بين الحذف البلاغي , ونزع الخافض النحوي.
نزع الخافض :
ويسمى أيضا ( الحذف والإيصال ) :مصطلح نحوي كوفي .
ويسميه البصريون ( الجر ) ووجه تسميته عند الكوفيين ( بالخافض ) لأن الخفض فيه معنى النزول , وكما تعلمون الكسرة فيها معنى النزول , كما أن الرفع فيه معنى الارتفاع ؛ فالخفض فيه معنى النزول أكثر من الجر ,وهو مصطلح سماعي عند جمهور النحاة . والخافض هو الجار أو حرف الجر
و العرب أحياناً تنزع هذا الخافض ؛يعني تحذف هذا الجار، فنسمعهم يقولون مثلا :
تمرون الديارَ ولم تعوجوا = كلامكمو عليَّ إذاً حرامُ
أي تمرون بالديار ,حُذِفَ حرفُ الجر،
وأُبْقِى المجرورُ منصوباً , ويقال: هذا منصوب على نزع الخافض يعني على حذف حرف الجر ؛ فإذا حذف حرف الجر وبقي ما بعده منصوباً , لا يقال هو مفعول به ؛ لأن هذا الفعل ليس متعدِياً أصلاً ولا ينصب مفعولاً به .
وأُبْقِى المجرورُ منصوباً , ويقال: هذا منصوب على نزع الخافض يعني على حذف حرف الجر ؛ فإذا حذف حرف الجر وبقي ما بعده منصوباً , لا يقال هو مفعول به ؛ لأن هذا الفعل ليس متعدِياً أصلاً ولا ينصب مفعولاً به .
والفعل ( أسلم : متعدٍ لمفعول واحد ) ونصبه لكلمة (العدوَّ) في قولك : ( أسلمني أهلى العدوَّ ) بعد نصبه لياء المتكلم مفعوله , يُعَدُّ خروجا على القواعد الأصلية للنحو في باب المتعدي واللازم . لأن ذلك لم يسمع بنصه من العرب , ولا يقاس على المسموع من كلامهم حتى لانفتح المجال لفساد اللغة الفصيحة .وإن عده البعض من باب نزع الخافض جوازا , وهو عندي لا يصح .لأن نزع الخافض سماعي في جمل محددة بعينها ، فلو غيرنا فيها حرفا امتنع نزع الخافض نحويا .
وإن ذكر النحاة أنه قد يُترك حرف الجر من الفعل للتخفيف , وينصب ما بعده مثل : سافرتُ مكةَ , ودخلتُ المسجدَ .
فهما منصوبان على نية حذف حرف الجر , كما أنه قد يكون الحذف للاضطراد مع أن المصدرية وفعلها ، وأن المشبهة بالفعل ومعموليها .
نحو : طمعت في أن أراك ، وطمعت أن أراك
كما وردت بعض الأفعال مما يجوز فيها التعدي بنفسها تارة ، وتارة بحرف الجر ، ومنها : شكر ، تقول : شكرتُكَ ، وشكرتُ لك .
ومنه قوله تعالى : { واشكروا لي ولا تكفرون } .
ومنها : نصح ، ووزن ، وعدد ، وكال ، وجاء ، وغيرها .
فتقول : نصح المعلم الطالب ، ونصحت للطالب . ومنه قوله تعالى ( ونصحت لكم ) .
نحو : طمعت في أن أراك ، وطمعت أن أراك
كما وردت بعض الأفعال مما يجوز فيها التعدي بنفسها تارة ، وتارة بحرف الجر ، ومنها : شكر ، تقول : شكرتُكَ ، وشكرتُ لك .
ومنه قوله تعالى : { واشكروا لي ولا تكفرون } .
ومنها : نصح ، ووزن ، وعدد ، وكال ، وجاء ، وغيرها .
فتقول : نصح المعلم الطالب ، ونصحت للطالب . ومنه قوله تعالى ( ونصحت لكم ) .
وفي قوله تعالى : (فلما أسلما وتله للجبين ) يكون الإسلام لله تعالى .
فهنا لم ينصب الفعل ( أسلم ) شئيا ظاهريا , وإن كان الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم أن مفعول الفعل ( أمرَهما) ثم جاء حرف الجر يسبق لفظ الجلالة المفهوم من سياق الآية الكريمة .
وقولهم : أسلمني اللاعبُ الكرةَ . خطأ لغوي لأن المعنى (سلّمَني الكرة) والاشتقاق هنا يختلف : من وزن ( أفعل : المتعدي لمفعول واحد , إلى فعَّلَ : المتعدي لمفعولين .) , وأصحاب البلاغة يعتبرون
هذا من الإيجاز في الكلام في الأمثلة المسموعة التي حذف فيها حرف الجر وبقيت دلالته في النفس دون خلل في التركيب , أو المعنى , فلا يصح مثلا أن نقول: كتبت القلمَ , أو ذهبت المدرسةَ .
وكل هذه أمور سماعية لايقاس عليها .
تعليقات