المقابلة البلاغية ونماذجها في اللغة العربية
في اللغة العربية مقابل الشيءِ ضِدُّهُ في اللفظِ والمعنى : ... كقول الله تعالى في كتابه الكريم / ( لكيلا تأسَوْا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم .)23 من سورة الحديد
*وقوله سبحانه وتعالى في الآية 82 من سورة التوبة : ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا .)
* ومن كلام علي بن أبي طالب لعثمان بن عفان رضي الله عنهما : إنَّ الحقَّ ثَقِيلٌ مريئٌ ، وإن الباطلَ خفيفٌ وبيئٌ ؛ وأنت رجلٌ إنْ صدقتَ سخِطتَ و إن كذبتَ رضيتَ )، وقوله : كلمةُ حقٍّ أُرِيدَ بها باطل ....
وقوله تعالى : في صفة الواقعة : ( خافِضَةٌ رافِعَة ) ، ( فَضُرِبَ بينهم بِسُورٍ باطِنُهُ فيه الرَّحمة وظاهرهُ مِنْ قِبَلِهِ العَذاب ) ، وقوله جلَّ وعلا : ( أذِلَّةٍ على المؤمنين ، أعَزِّةٍ على الكافرين ) .....
ومن الشعر العربي : قول الفرزدق يهجو قبيلة جرير :
يستيقظونَ على نهيقِ حِمارِهم ** وتنام أعيُنُهم عن الأوتارِ ...
* وفي اللغة أيضا مقابلةُ الشَّيْئِ بضِدِّهِ بالمعنى لا باللفظ :
كما في قول المُقَنَّع بن الكنديِّ :
لهم جُلُّ مَالِي إنْ تَتَابعَ لِي غِنًى ** وإنْ قَلَّ مالي لا أكلِّفَهم رِفْدَا ؛ فقوله : (إنْ تتابع لي غِنى )؛ في قوَّة : إن كَثُرَ مالي ، والكَثْرَةُ ضِدُّ القِلَّة ، فهي مقابل معنى فقط ....
وقول البحتري :تَقَيِّضُ لي من حيثُ لا أعلم النوى ** ويَسْرِي إليَّ الشوقُ من حيثُ أعلمُ ..... فقوله : لا أعلم ، ؛ ليس ضدا .لقوله : أعلمُ لكنه نقيض له وفي قوة قوله : أجهل ...... ومن لطيف ما وقعت المقابلة به قول أبي تمام :
بها الوحشُ إلا أنَّ هاتا أوانسُ ** قنا الخطِّ إلا أن تلك ذوابلُ ....مقابل بين ( هاتا ) و ( تلك ) ؛ وهي مقابلة معنوية لا لفظية ، لأن هاتا للحاضرة وتلك للغائبة ؛ والحضور ضد الغيبة ....
تعليقات