صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم ( الحلقة الثانية )

ما يجب على الصائم تركه: * قول الزور : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ لم يَدَعْ قول الزور والعمل به فليس لله عزَّ وجلَّ حاجةً أنْ يدع طعامه وشرابه .رواه البخاري * اللغوُ والرَّفَثُ :قال صلى الله عليه وسلم :(ليس الصيام من الأكل والشرابِ ؛ وإنما من اللغوِ والرفث ؛ فإنْ سابَّكَ أحدٌ أو أو جهِلَ عليكَ فقُلْ : إني صائم ) صحيح بن خُزَيْمَة . &مايباح للصائم : * الصائم يصبحُ جُنُباً ؛ عن عائشةَ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يدركه الفجر وهو جُنُبٌ من أهله ثم يغتسل ويصوم .) متفق عليه ..... & السواك للصائم : قال صلى الله عليه وسلم : لولا أن أشُقَّ على أُمَّتي لأمرتهم بالسِّواك عند كلِّ وضوءٍ . متفق عليه . فلم يخص الرسول الصائم من غيره ففي هذا دلالة على أان السواك للصائم ولغيره ، عند كل وضوء وكل صلاة عام وفي جميع الأوقات قبل الزوال أو بعده . & المضمضة والاستنشاق ؛ كان صلى الله عليه وسلم يتمضمض ويستنشق وهو صائم ؛ لكنه منع الصائم من المبالغة فيهما ، قال : وبالغْ في الاستنشاق إلا إذا كنت صائما )صحيح أبي داود . & المباشرة والقبلة للصائم : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وهو صائم ، ويباشر وهو صائم ، ولكنه كان أمْلَكَكُم لإرْبِهِ ) متفق عليه ويكره ذلك للشباب دون الشيخ قال : عليه الصلاة والسلام : إن الشيخ يملك نفسه )في صحيح داود وأحمد . &ذَوقُ الطعام : وهذا الأمر مُقَيَّد ؛ بعدم دخوله الحلق ، وكذلك الأمر بمجون الأسنان ؛ لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه : لا بأس أن يذوق الخل او الشيءَ ما لم يدخل حلقه وهو صائم. رواه البخاري . & الكُحل والقطرة ونحوهما مما يدخل العين وهذه الأمور لا تفطر الصائم سواء وجد طعمه في حلقه أم لم يجده وقال الإمام البخاري في صحيحه ولم يرَ انسُ والحسنُ وإبراهيم بالكحلِ للصائم بأساً..... *** الإفطار : * من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه مخالفة اليهود والنصارى فإنهم يؤخرون وتأخيرهم له أمد وهو ظهور النجم ... قال صلى الله عليه وسلم : لاتزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم .. في صحيح ابن حبان . & الفطر قبل صلاة المغرب : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي . حديث حسن رواه أبو داود .. & على ماذا يفطر ؟ عن أني رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطباتٍ قبل أن يصلي فإن لم تكن رطباتٍ فنمرات فإن لم يكن تمراتٍ حسا حسوات من ماءٍ )في صحيح أبي داود &ماذا يقول عند الإطار ؟: قال عليه الصلاة والسلام : للصائم عند فطره دعوة لا ترد.في صحيح ابن ماجه ، وكان يدعو صلى الله عليه وسلم عند إفطاره ( ذهب الظمأُ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) & مفسدات الصوم : * الأكل في الصوم متعمدا ؛ سواء كان نافعا أم ضارا ، كالدخان . أما إذا فعل ذلك ناسيا أو مخطئا أو مكرها ، فلا شيء عليه إن شاء الله ، قال صلى الله عليه ةسلم : إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه )متفق عليه & تعَمُدُ القيء؛وهو إخراج ما في المعدة عن طريق الفم لقوله صلى الله عليه ةسلم : من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاءَ فليقضِ .. صحيح أبي داود .فإن استقاء من غير قصد لم يفطر . & الجِمَاع : وإذا وقع في نهار رمضان من صائم يجب عليه الصوم وعليه مع القضاء كفارة مغلظة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا . & الحقن الغذائية : وهي إيصال بعض المواد الغذائية إلى الأمعاء أو إلى الدم بقصد تغذية المريض فهذا النوع يفطر الصائم لأنه إدخال إلى الجوفِ .. & الحيض أو النفاس وهو خروج دم من المرأة في جزء من النهار سواء وجد في أوله أو آخره أفطرت وقَضَتْ & إنزال المَني يقظة باستنماء أو مباشرة أو تقبيل أو ضمٍ أو نحو ذلك يفطر الصائم وعليه أن يكمل صومه ويقضي عنه يوما .وأما الإنزال بالاحتلام فلا يفطر لأنه بغير اختيار الصائم ... & حُقنُ الدم مثل أن يحصل للصائم نزيف فيحقن به دم تعويضا عما نزف منه فلا يجوز وعليه القضاء && معنى القضاء وحكمه : إعادة الصوم بعد رمضان ويستحبُّ المبادرة إلى القضاء وعدم التأخير ولا يجب التتابع في القضاء فقد أجمع أهل العلم أنَّ من مات وعليه صلوات فاتته فلا يقضى عنه وكذلك من عجز عن الصيام لا يصوم عنه أحد في حياته بل يطعم عن كل يوم مسكينا ، ولكن إن مات وعليه صوم صام عنه وليه لقوله صلى الله عليه وسلم : من مات وعليه صوم صام عنه وليه ... متفق عليه . & الصوم مع ترك الصلاة : من صام وترك صلاته فقد ترك الركن الأهم من أركان الإسلام بعد التوحيد ولا يفيده صومه شيئا ما دام تاركا للصلاة ، لأن الصلاة عماد الدين الذي يقوم عليه وتارك الصلاة محكوم بكفره ، والكافر لا يقبل منه عمل عمل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر .. صحيح الإمام أحمد & قيام الليل ( التراويح ) لقد سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام رمضان جماعة ثم تركه مخافة أن يُفْرَضَ على الأمة فلا تستطيع القيام بهذه الفريضة وعدد ركعاتها ثمانِ ركعات دون الوتر لحديث عائشة رضي الله عتها ( ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ) متفق عليه ..، ولما أحيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه السُّنّة جمع إحدى عشرة ركعة وصلوا في زمانه ثلاثة وعشرين ركعة وصلوا بعده تسعا وثلاثين ركعة ، والعمل على ثلاثة وعشرين ركعة في صلاة الحرمين الشريفين وهو قول الأئمة الثلاثة وغيرهم .. ومما ابتليَ به المسلمون اليوم في صلاة التراويح السرعة في القراءة وفي الركوع والسجود وغير ذلك وهذا مُخِلٌّ بالصلاة مُذْهِبٌ بخشوعها وقد يبطلها في بعض الحالات ــ إلا من رحم ربي ــ . وندعو الله بالهداية للجميع و الله المستعان . & زكاة الفطر وهي فرض على الصائم لحديث ابن عمر رضي الله عنه ك فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس .. متفق عليه ، وتجب الزكاة على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين وكان مقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فاضلا عن قوت يومه وليلته وقوت عياله والأفضل فيها الأنفع للفقراء ، ووقت إخراجها يوم العيد قبل الصلاة ويجوز قبله بيوم أو يومين ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد ... والله تعالى أعلى وأعلم وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ونفعنا وإياكم ببركة شهر رمضان الكريم وفضل ليلة القدر العظيم وختم القرآن العظيم وتدبر آياته والعمل بها يا رب العالمين .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )

صـورة بــلاغية !!