افخروا بإرادة أبنائكم !!

افخر بابنك

======
قصة منقولة : ( أبوفاطمة وسلاف )
*********************
فى كل يوم جمعة، وبعد الصلاة ، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشرة سنة , من شأنه أن يخرج في بلدتهم فى إحدى ضواحي أمستردام ويوزع على الناس كتيبا صغيرا بعنوان "الطريق إلى الجنة" وغيرها من المطبوعات الإسلامية.
وفى أحد الأيام بعد ظهر الجمعة ، جاء الوقت للإمام وابنه للنزول إلى الشوارع لتوزيع الكتيبات ، وكان الجو باردا جدا في الخارج ، فضلا عن هطول الأمطار
ارتدى الصبي كثيرا من الملابس حتى لا يشعر بالبرد ، وقال : 'حسنا يا أبي ، أنا مستعد.
سأله والده ، 'مستعد لماذا يا بني ؟' ' قال الابن يا أبي :لقد حان الوقت لكى نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية.
أجابه أبوه: الطقس شديد البرودة في الخارج وإنها لتمطر بغزارة.

أدهش الصبى أبوه بالإجابة وهو يقول :ولكن يا أبى لا يزال هناك أناس يذهبون إلى النار على الرغم من أنها تمطر

أجاب الأب : ولكننى لن أخرج فى هذا الطقس!!
قال الصبى ، هل يمكن يا أبى ، أن أذهب أنا من فضلك لتوزيع الكتيبات.؟
تردد والده للحظة ثم قال : يمكنك الذهاب ، وأعطاه بعض الكتيبات

قال الصبى: 'شكرا يا أبي.

ورغم أن عمر هذا الصبى أحد عشرعاماً فقط !!
إلا أنه مشى فى شوارع المدينة فى هذا الطقس البارد والممطر؛ لكى يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب , حتى يوزع الكتيبات الإسلامية.
بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد المارة فى الشارع لكى يعطيه له ، ولكن كانت الشوارع مهجورة تماما.

ثم استدار إلى الرصيف المقابل لكى يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.
ودق جرس الباب ، ولكن لا أحد يجيب..
ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا ، ولكن لا أحد يجيب ، وأراد أن يرحل ، ولكن شيئا ما كان يمنعه.
مرة أخرى ، التفت إلى الباب ودق الجرس بتواصل , وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوة ؛ وهو لا يعلم ماالذى جعله ينتظر كل هذا الوقت ، وظل يطرق على الباب وهذه المرة فُتِحَ الباب ببطء.
وكانت تقف عند الباب امرأة كبيرة فى السن , ويبدو عليها علامات الحزن الشديد , فقالت له : ماذا أستطيع أن أفعل لك يابنى.؟

قال لها الصبى الصغير ونظر لها بعينين متألقتين , وعلى وجهه إبتسامة أضاءت لها العالم : 'سيدتي ، أنا آسف إذا كنت قد أزعجتك ، ولكن فقط أريد أن أقول لكِ: إن الله يحبك حقيقى ويعتني بك , وقد جئت لكى أعطيكِ آخر كتيبٍ معى والذى سوف يخبرك كل شيء عن الله ، والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه

وأعطاها الكتيب , وأراد الإنصراف فقالت له: 'شكرا لك يا بني! وحياك الله .
في الأسبوع التالي بعد صلاة الجمعة ،وكان الإمام يعطى محاضرة ، وعندما انتهى منها وسأل : 'هل لدى أي شخص منكم سؤالا ؟ أو يريد أن يقول شيئا؟

وببطء ، وفي الصفوف الخلفية وبين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول:
لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم آتِ إلى هنا من قبل، وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمةً ّ!! ولم أفكر أن أكون كذلك.
وقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة ، وتركنى وحيدةً تماما في هذا العالم.. ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارد جداً, وكانت السماء تمطر بغزارة ، وقد قررت أن أنتحر لأننى لم يبق لدى أى أمل فى الحياة.
لذا أحضرت حبلا وكرسيًا ؛ وصعدت إلى الغرفة العلوية فى بيتى، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً فى إحدى عوارض السقف الخشبية , ووقفت فوق الكرسى وثبَّت طرف الحبل الآخر حول عنقى، وقد كنت وحيدة ويملؤنى الحزن , وكنت على وشك أن أقفز.لأتخلص من حياتي !!

وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب , في الطابق السفلي . فقلت سوف أنتظر لحظات , ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.
انتظرت ثم انتظرت حتى ينصرف مَنْ بالباب , ولكن كان صوتُ الطرقِ على الباب , ورنين الجرس يرتفع ويزداد .
قلت لنفسي مرة أخرى : 'مَنْ على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟!!
لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابى ولا يأتي أحد ليراني '. رفعت الحبل من حول رقبتى, وقلت أذهب لأرى من بالباب ويدق الجرس والباب بصوت عالٍ هكذا وبكل هذا الإصرار!!
عندما فتحت الباب لم أصدق عينى ؛ فقد كان صبيًا صغيرا وعيناه تتألقان وعلى وجهه ابتسامة ملائكية لم أر مثلها من قبل ، حقيقة لا يمكننى أن أصفها لكم
الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا . ثم قفزت إلى الحياة مرة أخرى ،
وقال لى بصوت ملائكى : 'سيدتي، لقد أتيت الآن لكى أقول لكِ: إن الله يحبكِ حقيقةً , ويعتني بك
ثم أعطانى هذا الكتيب الذى أحمله "الطريق إلى الجنة,,
وكما أتانى هذا الملاك الصغير فجأة ,أختفى مرة أخرى وذهب من خلال البرد والمطر ، و أغلقت بابي وبتأن ٍ شديد قمت بقراءة كل كلمة فى هذا الكتاب. ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي!!

. لأننى لن أحتاج إلى أي منهما بعد الأن

أترون؟ أنا الآن سعيدة جداً لأننى تعرفت إلى الإله الواحد الحقيقى

ولأن عنوان هذا المركز الإسلامى مطبوع على ظهرالكتيب ، جئت إلى هنا بنفسى لأقول لكم :

الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغيرالذي جاءنى في الوقت المناسب تماما ، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم

لم تكن هناك عين لا تدمع فى المسجد , وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر.....الله أكبر!

الإمام الأب نزل من على المنبر, وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس ابنه هذا الملاك الصغير...

واحتضن ابنه بين ذراعيه , وأجهش فى البكاء أمام الناس دون تحفظ. !!

ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بابنه مثل هذاالأب ..,,

*************


افخروا بأفعال أبنائكم الطيبة التي تحب الخير .


وامنحوهم التشجيع والشكر .

القراءة علمتني الكثير .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )