التمسوها في العشر الأواخر من رمضان !!

في الوتر الأخير يتطلع كل مؤمن صائم لله وحده لاشريك له إلى تحقيق طموحاته بفعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء زكاة رمضان المبارك قبل صلاة العيد تكفيرا لأي تقصير حدث منه في صيامه لأيام الشهر الفضيل والتوسعة على الفقراء والمحتاجين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في يوم العيد وغيره ، مما أعطاه الله من الرزق ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للصائم فرحتان ، فرحة يوم صومه وفرحة يوم إفطاره )و على المؤمن أن يذكر الله كثيرا ويسجد له لحمده وشكره وحسن عبادته ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا )بالتضرع إليه بأفضل الدعوات لنفسه ولأهله ولإخوانه المسلمين في كل مكان فالدعاء مخ العبادة ، وخير الدعاء فيها :( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ) والصيام قال عنه رب العزة والجلالة في حديث قدسي شريف : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، وقال سبحانه وتعالى وصدق في قوله ووعده حين قال : ادعوني أستجب لكم ) والوتر يقصد به الأيام الفردية من العشر الأواخر من رمضان وهي (ليلة 21 و23 و 25 و27 و 29 . أخفاها الله ليتسابق الصائمون في التقرب إليه بطاعته ورضاه سبحانه عنهم وليلة القدر خير من ألف شهر !!! وهي ليلة مباركة ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ( الآية 3 من سورة الدخان .) بمعنى : تساوي في قدرها وميزانها عند الله تعالى وتحقيق فضله وثوابه لمن ينعم عليهم بنيل شرفها ومقدراها في الدنيا ويوم القيامة يساوي عبادة المسلم مدة ثلاثةٍ وثمانين عاما وزيادة ... اللهم اجعل لنا وللمسلمين المخلصين الصالحين تحقيق وعد الله جل وعلا في سلطانه وقدرته ووحدانيته نصيبا من عطائه الواسع الكريم أن يشملنا فيمن يتقبل منهم الصيام والقيام وتلاوة القرآن الكريم وتدبره وختمه في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ...يا رب العالمين هذا العام 1446هجرية . وارحم آباءنا وأمهاتنا من المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات يا أكرم الأكرمين ويا أعظم القادرين على غفران الذنوب وتحقيق الأمل المطلوب من أهلك الذاكرين لك والذاكرات وأهل القرآن المحبون له العاملون به في طاعتك والبعد عما يغضبك منا يا ربنا إن شاء الله .

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البلاغة والمجاز

إذا كان مفهوم البلاغة حديثا يتمثل في توصيل الكلام كتابة أو حديثا ؛ بوضوح في المعنى وجمال في اللفظ ، ومراعاة لحال القاريء أو السامع ، فهذا يعني منتهى الفصاحة في البيان الجيد والقول البليغ ، وهو أرفع البلاغ قبل الإعجاز القرآني الكريم في لغته الإلهية فإن فروع هذه البلاغة من بيان أو بديع أو معاني واضحة مفهومة منقولة للسامع أو القاريء بأي شكل من الأشكال الدلالية على وضوح الكلام ووصوله للمتلقي بشكل يرضيه ويرضي الكاتب أو المتحدث  فإن من المعاني تلك الأساليب المستخدمة في اللغة العربية الخبرية والإنشائية ؛ ومنها ما يطلق عليه البلاغيون ( المجاز المرسل ) وهو اللفظ أو الكلام المستخدم في غير موضعه من الأسلوب دون وجود علاقة تشايه أو تلازم بينه وبين ما وضع له في الحقيقة ؛ فإذا قلنا مثلا : ( وما من يد إلا يدُ الله فوقها = ولا ظالمٍ إلا سيبلى بظالمِ فنرى أن : فكلمة ( يد ) مجاز مرسل ؛ تدل على علاقة السببية بين الدلالة المقصودة والمعنى المراد وهي القوة  وكما يقول الشاعر : وأشرب ( ماء النيل ) من بعد دجلةَ = فيخْضَرّ في مصرَ الجديدة عودي ففي لفظة ( ماء النيل ) مجاز مرسل علاقته ( الكلية ...
قراءة المزيد

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )

الفرق بين الكلام ، والقول ، والحديث من لسان العرب : الكلام القول ، و قيل : الكلام ما كان مكتفيا بنفسه وهو الجملة ،   و القول ما لم يكن مكتفيا بنفسه ،   و هو الجزء من الجملة ،   و القول إجماع الناس على أن يقولوا القرآن كلام الله و لا يقولوا قول الله ، القول:"ق و ل", وذلك أن الفم واللسان يخفان له، ويقلقان ويمتلآن به. وهو ضد السكوت، الذي هو داعية إلى السكون،   ألا ترى أن الابتداء لما كان أخذاً في القول، لم يكن الحرف المبدوء به إلا متحركاً،   ولما كان الانتهاء أخذاً في السكوت، لم يكن الحرف الموقوف عليه إلا ساكناً والكلام : من  "ك ل م" منه الكلم للجرح ؛ وذلك للشدة التي فيه، وقالوا في قول الله سبحانه:   "دابة من الأرض تكلمهم "   قولين: أحدهما من الكَلام، والآخر من الكِلام أي تجرحهم وتأكلهم،  وقالوا : الكُلام: ما غلظ من الأرض، وذلك لشدته وقوته، وقالوا: رجل كليم أي مجروح وجريح   ولنضرب مثلا .. أحيانا يفوض رئيس الحكومة وزيرا معينا ليلقى كلمته فى احتفال أو مناسبة أو مؤتمر ما .. الكلمةُ...
قراءة المزيد

صـورة بــلاغية !!

قال الشاعر السرى الرَفّاء وكان في صباه يرفو ، ويطَرِّزُ ، بِدُكَّانٍ بالموصل في العراق ، وكان متعلقا بالأدب ، يَنْظِمُ الشعرَ حتى أجادهُ ، وافتَنَّ بالتشبيهِ والوصفِ ، ومن ملامح ذلك  تلك الصورة البلاغية التي جاءت في أحجيةٍ ( أي لغز شعري ) يقول فيها : مفتولةٌ مجْدولةٌ  = تحكي لنا قدَّ الأسَل كأنها عُمْرُ الفتى = والنار فيها كالأجل ومعنى ( قَدَّ الأسل) : اعتدال الرمح  فهو يصفها مجدولة القوام ، كأنها الرماح الملساء في استقامتها  في تشبيه رائع  الموصوفة فيه هي المشبه ، وقد الأسل ( المشبه به ) وأداة التشبيه الفعل (تحكي ) ثم يتابع الوصف في الصورة البلاغية الجميلة ، في البيت الثاني  فالهاء في ( كأنها ) تعود على المشبه نفسه ، وعمرُ الفتى ( هو المشبه به ) والأداة في أول الصورة التشبيهية ( كأن ) ثم عطف صورة ثالثة ، وهي جزء من المشبه ( النار ) حيث يربطها بالمشيه في قوله ( فيها )  ويجعل النار ( مشبها ) في صورة مركبة متداخلة ، ويأتي بالمشبه به للنار في كلمة ( الأجل ) أي العمر ، بينما الأداة  هي ( الكاف) في ( كالأجل ) . فما...
قراءة المزيد