نهج البرده
أنا أحب شعر الامام الشافعي وكثيرا ما أسمعه من الخطباء على المنابر في صلوات الجمعة للاستشهاد به على المواعظ , وكذلك شعر الامام البوصيري : ( صاحب نهج البردة ) في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ويقول فيها:
نسب تحسب العلا بحلاه = قلدتها نجومها الجوزاء
حبذا عقد سؤدد وفخار = أنت فيه اليتيمة العصماء
رافعا رأسه في ذلك الرفع = الى كل سؤدد ايماء
وتدلت زهر النجوم اليه = فأضاءت بضوئها الأرجاء
وتراءت قصور قيصر بالروم يراها من داره البطحاء
ليلة المولد الذي كان للدين سرور بيومه وازدهاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قد ولد المصطفى وحق الهناء
وتداعى ايوان كسرى ولولا آية منك ما تداعى البناء
وغدا كل بيت نار وفيه كربة من خمودها وبلاء
وعيون للفرس غارت فهل كان لنيرانهم بها اطفاء
مولد كان منه في طالع الكفر وبال عليهم ووباء
فهنيئا به لآمنة الفضل الذي شرفت به حواء
يوم نالت بوضعه ابنة وهب من فخار مالم تنله النساء
واذا سخر الاله أناسا لسعيد فانهم سعداء
وبدت في رضاعه معجزات ليس فيها عن العيون خفاء
اذ أبته ليتمه مرضعات قلن ما في اليتم عنا غناء]
فأتته من آل سعد فتاة قد أبتها لفقرها الرضعاء
أرضعته لبانها فسقتها وبنيها ألبانهن الشاء
أصبحت شولا عجافا وأمست مابها شائل ولا عجفاء
أخصب العيش عندها بعد محل اذ غدا للنبي منها غذاء
وأتت جده وقد فصلته وبها من فصله البرحاء
اذ أحاطت به ملائكة الله فظنت أنهم قرناء
شق عن قلبه وأخرج منه مضغة عند غسله سوداء
ختمته يمنى الأمين وقد أودع مالم تذع له أنباء
صان أسراره الختام فلا الفض ملم به ولا الافضاء
ورأته خديجة والتقى والزهد فيه سجية والحياء
وأتاها أن الغمامة والسرح أظلته منهما أفياء
وأحاديث أن وعد رسول الله بالبعث حان منه الوفاء
فدعته الى الزواج وما أحسن ما يبلغ المنى الأذكياء
ألف النسك والعبادة والخلوة طفلا وهكذا النجباء
واذا حلت الهداية قلبا نشطت في العبادة الأعضاء
ثم قام النبي يدعو الى الله == وفي الكفر نجدة واباء
أمما أشربت قلوبهم الكفر == فداء الضلال فيهم عياء
ورأينا آياته فاهتدينا == واذا الحق جاء زال المراء
وتحدى فارتاب كل مريب == أويبقى مع السيول الغثاء
وهو يدعو الى الله وان شق == عليه كفر به وازدراء
ويدل الورى على الله بالتوحيد وهو المحجة البيضاء
وكفاه المستهزئين وكم ساء نبيا من قومه استهزاء
ورماهم بدعوة من فناء البيت فيها للظالمين فناء
فطوى الأرض سائرا والسموات العلى فوقها له اسراء
نصف الليلة التي كان للمختار فيها على البراق استواء
وترقى به الى قاب قوسين وتلك السيادة القعساء
رتب تسقط الأماني حسرى دونها ما وراءهن وراء
ثم وافى يحدث الناس شكرا اذ أتته من ربه النعماء
ونحا المصطفى المدينة واشتاقت اليه من مكة الأنحاء
وتغنت بمدحه الجن حتى أطرب الانس منه ذاك الفناء
واقتفى أثره سراقة فاستهوته في الأرض صافن جرداء
ثم ناداه بعد ما سيبت الخسف وقد ينجد الغريق النداء
عجبا لكفار زادوا ضلالا بالذي فيه للعقول اهتداء
والذي يسألون منه كتاب منزل قد أتاهم وارتقاء
أولم يكفهم من الله ذكر فيه للناس رحمة وشفاء
أعجز الانس آية منه والجن فهلا تأتي بها البلغاء ؟
كل يوم تهدي الى سامعيه معجزات من لفظه الغراء
تتحلى به المسامع والأفواه فهو الحلى والحلواء
كم أبانت آياته من علوم عن حروف أبان عنها الهجاء
فهي كالحب والنوى أعجب الزراع منه سنابل وزكاء
فأطالوا فيه التردد والري فقالوا سحر وقالوا افتراء
واذا بالبينات لم تغن شيئا فالتماس الهدى بهن عناء
واذا ضلت العقول على علم فماذا تقوله النصحاء
وأزالت بلمسها كل داء أكبرته أطبة وأساء
وعيون قرت بها وهي رمد فأرتها مالم تر الزرقاء
وأعادت على ( قتادة ) عينا فهي حتى مماته النجلاء
جهلت قومه عليه فأغضى وأخو الحلم دأبه الاغضاء
وسع العالمين علما وحلما فهو بحر لم يعيه اعياء
لاتحل البأساء منه عرى الصبر ولا تستخفه السراء
رحمة كله وحزم وعزم ووقار وعصمة وضياء
كرمت نفسه فما يخطر السوء على قلبه ولاالفحشاء
==========================================صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
تعليقات