الصبر من مكارم الأخلاق
( الصبر )
من مكارم الأخلاق :
الإنسان العاقل لايدرك منزلة الأخيار من البشر , الذين كرمهم خالق الكون
إلا بالصبر على الشدة والأذى , ويصبرعلى المصائب.
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بفضيلة الصبر فقال تعالى :
( واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل )
وقد روي عن الخباب بن الأرت رضي الله عنه قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردائه في ظل الكعبة , فشكونا إليه فقلنا :
يارسول الله ألَا تدعو لنا ألَا تستنصر لنا فجلس مُحْمَرًّا لونه ثم قال :
إن من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل فيحفر له في الأرض حفرة ويُجاء بالمنشار
فيوضع على رأسه فيُجعل فرقتين ما يَصرفه عن دينه .)
وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( أول من يدعى إلى الجنة الحمَّادون لله الذين يحمدون على السَّراء والضراء)
فالواجب على العبد أن يصبر على ما يصيبه من الشِّدة ويعلم أن ما دفعه الله عنه من البلاء أكثر مما أصابه , فيحمد الله على ذلك .
انظر أخي المؤمن كيف صبر محمد صلى الله عليه وسلم على أذى المشركين.
وقد جاء في تصوير صبره عليه السلام هذا في حديث رواه عمرو بن ميمون
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند البيت وأبوجهل وأصحابه جلوس وقد نحرت جزور (ناقة) بالأمس , فقال أبوجهل لعنه الله : أيكم يقوم
إلى سلا الجزور (ماتعفن مما يرمي من بطنها) فيلقيه على كتف محمد إذا
سجد ؟
فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه , فاستضحكوا وأنا قائم أنظر إليهم قلت : لو كان لي منعة (قوة تمنعني منهم)
لطرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال والنبي ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة رضي الله عنها وجاءت وهي جويرية
فطرحته ثم أقبلت عليهم تسبهم , فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته فدعا عليهم فقال :
اللهم عليك بقريش ثلاث مرات , فلما سمعوا صوته ودعاءه ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته , فقال : اللهم عليك بأبي جهل وعقبة وعتبة وشيبة
والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والذي بعث محمدا بالحق لقد رأيت
الذين سمَّاهم صَرْعَى يوم بدر .
فالصبر من أفضل الأخلاق والأعمال الصالحة قال تعالى :
(إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب )
وجاء في تفسير هذه الآية الكريمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا أو أراد أن يصافيه صَبَّ عليه البلاء صبًّا , وثَجَّه عليه ثجَّا , وإذا دعاه قالت الملائكة
يارب صوت فلان معروف , فإذا دعاه الثانية فقال :يارب .
قال الله تعالى لبيك وسعديك لاتسألني شيئا إلا أعطيتك أو دفعت عنك ما هو أشر, وادخرت لك عندي ماهو أفضل منه , فإذا كان يوم القيامة جيء بأهل الأعمال فَوُفُّوا أعمالهم بالميزان أهل الصلاة وأهل الصيام والصدقة والحج ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم الميزان ولا ينشر لهم الديوان ويصب عليهم الأجر صَبًّا كما كان يصب عليهم البلاء , فيود أهل العافية في الدنيا لو أنهم كانت تقرض أجسامهم بالمقاريض لِمَا يَرَوْنَ مما يذهب به أهل البلاء من الثواب .
فذلك قوله تعالى :
(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
ومن عجيب ما يروى في الأثر :
أن مؤمنا وكافرا في الزمن الأول انطلقا يصيدان السمك , فأخذ الكافر يذكر
آلهته فما رفع شبكته حتى أخذ سمكا كثيرا .
وجعل المؤمن يذكر الله فلا يجيء شيء , ثم أصاب سمكة عند الغروب واضطربت فوقعت في الماء , فرجع المؤمن وليس معه شيء , ورجع الكافر
وقد امتلأت شبكته بالسمك . فأسف مَلَكُ المؤمن الموكل به , فلما صعد إلى السماء أراه الله مسكن المؤمن الصابر في الجنة فقال :والله ما يضره ما أصابه
بعد أن يصير إلى هذا , وأراه مسكن الكافر في النار فقال : والله ما يغني عنه
ما أصاب من الدنيا بعد أن يصير إلى هذا .
ويقال : إن الله تعالى يحتج يوم القيامة بأربعة على أربعة أجناس :
* يحتج على الأغنياء بسليمان بن داوود عليهما السلام
فإذا قال الغني : الغِنى شغلني عن عبادتك
يحتج عليه بسليمان ويقول له لم تكن أغنى من سليمان فلم يمنعه غناه عن عبادتي .
* ويحتج بالعبيد بيوسف عليه السلام .
فيقول العبد كنت عبدا والرِّقُ منعني عن عبادتك .
فيقول له إن يوسف عليه السلام لم يمنعه رقُّهُ عن عبادتي .
* ويحتج على الفقراء بعيسى عليه السلام
فيقول الفقير إن حاجتي منعني عن عبادتك
فيقول أنت كنت أحوج أم عيسى عليه السلام ؟وعيسى لم يمنعه فقره عن عبادتي .
* ويحتج على المرضى والمصابون بالشدائد بأيوب عليه السلام
فيقول المريض والمصاب منعتني شدة المرض والمصيبة عن عبادتك
فيقول مرضُك كان أشد أم مرض وشدة أيوب عليه السلام فلم يمنعه مرضه عن عبادتي بصبره عليها.
فلا يكون لأحد عند الله عذر يوم القيامة .
وتقول عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة يشاكها فما فوقها إلا حط الله عنه
بها خطيئة )
والصبر نصف الإيمان , والصبر جزاؤه الجنة .
قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة ...)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصبر ثلاثة :
صبر على الطاعة
وصبر على المعصية
وصبر عن المعصية
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
أول شيء كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ , إني أنا الله لاإله إلا أنا
ومحمد رسولي , من استسلم لقضائي , وصبر على بلائي , وشكر لى نعمائي
كتبته صديقا , وبعثته يوم القيامة مع الصديقين . ومن لم يستسلم لقضائي ,
ولم يصبر على بلائي , ولم يشكر لنعمائي فليتخذ إلها سواي .
فالحمد لله على نعمة الصبر
التي يهبها الله لعباده المؤمنين
ويجزيهم عليها بغير حساب
تلك مكرمة من مكارم الأخلاق .
اللهم اجعلنا وإياكم من الصابرين
من مكارم الأخلاق :
الإنسان العاقل لايدرك منزلة الأخيار من البشر , الذين كرمهم خالق الكون
إلا بالصبر على الشدة والأذى , ويصبرعلى المصائب.
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بفضيلة الصبر فقال تعالى :
( واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل )
وقد روي عن الخباب بن الأرت رضي الله عنه قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردائه في ظل الكعبة , فشكونا إليه فقلنا :
يارسول الله ألَا تدعو لنا ألَا تستنصر لنا فجلس مُحْمَرًّا لونه ثم قال :
إن من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل فيحفر له في الأرض حفرة ويُجاء بالمنشار
فيوضع على رأسه فيُجعل فرقتين ما يَصرفه عن دينه .)
وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( أول من يدعى إلى الجنة الحمَّادون لله الذين يحمدون على السَّراء والضراء)
فالواجب على العبد أن يصبر على ما يصيبه من الشِّدة ويعلم أن ما دفعه الله عنه من البلاء أكثر مما أصابه , فيحمد الله على ذلك .
انظر أخي المؤمن كيف صبر محمد صلى الله عليه وسلم على أذى المشركين.
وقد جاء في تصوير صبره عليه السلام هذا في حديث رواه عمرو بن ميمون
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند البيت وأبوجهل وأصحابه جلوس وقد نحرت جزور (ناقة) بالأمس , فقال أبوجهل لعنه الله : أيكم يقوم
إلى سلا الجزور (ماتعفن مما يرمي من بطنها) فيلقيه على كتف محمد إذا
سجد ؟
فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه , فاستضحكوا وأنا قائم أنظر إليهم قلت : لو كان لي منعة (قوة تمنعني منهم)
لطرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال والنبي ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة رضي الله عنها وجاءت وهي جويرية
فطرحته ثم أقبلت عليهم تسبهم , فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته فدعا عليهم فقال :
اللهم عليك بقريش ثلاث مرات , فلما سمعوا صوته ودعاءه ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته , فقال : اللهم عليك بأبي جهل وعقبة وعتبة وشيبة
والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والذي بعث محمدا بالحق لقد رأيت
الذين سمَّاهم صَرْعَى يوم بدر .
فالصبر من أفضل الأخلاق والأعمال الصالحة قال تعالى :
(إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب )
وجاء في تفسير هذه الآية الكريمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا أو أراد أن يصافيه صَبَّ عليه البلاء صبًّا , وثَجَّه عليه ثجَّا , وإذا دعاه قالت الملائكة
يارب صوت فلان معروف , فإذا دعاه الثانية فقال :يارب .
قال الله تعالى لبيك وسعديك لاتسألني شيئا إلا أعطيتك أو دفعت عنك ما هو أشر, وادخرت لك عندي ماهو أفضل منه , فإذا كان يوم القيامة جيء بأهل الأعمال فَوُفُّوا أعمالهم بالميزان أهل الصلاة وأهل الصيام والصدقة والحج ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم الميزان ولا ينشر لهم الديوان ويصب عليهم الأجر صَبًّا كما كان يصب عليهم البلاء , فيود أهل العافية في الدنيا لو أنهم كانت تقرض أجسامهم بالمقاريض لِمَا يَرَوْنَ مما يذهب به أهل البلاء من الثواب .
فذلك قوله تعالى :
(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
ومن عجيب ما يروى في الأثر :
أن مؤمنا وكافرا في الزمن الأول انطلقا يصيدان السمك , فأخذ الكافر يذكر
آلهته فما رفع شبكته حتى أخذ سمكا كثيرا .
وجعل المؤمن يذكر الله فلا يجيء شيء , ثم أصاب سمكة عند الغروب واضطربت فوقعت في الماء , فرجع المؤمن وليس معه شيء , ورجع الكافر
وقد امتلأت شبكته بالسمك . فأسف مَلَكُ المؤمن الموكل به , فلما صعد إلى السماء أراه الله مسكن المؤمن الصابر في الجنة فقال :والله ما يضره ما أصابه
بعد أن يصير إلى هذا , وأراه مسكن الكافر في النار فقال : والله ما يغني عنه
ما أصاب من الدنيا بعد أن يصير إلى هذا .
ويقال : إن الله تعالى يحتج يوم القيامة بأربعة على أربعة أجناس :
* يحتج على الأغنياء بسليمان بن داوود عليهما السلام
فإذا قال الغني : الغِنى شغلني عن عبادتك
يحتج عليه بسليمان ويقول له لم تكن أغنى من سليمان فلم يمنعه غناه عن عبادتي .
* ويحتج بالعبيد بيوسف عليه السلام .
فيقول العبد كنت عبدا والرِّقُ منعني عن عبادتك .
فيقول له إن يوسف عليه السلام لم يمنعه رقُّهُ عن عبادتي .
* ويحتج على الفقراء بعيسى عليه السلام
فيقول الفقير إن حاجتي منعني عن عبادتك
فيقول أنت كنت أحوج أم عيسى عليه السلام ؟وعيسى لم يمنعه فقره عن عبادتي .
* ويحتج على المرضى والمصابون بالشدائد بأيوب عليه السلام
فيقول المريض والمصاب منعتني شدة المرض والمصيبة عن عبادتك
فيقول مرضُك كان أشد أم مرض وشدة أيوب عليه السلام فلم يمنعه مرضه عن عبادتي بصبره عليها.
فلا يكون لأحد عند الله عذر يوم القيامة .
وتقول عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة يشاكها فما فوقها إلا حط الله عنه
بها خطيئة )
والصبر نصف الإيمان , والصبر جزاؤه الجنة .
قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة ...)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصبر ثلاثة :
صبر على الطاعة
وصبر على المعصية
وصبر عن المعصية
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
أول شيء كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ , إني أنا الله لاإله إلا أنا
ومحمد رسولي , من استسلم لقضائي , وصبر على بلائي , وشكر لى نعمائي
كتبته صديقا , وبعثته يوم القيامة مع الصديقين . ومن لم يستسلم لقضائي ,
ولم يصبر على بلائي , ولم يشكر لنعمائي فليتخذ إلها سواي .
فالحمد لله على نعمة الصبر
التي يهبها الله لعباده المؤمنين
ويجزيهم عليها بغير حساب
تلك مكرمة من مكارم الأخلاق .
اللهم اجعلنا وإياكم من الصابرين
تعليقات