- إبدال الياء من الألف 2- إبدال الياء من الواو 3- إبدال الواو من الألف 4- إبدال الواو من الياء 5- إبدال الألف من الواو والياء 6- إبدال الميم من الواو ومن النون 7- إبدال التاء من الواو والياء 8- إبدال الطاء من تاء الافتعال 9- إبدال الدال من تاء الافتعال يحدث الإبدال طبقا للأمثلة التالية التي سنعرضها لفهمها والتركيز على مطابقتها للبنود الأول والثاني فقط في هذه المساهمة
1- إبدالُ الياء من الألف : وفي هذا البند موضعان /أ) تقلب أو تُبدلُ الألف المفردة إلى ياءٍ عند الجمع أو التصغير ؛ مثال : كل كلمة مثل مِفْتَاح تبدل فيها الألف بالياء لسبقها بكسرة في الجمع فنقول : مفاتِيح ، وكذلك عند التصغير فنقول : مُفَيْتِيح ، ونحو ذلك كمنشار ومناشير ومنيشير . ب) الموضع الثاني كل كلمة مثل : نِظَام عند النسبِ إليها بياء النسب تقلب الألف فيها إلى ياء ثم تدغم مع ياء النسب بالتشديد فتكون هكذا : نُظَيِّم لأن القاعدة هي قلب الألف بعد كسرة أو بعد ياء التصغير إلى ياء . 2- إبدال الياء من الواو ، أو أبدال الواو ياءً ؛ وهو معنى واحد لكنه يتفرع إلى أحد عشر موضعا مختلفا : وهي : * إذا وقعت الواو متطرفة أصلية تبدل ياءً : المثال نحو / رَضِيَ بدلا من /رَضِوَ ، فالفعل :من الرضوان فلا ينطق رَضِوَ لوجود كسرة قبل الواو فتبدل ياءً، ونحو ذلك من الكلمات مثال : قَوِي والأصل قَوِوَ فأبدلت الواو ياءً ، حتى لو كان في آخر الكلمة تاء التأنيث المربوطة المستقلة فتظل الواو المتطرفة آخر الكلمة فتبدل إلى ياء ؛ نحو : السَّامية من الفعل سما يسمو فالأصل أن نقول ( السامو وهذا خطأ لايجوز بدون قلب الواو إلى ياء ، وكذلك إذا وقع بعد الواو ألف ونون زائدتان على صيغة وزن فَعْلان مثل : شجِوَّان تبدل الواو ياءً نقول / شَجِيَّان بإدغام الواو المقلوبة ياء مع تشديدهما في حرف واحد من الفعل شجا يشجو أي أطرب وغنَّى . *الحالة الثانية أو الوضع الثاني لإبدال الواو ياء أن تقع الواو في الوزن عيْنًا لمصدر حتى لو قلبت فيه أي في المصدر تأمل وزن الفعل صامَ فالمصدر على الأصل لايجوز صِوَام لوجود الكسرة قبل الواو فتبدل الواو ياءً نقول / صِيَام ، لكن إذ بقي المصدر ثلاثيا يجوز عدم قلب الواو فنقول صومُ رمضان فرض فهنا لم يسبق الواو كسرة . *أن تقع الواو عينا لجمع تكسير صحيح اللام وهي مُعَلّة مفردة مثل / دار وجمعها دِيار ـ وهي معلة نحو دور أما إذا كانت اللام بعدها معتلة يجب تصحيح الواو مثل / ريَّان ومعناها مرتوٍ بالماء نقول روَّاء بغير قلب . * الحالة الرابعة أن تقع الواو عينا لجمع تكسير صحيح اللام وقبلها كسرة مثل : سوْط وسِياط ، وحوضٌ وحِياض ، وتُصَحح الواو إذا كانت متحركة في المفرد مثل / طال / طويل و / طِوال . الحالة الخامسة أن تقع الواوُ طرفا في ماضٍ وهي رابعة أو أكثر بعد فتحةٍ مثل : أعطيْتُ و زَكَّيت ؛ بشرط أن تكون منقلبة في المضارع ياءً نحو : أعطيت وزكيتُ والأصل هو أعطوتُ وزكوتُ وأبدلت الواو ياء للصواب الصرفي حسب القاعدة النحوية الصرفية . * الحالة السادسة : أن تقع الواو مشددة وقبلها كسرة نحو/ ميزان وميعاد وميقات ؛ وليس مثل سُوَار ، وصُوان فقبلهما فتحة ، فالأصل مِوْزان ومِوعاد ، وموقات من الوزن والوعد والوقت فهنا تقلب الواو ياء لاستيفاء الشروط فيها . * الحالة السابعة : أن تقع الواو لامًا لصفةٍ على وزن فُعْلَى مثل دُنْيَا وَ عُلْيا والأصل دُنْوَي ، وعُلْوي دنوتُ دُنُوًا ، وعَلْوتُ عُلُوًا فقد قلبت الواو ياءً في دنيا وعليا حسب القاعدة ، ومن الشاذ المسموع كلمة / قُصْوى ؛ فإن كانت فُعْلَى اسما وليست وصفا بقيت الواو بغير قلب مثل / حُزْوى : اسم مكان * الحالةالثامنة : أن تجتمع الواو والياء في كلمة واحدة بشرط عدم الفصل بينهما وأن يكون السابق منهما أصيلا غير منقلب ، وساكنا سكونا أصليا غير عارض وهنا يجب قلب لواو ياءً ؛ مثل : سَيِّد وَ مَيّت ؛ وأصلهما / سيوِد وميوت بكسر الواو ، أو كانت الياء هي السابقة في الكلمة نحو : طَيّ ، و لَيّ نقول : طويت بالقلب والإدغام و / لويت ، ويجوز في التصغير القول : جُدَيِّل أو جُديول بالقلب أو عدمه ، وأسَيِّد أو أُسَيْوِد ؛ والإعلال بالإبدال أفضل ، كما ينطبقُ القلب بالإبدال ( الواو إلى ياء ) على جمع المذكر السالم المرفوع المضاف إلى ياء المتكلم نحو : جاء صاحبيَّ والأصل هو / صاحبون لي حذفت النون للإضافة صاحبوي ثم قُلِبت الواو ياء وأدغمت في الياء مع كسر ما قبلها . * الحالة العاشرة : أن تكون الواو عينا لجمع تكسير وزنه فعول مثل: عصا وجمعها عِصِيٌّ ودلو جمعه دِلاء دِلِيٌّ والأصل أن تكون : عُصُووّ ، ودلووّ فاجتمعت الواوان فصار النطق ثقيلا فقلبت الأخيرة ياء فصارتا عُصُوي ودُلُوي واجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وادغمت في الياء وكُسر ما قبلهما فصارت / عُصِيّ ودُلِيّ ، ولكن في المفرديجوز الإبقاء على الواو في مثل / عُتُوّ ، و سُمُوّ . * الحالة الحادية عشرة والأخيرة : أن تكون الواو عينا لجمع تكسير على وزن فُعّلٌ ( صحيح اللام بدون فاصل بينهما ) نحو : صُيَّمٌ ، ونُيَّمٌ ،وهذا ثقيل فعُدِلَ إلى أصلهما : صُوَّمٌ ، نوَّمٌ بواوين قبلهما ضمة عن الواوين إلى الياءين ، فيقال الصواب : صُوَّمٌ وقُوَّمٌ . ============================== المصدر : محاضرات الجامعة كلية دار العلوم جامعة القاهرة للدكتور عباس حسن كتاب النحو الواضح الجزء الرابع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )