نَوَادِرُ مُفِيدَة مِنْ ثَقَافاتٍ عديدة ( الحلقة الأولى )
نبدأ بحمد الله في ذكر بعض النماذج من تلك النوادر بالعنوان مثل :
نوادر دينية ــــ نوادر صحية ــــ نوادر تعليمية ـــ نوادر تاريخية ـــ نوادر حياتية ـــ نوادر فنية ـــ نوادر ترفيهية ـــ نوادر سياسية ..
1- من النوادر الدينية التي تحتاج إلى تدبر وفهم وعمل واستفادة نقدم بإخلاص وإيمان :
كثيرا ما تسمع الشكوى من حولك كل يوم من ضيق الرِّزق وقلة المال لمواجهة مطالب الحياة اليومية أو قلة الولد ،أو قلة الطعام والشراب والملبس الجديد ....إلى غير ذلك مما يتطلب وفرة المال وكثرته .؛ وينبغي أن يفكر الإنسان بعقله ويشعر بقلبه الواعي لماذا الضيق في الرزق عندي أو في بلدي وحدها دون غيرها من كثير من البلاد مع أني أعمل بكل جهدي ساعات قد تمتد من الصباح إلى الليل ، ولا أقصر في العمل والبحث عن المال ومع ذلك نعاني وتتدهور الأحوال عندي وقد يصل الأمر أن يمد الرجل أو المرأة اليد للتوسل للآخرين لمساعدتهم على الرزق الضيق ؟؟؟؟!!!ّ...................
*** وأستطيع الردَّ من ثقافتي وخبرتي المتواضعة وتعليمي الديني وتخصصي الجامعي في اللغة العربية والعلوم الإسلامية قائلا : إن وقفةً مع النفس لما نشكو منه يحتاج للرجوع إلى الشريعة الإسلامية ومنهجها الرفيع في القرآن العطيم والسُّنَّة النوية الشريفة ؛ فهي الطريق الناجع والفاصل في حل المشكلة بنور القلب الهادي إلى آيات الله الحكيمة وتدبرها والعمل بما فيها أولا ، ثم من بيانها وتوضيحها بالقدوة والمثل من خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم في أحاديثة الشريفة ، أولا يجب أن نفهم أن الأرزاق مقسومة بإرادة الله لكل مخلوق وهو جنين في بطن أمه ولا يمكن الهرب منه إلا بمشيئة الله الواحد الأحد الرءوف الرحيم بعباده المؤمنين ، وهو والأجل المحدد أو نهاية العمر المحتومة بالموت مرتبطان معا بوقت معلوم فينهتي الرزق مع آخر نفس في الحياة في أي مكان على ظهر الأرض أو في السماء .فالنقص أو الزيادة فيهما مقدر ومحتوم عند الله القوي القادر على كل شيء يقول للشيء كن فيكون ...( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌّ في كتاب مبين ) آية 6 من سورة هود ....، وفي سورة الأنعام آية 38 يقول تعالى :( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون .) ...وفي الآية 31 من سورة يونس يقول مولانا جلَّ وعلا :( قل مَنْ يَرزُقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ....) ، وفي سورة النمل الآية 64 يقول الله تعالى : ( ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..... ( قل ومن يرزقكم من السماء والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )سورة سبأ الآية 24) ) وفي سورة الملك الآية 21 : ( أَمَّنْ هذا الذي يرزقكم إنْ أمسك رزقه ؟! بلْ لَجُّوا في عُتُوٍ وَ نُفور ).....وأخيرا من سورة فاطر الآية 3 ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هلْ من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا الله فَأَنَّى تؤفكون .)
*** ثم نعود إلى الآية رقم 10 من سورة نوح والتي يقول الله تعالى فيها :( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفَّارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبينين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارا ... ما لكم لا ترجون للع وقارا .)......................... وبالنسبة للشكوى من قلة الأولاد وهي أمر موكول إلى الله وحده اقرأ آية 49 من سورة الشورى التي يقول فيها سبحانه وتعالى : ( يهب لمن يشاء إناثا ، ويهب من يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرنا وإناثا ، ويجعل من يشاء عقيما .) فاتعظوا يا أولي الألباب واحمدوا الله واشكروه على نعمه وتذكروا يوم القيامة ( يوم لا ينفع
مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .....)
فالمتأمل والمتدبر في آيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الذي أعطاه الله من صفاته فقال عنه ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) الذي قال عليه الصلاة والسلام :( من أراد أن يُنْسَأ له في عمره ، ويُوسَّع له في رزفه فَلْيَصِلْ رحمه ) ؛ فالاستغفار والتوبة والرضا بالقلب قبل العقل والمقارنة بين الأرزاق التي يمنحها الله لعباده بين غني وفقير فقد يمسي الغني بماله ووولده غنيا بماله وعزوته وممتلكاته ويصبح في الدنيا فاقدا لثروته لأنه لم يعمل فيها بما أمره الله تعالى من إنفاق بالصدقات والزكاة سرا وعلانية للسائل والمسكين واليتيم والأسير وابن السبيل وذا الحاجة بغير ربا أو بطر أو تفاخر وتعالي على الناس فيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر غير ما ينتظره من عذاب الأخرة ، ويقول الله في سورة هود الآية 3 :( فقلت استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يُمتعْكم متاعا حسنا ) ....... وكل هذا المعاني التي ذكرتها لكم من الوسائل الشرعية في الدين الإسلامي لزيادة الرزق بالطاعة واتباع ما أمر الله به من التوحيد والإيمان بالبعث والآخرة وجعلها وسائل للرجوع إلى الحق سبحانه ، وخلاف ذلك هو الطريق والسبيل إلى الهلاك والعذاب المهين ؛ قال تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ) آية 25 من سورة نوح ...
أخى الكريم ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وتوكل عليه وحده لا شريك له يكفيك رزقك ويزيد الله منه، وانظر إلى من هو أقل منك ، ولا تنظر إلى ما في يد غيرك يرزقك الله ، وقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تروح خماصا وتعود بطانا ) ..... واعلم أن من أسباب زيادة الرزق متابعة العبادة الإسلامية من صلاة وصيام وحج وزكاة بعد الشهادتين لوجه الله تعالى ، وفي الحج لمن استطاع إليه سبيلا بالدعاء والنية والشوق لزيارة بيت الله الحرام والطواف حوله والشرب من ماء زمزم المبارك وزيارة المسجد النبوي وقبر رسول الله صلى الله عليه بالمدينة المنورة عسى الله أن يستجيب لك ويرزقك ثواب من حج أو اعتمر بيسر الله له في رزقه لقوة إيمانه وتقواه وعدم شكواه إلا إلى الله تعالى ....... هذا والله تعالى أعلى وأعلم
تعليقات