رسالة على الاميل
اصــلاح مصــــر يبــدأ مـن الأرض
01 يناير 2009
.
.
حسن نصرالله ومعبر رفح.
.
أيه يا سيد أسامة لم نسمع لك حس يعني منذ بدء الحرب علي غزة كما إنك لم تقل لنا رأيك فيما قاله حسن نصرالله منذ يومين ؟هذا هو أخر سؤال وصلني علي البريد الالكتروني من أحد الأشخاص وللأجابة علي هذا السؤال اسمحوا لي اعزائي ان أقولإنني بالفعل تعمدت الصمت طوال الفترة السابقة لأنه في بعض الأحيان يكون الصمت أبلغ كثيراً من أي كلام من الممكن أن يقال ولكن مع ذلك طالما ان هناك من سألني بخصوص خطاب السيد حسن نصرالله الذي ألقاه منذ عدة أيام وتناول فيه مصر بشكل مباشر فاسمحوا لي أيضاً ان اقولرغم إنني لا زلت عند رأيي في أن النظام المصري "نظام الحزب الوطني" قد تواطئ بالفعل مع اسرائيل في حربها التي تشنها في هذه الأثناء علي غزة وهو ما بينته قبل سابق في رسالتي الأخيرة التي كتبتها تحت عنوان "قطــاع غــزة" وذلك قبل يومين من العدوان الاسرائيلي علي غزة بل زيادة علي ذلك فإنني أري أن اصرار نظام الحزب الوطني علي اغلاق معبر رفح في تلك الأثناء وفي هذه الظروف التي يمر بها قطاع غزة (إلا للحالات والمساعدات الانسانية علي حد قول قياداته ... رغم أن كل العهود والمواثيق الدولية تبيح للدولة المصرية وتعطيها الحق في فتح هذا المعبر في حالة مثل التي فيها قطاع غزة الأن خصوصاً وأن هذا القطاع يتعرض لحرب أقل ما يمكن أن يقال عليها انها حرب إبادة جماعية) ليس هذا فقط بل وتعمد هؤلاء القيادات واعلامييهم القيام بشن حرباً نفسية علي الأخوة الفلسطينيين المحاصرين (والمبادين بمعني أصح الأن) في قطاع غزة عن طريق إبراز هذا الأمر (أقصد عدم فتح المعبر) في كل مرة يلقون فيها بتصريح بخصوص هذا الأمر أو يتكلمون عنه ليس له إلا معني واحد هو ان النظام الحاكم يعمد الي استفزاز فلسطينيوا غزة وتحريضهم وجر رجلهم للإقدام علي خطوة اقتحام الحدود التي أقدموا عليها من قبل (خصوصاً في ظل الظروف التي يمرون بها الأن) وهي الخطوة التي لو تمت فإن ذلك يعني أن هناك مواجهةً ما من الممكن ان تحدث فيما بين القوات المصرية الموجودة علي الجانب المصري من الحدود (إذا ما تلقوا اوامر بذلك) وبين الفلسطينيين الذين سوف يقومون بعملية اجتياز الحدود هذه وهو ما يعني أن هناك اشتباكاً ما سوف يحدث بينهما سوف ينتج عنه ضحايا من الجانبين بكل تأكيد (ولنا في الشهيد ياسر فريج مثال علي ذلك) وأعتقد إنني قد حذرت من هذا الأمر من قبل.
برغم كل ذلك إلا إن هذا لا يعني إنني علي استعداد للقبول بـ أو حتي تقبل فكرة أن يتدخل السيد حسن نصرالله أو أي أحد غيره في شئون مصر الداخلية
.
واحد يسألني .. لكن أنت أيه رأيك فيما يخص مسألة معبر رفح هذه ؟؟أقول لكم إنه من الأفضل لمصر ولأمنها القومي أن يكون معبر رفح الأن مفتوحاً وبشكل رسمي للأخوة الفلسطينيين الراغبين في الدخول الي مصر علي أن يكون هذا المعبر مغلقاً ومعرضاً للموقف الذي تحدثت عنه وبينته بالأعلي خصوصاً وأن كافة المواثيق والمعاهدات الدولية تكفل لنا هذا الحقسوف يقول بعض المطبلين وكما تعودوا أن يرددوا دوماً إننا بفعلنا ذلك نكون كمن يساهم في تنفيذ المخطط الذي تخطط له اسرائيل منذ زمن وهو توطين اهالي غزة في سيناء أو حتي سوف يرددون قول رئيسهم من إننا بفتح المعبر الأن فإننا نكون بذلك نساهم في تعزيز الانقسام الفلسطيني الحاصل بين الضفة وقطاع غزةولهؤلاء اسمحوا لي أن أقولأولاً : أنا أقول فتح المعبر بشكل رسمي يعني كما يمكن حصرهم وهم داخلين الي سيناء يمكن حصرهم وهم خارجين منها كما إنني بهذه الطريقة يمكنني ضمان أن أي من الذين سوف يدخلون الي سيناء لن يكون حاملاً سلاح أو أي شئ أخر من الممكن أن يهدد به الأمن القومي المصري بعكس لو حدث لا قدر الله السيناريو الأخر والذي جميعنا نخشاه وهو عملية اقتحام الأخوة الفلسطينيين للحدود دون أن يكون هناك ظابط أو رابط علي تلك العملية مما يمكن أن (بل من المؤكد سوف) يسهل من مسألة دخول أسلحة أو متفجرات أو أي شئ أخر داخل الأراضي المصرية يهدد أمنها القومي ناهيك عن الضحايا الذين سوف يسقطون من الطرفين في حال حدوث هذا السيناريوثانياً : بخصوص التخوف من ان فتحنا للمعبر في هذه الأثناء من الممكن أن يعزز الانقسام الحاصل فيما بين الضفة وغزة أو بين فتح