معنى : ( التَّـنَاوُش )

ناشَه بيدِه يَنُوشُه نَوْشاً: تناوَله؛ قال دريد ابن الصمّة: فجئت إِليه، والرِّماحُ تَنُوشُه، كوَقْعِ الصَّياصي في النَّسِيج المُمَدَّدِ والانْتِياشُ مثله؛ قال الراجز: باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشا وتَناوَشَه كناشه. وقد تَناوشَ القومُ في القِتال إِذا تناوَلَ بعضُهم بعضاً بالرّماح ولم يَتدانَوْا كلَّ التَّداني.
وفي حديث قيس ابن عاصم: كُنْتُ أُناوِشُهم وأُهاوِشُهم في الجاهلية أَي أُقاتِلُهم

والتناؤُشُ: الأَخذُ من بُعْد، مهموز؛ عن ثعلب قال: فإِن كان عن قُرْب فهو التَّناوُشُ، بغير همز.
وفي التنزيل العزيز: التَّناوُشُ؛ قرئ بالهمز وغير الهمز، وقال الزجاج: من هَمَز فعلى وجهين: أَحدهما أَن يكون من النِّئِيش الذي هو الحركة في إِبطاء، والآخَر أَن يكون من النَّوْش الذي هو التَّناوُلُ، فأَبدل من الواو همزة لمكان الضمة. التهذيب: ويجوز همزُ التَّناوُش وهي من نشت لانضمام الواو مثل قوله: وإِذا الرُّسلُ أُقِتَتْ؛ قال ابن بري: ومعنى الآية أَنهم تناوَلُوا الشيء من بُعْد وقد كان تناوُلُه منهم قريباً في الحياة الدنيا، فآمَنُوا حيث لا ينفعهم إِيمانُهم لأَنه لا يَنْفع نفساً إِيمانُها في الآخرة، قال: وقد يجوز أَن يكون من النَّأْشِ، وهو الطلبُ، أَي كيف يطلُبون ما بَعُد وفاتَ بعد أَن كان قريباً ممكناً؟ والأَول هو الوجه.

وقوله تعالى: "وأنَّى لهم التَناوُشُ من مَكانٍ بعيدٍ" أَي فكيف لهم أَن يتناوَلوا ما بعُد عنهم من الإِيمان وامتنع بعْد أَن كان مبذولاً لهم مقبولاً منهم.
يقال: أنَّى لهم تناول الإيمان في الآخرة وقد كَفروا به في الدنيا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )