الشفاء بالضحك
من كتاب ( الصحة والعلاج في الطبيعة والأعشاب ) للدكتور : سامي محمود . يقول تحت هذا العنوان :( كان أفلاطون يظن أن الضحك من خصائص السوقة ومميزاتهم , واليوم وبعد أن ظهر في علم النفس ما يسمى بالطب ( السيكوسومائي ) وهو النوع من الطب الذي يدرس العلاقة النفسية , وآثارها على الجسم نقول بكل الحق كم كان أفلاطون مخطئا في زعمه .. ان الضحك ظاهرة نفسية يمكنها أن تنسي الانسان متاعب الحياة اليومية وتتجاوزها مخففة من الاجهاد والتعب العصبي كما أن لها وظائف ايجابية في العلاج النفسي وفي الشفاء من بعض الآلام النفسية والعصبية بل وحتى في سبيل تحمل المصائب وعاديات الزمن ...... والحياة اليومية تثبت أننا نقبل ونفضل الشخص الطلق المحيا البشوش فالضاحك انسان يوحي بالتفاؤل والأمل . والضحك كما يقول : ( ماك دوجال ) حالة انفعالية ذات عدوى حقيقية أي أنه ينتقل بسهولة بين الناس فان وجود شخص واحد كثير الضحك بين مجموعة من الناس سرعان ما ينتقل لهم انفعاله بالضحك . ان الانسان الذي يضحك من الدنيا ثم من نفسه بعد ذلك هو انسان قد فهم الحياة وغاص فيها حتى النخاع وأدرك ادراكا حقيقيا أن الحياة لا تساوي كل هذا الحزن والألم , ولقد أثبتت الأبحاث أن الانسان الضاحك هو أطول عمرا وأفضل صحة وشبابا وحيوية من هذا الذي يعيش حياته متجهما عابسا لا تكاد الأحزان تفارقه ولا تعرف الابتسامة سبيلها الى شفتيه . ويقول الدكتور ( ريمون مودي ) صاحب كتاب ( الشفاء بالضحك ) انه شاهد أثناء ممارسته الطب عددا كبيرا من المرضى وقد شفوا لأنهم عرفوا أن يجابهوا مرضهم بنفسية ساخرة مازحة وانطلاقا من معاينة هؤلاء المرضى أخذ يتساءل عن مفعول الضحك الشافي؟ وهو يعني بمفعول الضحك الشافي ليس فقط الضحك العادي والابتسام بل مجابهة الحياة بروح ساخرة من المصيبة ضاحكة من تقلبات الأيام الا أن ما كان يثير دهشته هو أن أساتذته في معهد الطب كانوا يطلبون منه دوما أن يفحص المريض ويدرس أعراض مرضه الجسدية دون أن يكلفوه بأن يدرس نفسية المريض لجهة قدرتها على الضحك من الحياة واستعدادها للمرح والابتسام فلا ريب أن هناك علاقة بين الصحة الجسدية وبين ذهنية المريض ومعنوياته .ويقول بعض العلماء : ان الضحك يسبب انخفاض الضغط الدموي وتحرر الطاقة الزائدة . وفي القرن التاسع قال الفيلسوف البريطاني ( هربر سبنسر ) ان الضحك يؤدي الى تفريغ أو ازالة التوتر العصبي , ونظرية فرويد في الضحك تقترب من هذه النظرية .كما أن التجارب العلمية الحديثة أثبتت أن هناك علاقة بين الروح الساخرة الظريفة وبين تركيبة الانسان الجسدية .وأيضا تتنافى السخرية الظريفة كما يتنافى الضحك والفرح مع الغضب وحب الانتقام والمعاقبة . فان جميع الأهل يعرفون أنه يستحيل عليهم معاقبة أطفالهم اذا اضحكوا من حماقة ارتكبها هؤلاء الأطفال , وكثيرا ما تفادى ذوو السخرية الظريفة المشاكل والعنف بظرفهم الساخر .وأخيرا وليس آخرا للسخرية الظريفة الباسمة وظيفة اجتماعية فان نكتة أو دعابة ظريفة قد تسهل العلاقة مع غريب أو تعيد علاقة مقطوعة
تعليقات