وحماس بمعني أصح فإنني أقول أن أعزز الانقسام (الذي يمكن تداركه فيما بعد) خير ألف مرة من أن تزهق أرواح ألاف الفلسطينيين المحاصرين في غزة في حالة ثباتهم في مواقعهم في غزة أو تزهق ألاف أو حتي عشرات الأرواح من الفلسطينيين والجنود المصريين إذا ما حدث السيناريو الأخر من اقتحام الفلسطينيين للحدود المصريةأما بخصوص التخوف الأخر من أن سماحنا للفلسطينيين بالمرور للجانب الأخر من الحدود قد يساهم في تنفيذ المخطط الذي تخطط له اسرائيل (علي حد قولهم) منذ زمن وهو توطين فلسطينييوا غزة في سيناء فاسمحوا لي أن أقول لهمأعزائي ،،، إما إنكم لا تفهمون سياسة أو إنكم تفهمون ولكن تحاولون استغفالنا طوال الوقت وأقول هذا لأن هذا الكلام قد تردد كثيراً دون أن يحاول أحد الرد عليه أو يفنده وأعتقد ان هذا هو الوقت المناسب لتفنيد مثل هذا الكلامفاسرائيل أخر شئ من الممكن أن تفكر فيه هو أن توطن فلسطينيين في سيناء وذلك لأن اسرائيل ليست بهذه السذاجة التي تجعلها تطمئن لشعب قامت باغتصاب أرضه وتدرك ان له كل الحق في مهاجمتها في يوم من الأيام (متي أمكنه ذلك) لإسترداد هذه الأرض وتقوم بوضعه علي حدودها مباشرة إذ أن نفس مشكلة غزة القائمة الأن هي نفسها التي من الممكن أن تحدث لو ان اسرائيل سمحت لفلسطينيين بالتوطن علي حدودها والدليل علي ذلك اسمحوا لي أن أدعوكم لأن تلقوا نظرة علي الخريطة جيداً سوف تجدوا أن كل الفلسطينيين اللاجئين في دول العربية التي تحيط باسرائيل إما إنهم مختلطين فيها بشكل لا يمكن أن تعرف ان تفرقهم عن أصحاب البلد الأصليين كما هو حاصل في الأردن مثلاً أو انهم مقيمين في مخيمات تكون دوماً علي الطرف الأخر من حدود الدولة الملاصقة لاسرائيل أو حتي في عمقها مثل لبنان مثلاً أو سوريا يعني ببساطة كده لو ان اسرائيل تريد بالفعل أن توطن الفلسطينيين في مصر فمن الممكن أن توطنهم في مطروح علي الحدود المصرية الليبية أو حتي في توشكي علي الحدود المصرية السودانية لكنها لن تسعي أبداً الي توطينهم علي حدودها مع سيناءأخيراً بقي وده المهم وبالبلدي كده عيب قوي ان احنا نردد مثل هذا الكلام عمال علي بطال كده لدرجة انني سمعت من قبل وفي احد البرامج التلفزيونية (مساءك سكر زيادة) وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري وهو يقول ان حماس قد وقعت في خطأ استراتيجي حينما دخلت الي سيناء عقب عملية اقتحام الحدود التي تمت في يناير الماضي ولم تقم برفع العلم الفلسطيني عليها فسيادته يري إنها لو كانت فعلت ذلك لكانت من حقها الأن أن تطالب بسيناء !!إمال احنا رحنا فين لو ان اسرائيل عايزة توطن الفلسطيين في سيناء كما يقولون ونحن لم نقم بفعل شئ !! عفواً يعني في اللفظ يبقي احنا مالناش أي لازمة ساعتها
.
هذا من جهة
.
من جهة أخري أجدها أكثر أهمية أنت بإصرارك الغريب هذا علي اغلاق معبر رفح في هذه الأثناء وفي ظل هذه الظروف التي تمر بها غزة ورفح الفلسطينية بالذات إنما بذلك تساهم دون أن تدري (أو ربما تدري) في تغذية وتأجيج النزعة الانفصالية لأهالينا في سيناء وهذا ربما أكثر ما تريده اسرائيل بالفعل ،، وهو أن تنفصل سيناء عن مصر لكي تصبح جداراً (جداراً جغرافياً هذه المرة لا خرسانياً) يكون حائلاً مستأنساً بينها وبين مصر (أهالي سيناء 300 ألف نسمة بينما المصريين 80 مليون) في حالة ما إذا ارادت ان تمارس عدوانها المستمر الذي باتت تدمنه علي ما يبدوا علي الدول العربية المحيطة بها أو حتي غير المحيطة دون أن تتخوف من شئ خصوصاً من جانب مصر
فأهالينا في سيناء عندما يرون اخوانهم وأبناء عمومتهم يذبحون ويقتلون في غزة المقابلة لهم وهم لا يستطيعوا مساعدتهم أو فعل اي شئ لهم بسبب الاجراءات التي تتبعها وتمارسها السلطات المصرية علي الحدود مع غزة فأنت بذلك إنما تخلق لهم الدافع وبدون أن تشعر (أو ربما تشعر) الذي يحرضهم علي الانفصال عن الدولة المصرية التي تحول بينهم وبين اخوانهم في غزة ناهيك عن الميراث الطويل من الأخطاء والخطايا الصبيانية التي كنت تمارسها معهم هم أنفسهم طوال الفترة السابقة
.
بالمناسبةلاحظوا حضرتكم أن قطر التي يشن عليها نظامنا الحاكم هو والأوركسترا الاعلامي المصاحب له هذا الهجوم الكاسح هي نفسها قطر التي ترك لها ادارة ملف دارفور في السودان ويستأمنها عليه !!
.
تعليقات