فضل يوم الجمعة وعبادة النبي في هذا اليوم ( حلقة 3)

توقفنا في الحلقة الثانية عند الخاصية العشرين من خصائص أفضل الأيام عند الله وهو يوم الجمعة ، ونواصل اليوم الحديث عن بقية خصائص تميز يوم الحمعة بين الأيام إن شاء الله : الخاصية 21- الحادية والعشرون : هي أن للصدقة في هذا اليوم مَزِيَّة على الصدقة في سائر الأيام في الثواب عند الله . الخاصية الثانية والعشرون : هي أن صلاة الجمعة مقرونة بالخطبةِ مشروطة بشرائط ليست لغيرها مثل اشتراط الإقامة والاستيطان ، والجهر بالقراءة وغير ذلك . الخاصية الثالثة والعشرون : وهي أن يوم الجمعة يوم يُسْتَحَبُّ فيه التفرغ للعبادة ، ومزية هذا اليوم على سائر الأيام كمزية ليلة القدر على سائر الليالي ، ومزية شهر رمضان على سائر الشهور وهو مخصوص بعبادات واجبة ومستحبة ، وكما أن لأهل مكة كل ملةٍ يوما متعينا للتفرغ للعبادات والتخلي عن الأشغال الدنيوية كذلك تعين يوم الجمعة لهذه الأمة المعصومة وساعة الإجابة في هذا اليوم كليلة القدر في شهر رمضان ؛ ومن هذه الجهة قال العلماء : من حصل له في يوم الجمعة السلامة من الآثام سلم في الأسبوع ، ومن سلم في شهر رمضان من الآثام سلم في بقية العام ، ومن حصل له حج بيت الله الحرام وسلم من المخالفات سلم في جميع العُمر ؛ فيوم الجمعة ميزان الأسبوع ، وشهر رمضان ميزان السنة ، وحج بيت الله الحرام ميزان العمر . الخاصية الرابعة و العشرون : لما كان يوم الجمعة في الأسبوع كيوم العيد في السنة ؛ والعيد يشتمل على الصلاة والقربان ، والجمعة تشتمل على الصلاة جعل الحق جلَّ شأنه التبكير إلى المسجد بدل القربان ؛ وقائما مكانه ؛ وفي الحديث الشريف : ( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بَدَنَةً ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرةً ، ومن رح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة . وفي هذه الساعات اختلاف حملها بعض العلماء على الساعات الفلكية ، وقال البعض على الساعات العرفية وهي أجزاءلطيفة من بعد الزوال وذا مذهب الإمام مالك ، وطائفة من أهل المدينة الخاصية الخامسة والعشرون : أنه يوم تجلَّى الحق سبحانه وتعالى على عبيده في الجنة . الخاصية السادسة والعشرون : هي أنه أقسم بهدا اليوم من بين سائر الأيام قال تعالى : ( وشاهدٍ ومشهود ) قال صلى الله عليه وسلم : اليوم الموعود هو يوم القيامة ، واليوم المشهود هو يوم عرفة ، والشاهد هو يوم الجمعة ؛ فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها بخير ألا استجاب له أو يعيذه من شرٍّ إلا أعاذه منه . الخاصية السابعة والعشرون : هي أن السموات والأرضين والجبال والبحار والخلائق كلها غير بني آدم والشياطين يخافون من يوم الجمعة ؛ قال كعب بن الأحبار : ألا أحدثكم عن يوم الجمعة أنه إذا كان يوم الجمعة فزعت السماوات والأرض والجبال والبحور والخلائق كلها إلا ابن آدم والشياطين . الخاصية الثامن والعشرون : أنه يوم ادخره الله لهذه الأمة المرحومة فُضِّلتْ به عن جميع الأمم ؛ قال صلى الله عليه وسلم : يوم ادخره الله لنا . ، وقال : ما طلعت الشمس ولا غربت على خير من يوم الجمعة هدانا الله له ، واضل الناس عنه فالناس لنا فيه تبع ) الحديث . الخاصية التاسعة والعشرون : هي أن هذا اليوم خِيرَةُ الله من الأيام كما اختار رمضان من الشهور ، وليلة القدر من الليالي ، ومكة من القرى ، قال كعب : إن الله عز وجلَّ اختار الشهور فاختار شهر رمضان ، واختار الأيام واختار يوم الجمعة ،واختار الليالي فاختار ليلة القدر . الخاصية الثلاثون : هي أن أرواح المؤمنين في يوم الجمعة تقرب من قبورهم ويعرفون من يزورهم وفيد فضل يوم عرفة على سائر الأيام . الخاصية الحادية والثلاثون : كما أورد الإمام جلال الدين السيوطي رسالة في فضائل يوم الجمعة وخصائصه أسماها ( نور العامة في خصائص الجمعة.وقد .نشرتها دار الطباعة المنبرية ضمن مجموعة الرسائل المنبرية الجزء الأول كراهة صوم يوم الجمعة على انفراده عند أكثر العلماء قال محمد بن عباد : سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة ؟ قال : إلا يوما قبله أو يوما بعده ) واللفظ للبخاري ولمسلم : لاتخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صومٍ يصومهُ أحدكم . وعن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال : أصُمتِ أمس ؟ قالت : لا ، قال : تريدين أن تصومي غدا ؟ قال : لا ، قال : فأفطري ، وقال صلى الله عليه وسلم : لاتصوموا يوم الجمعة وحده ؛ وقال : يوم الجمعة يوم عيد ؛ فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده . الخاصية الثانية والثلاثون : اختصاص هذا اليوم للموعظةِ والتذكير.... والله تعالى أعلى وأعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )