نَوَادِرُ مُفِيدَة مِنْ ثَقَافاتٍ عديدة ( الحلقة الثالثة)
نوادر تاريخية وثائقية من الحرب العالمية الثانية التي بدأت في أول أيلول من سنة 1939 م واستمرتْ ست سنوات وكاد العالم فيها أن يدمر .. كيف بدأتْ الحرب : في الساعات الأولى من صباح اليوم الأول من سبتمبر المسمى ( أيلول ) سنة 1939م حلقت في الجو مئات الطائرات من المطارات العسكرية الألمانية القائمة على الحدود البولونية ، واندفعت نحو الأرض البولونية تنثر الدمار والخراب وتوزع القنابل الصغيرة والكبيرة على المراكز العسكرية البولونية وعلى الجسور والمطارات ، وتجمعات الجيوش والحصون وتزرع الرعب والخوف في قلوب الآمنين من سكان البلاد والمدن الواقعة على الحدود وخلف الحدود وكانت حربا مخيفة هائلة ستزرع الرعب في العالم مدى ست سنوات وأصبحت ستعم أكثر أمم الأرض قوة وسلاحا وحضارة وكانت هذه الحرب ستمكن ( هتلر ) من السيطرة على القارة الأوربية مدى ثلاث سنوات كاملات سيطرة تامة لا مثيل لها في تاريخ العالم من قبل وكانت ستنتهي إلى إى ما شاهده العالم حينها من تفشي القلق والبؤس في أقطار واسعة من بقاع الأرض ودامت قوة الحرب ما يقارب الأسبوعين وانتهت بانهيار مملكة قوية تُعَدُّ ثلاثة وثلاثين مليونا من البشر في أيام معدودات بما ظهر فيها من فن عسكريٍّ وأسلحةٍ جديدة يصح بحثه والتعليق عليه ودراسته لكل من يريد أن يتعرف على تاريخ العالم الجديد ونشوء السياسة الحديثة .......، ونشأت هذه الحرب عن رغبةِ هتلر في إنشاء امبراطورية ألمانية مترامية الأطراف تسيطر على وسط القارة الأوروبية وتمد ألمانيا الحديثة بما تحتاج إليه نت المواد الأولية والمواد الغذائية ، وأسبابها الظاهرة فخِلافُ نشأ بين الأمان وبين البولونيين حول ( دانتزيغ ) ذلك المرفأ الذي يعتبره الأمان ألمانيًا والذي ينادي البولونيون بأه لهم ، والذي انتهى إلى بولونيا بعد الحرب العالمية الأولى بقرار من مؤتمر السِّلْمِ في باريس .....، ، فلقد حاولت بولونيا بهد النتهاء من الحرب العالمية الأولى تثبيت مركزها كدولة أوروبية ، وعملت إلى التقرب من جاراتها ما كان إلى ذلك سبيل ، سواء أكان هذا الجار روسيا أم ألمانيا ، كما سعت في الوقت نفسه إلى التقرب من أنجلترا وفرنسا لتطمئن إلى مساعدتهما عند الخطر ..... وإذا مانظرنا إلى جغرافية ( بولونيا ومدينة ( دانتزيغ ) وبعقد الاتفاق بين دولة بولونيا من ناحية و بين بريطانيا وفرنسا من ناحية أخرى تمكنت الدولة من الإطمئنان قليلا على مستقبلها ، ولكن المخاطر كانت ما تزال تحيطها من قبل أن يبدو على الأفق الدولي خطر توسع النازية الألمانية في شرق أوروبا فبولونيا دولة واقعة بين أرض الصليب المعقوف من ناحية وبين المنجل والمطرقة من ناحية أخرى أي بين النازية والشيوعية ، ولذلك كان مصيرها مرتبطا على رغمها بمستقبل علاقتها بألمانيا وروسيا ....الذي قد ينتهي إلى نضال عسكري بينهما تكون بولونيا ساحاته على الغالب ، وظلت بولونيا تبتسم ابتسامتها الدبلوماسية للطرفين مدة من الزمن ، أما وقد فازت بضمان بريطانياعلاوة على ضمان فرنسا المطوي في معاهدة فرنسية بولونية قديمة ، ونقضت ألمانيا ميثاق عدم الاعتداء مع بولونيا في 18 نيسان ــ ففي وُسْعِ بولونيا أت تدبر شؤونها لمواجهة المستقبل وهو مواجهة الخطر من الناحية الألمانية لأنه إذا كان هتلر عازما على المضي في سيره نحو هدفه الأبعد وهو السيطرة على القارة الأوروبية فلا بد له من تحويل بولونيا دولة تعتمد على ألمانيا أو مسحها من الخارطة الأوروبية وهي ما زالت دولة مستقلة يحسب لها حساب من الوجهة العسكرية فطريق السيطرة على أوروبا الشرقية والشرقية الجنوبية يبقى أمامه وعراً صعبا .......
ومن هنا بدأ النظر إلى جغرافية مدينة ( دانتزغ ) البولونية المدينة القديمة التي كان لها شأن في القرن العاشر الميلادي فقد غدت بعد عشرة قرون مثارا للنزاع بين دولتين كبيرتين متجاورتين ورمزا لنضال دولي بين فريقين عظيمين من دول أوروبا ، وكانت تعرف باسم المدينة الحرة فهي منطقة تحيط بها ما يضم ساحل ( زبوت ) الذي يرتاده المصطافون ومريدو الرياضة البحرية ومجموع السكان في المدينة والقرى المجاورة حولها 410 آلاف نفس ، وكانت مدينة ( داتزيغ ) كانت بولونية أصلا بعد أن كانت من نصيب بروسيا ، عند اقتسام بولونيا سنة 1693م ، وتحولت مدينة حرَّةً تحت سيادة فرنسا في فترة الحروب البولونية من سنة 1807 م إلى سنة 1814 م ثم عادت بروسية ألمانية بعد ذلك .ولكنها كانت مرتيطة ببولونيا بواسطة اتحاد جمركي ولها حكومتها الخاصة ويحكمها ( مجلس شيوخ منها ينتخبه برلمان المدينة وعدد أعضائه 72 عضوا ورئيس مجلس الشيوخ الأعلى هو الرئيس الأعلى للحكومة وفيها مندوب سامٍ لعصبة الأمم وكان يحق لبولونيا الاحتفاظ بقوة عسكرية في خليج دانتزيغ ، وإذن فما هو موقف الحكومة البولونية من مشكلة دانتزيغ وطلب ألمانيا الخاص بها ؟ وهنا تندمج العوامل الاقتصادية والعسكرية والسياسة في أغلبها بين الدول المجاورة ليست إلا نتيجة للوضع الجغرافي للمدينة ، ولذلك كله كانت تلك المدينة وأطماع هتلى في ‘نشاء امبراطوية أوروبية وقيام الحرب العالمية الثانية قائمة على ساحتها ومن موقعها الجغرفي على طول نهر الفستولا الذي يجري من الجنوب إلى الشمال نحة بحر البلطيق الذي تقع عنده المدينة ومن يستولي عليها كمن يقطع وريدا في جسم بولونيا فتدمى حتى الموت . ومن هنا كانت بداية الحرب العالمية الثانية .....
تعليقات