المروءة والشهامة من قيم الدين الأخلاقية



كثيرا ما تصادفنا في الحياة مواقف رجولية , لأناس لهم قيم ومباديء أخلاقية في تعاملهم مع الآخرين . وهؤلاء الأشخاص ليس من الضروري ان يكونوا رجالا فقط , بل من النساء أيضا ومن مختلف الأعمار .
فانت ترى الصبي ذا المروءة يتخلى طواعية عن مكانه في وسيلة المواصلات للكبير الواقف , أو في طابور الحصول على خدمات
الجمعية الاستهلاكية التعاونية .بشهامة ورجولة تفوق سنه الصغير
وترى المرأة تدفعها المروءة فتسأل عن جارتها التي تشاجرت معها
منذ فترة ؛ لأنها علمت أنها مريضة بدافع من بذل الخير دون تعالٍ أو تذكر لما كان منها من إساءة .
وتجد الرجل العربي يعين أخاه على ظهر دابته , ويأخذ بيده ليعبر به الطريق و وهو لايعرفه من قبل على سبيل الشهامة والرجولة .
وتلحظ طالبا في الجامعة يدفع عربة زميله من ذوي الاحتياجات الخاصة بروح الشهامة والمروءة معه .
والأديان السماوية تحثنا على تلك القيم النبيلة , والمباديء الأخلاقية الرفيعة , ولو تتبعنا أقوال الأوائل من الصحابة والتابعين ومواقفهم لوجدناها ممتلئة بالشهامة والمروءة ؛ فقد
رُوي عن على بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :( من عامل الناس فلم يظلمهم , وحدثهم فلم يكذبهم , ووعدهم فلم يخلفهم , فهو ممن كملت مروءته , وظهرت عدالته , ووجبت أخوته .)
وقال حكيم العرب ربيعة الرأي :( المروءة ست خصال ؛ ثلاث في الحضر , وثلاث في السفر ؛ فأما التي في الحضر : فتلاوة القرآن , وعمارة مساجد الله , واتخاذ الإخوان في الله .
وأما التي في السفر : فبذل الزاد ,وقلة الخلاف لأصحابه , والمزاح في غير معاصي الله .)
ومن أقوال الحسن البصري رحمه الله :( من مروءة الرجل أربعة ؛ صدق لسانه , واحتماله عثرات إخوانه , وبذل المعروف لأهل زمانه , وكف الأذى عن أباعده وجيرانه .)
وروي عن قيس بن ثابت بن ساعدة أنه كان يقدم على قيصر الروم فيكرمه , فقال له قيصر : ما أفضل العقل عندكم ؟
قال قيس : معرفة المرء نفسه .
قال : ماأفضل العلم ؟
قال : وقوف المرء عند جهله .
قال قيصر : فما أفضل المروءة ؟!!
قال : استبقاء الرجل ماء وجهه .المروءة باب مفتوح , وطعام مبذول , وإزار مشدود , وقيام في حوائج الأهل والناس , فإن من احتاج أهله إلى الناس وهو قادر على مساعدتهم فلا مروءة عنده .
وتتحقق الشهامة والمروءة في العفة عما في أيدي الناس , والتجاوز عما يكون منهم , وقد قال احد الصحابة :
( جالسوا أهل الدين ؛ فإن لم تقدروا عليهم , فجالسوا أهل المروءة من أهل الدنيا ؛ فإنهم لايرفثون في مجالسهم )
وجماع المروءة يتمثل في قول الله تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي , وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي
يعظكم لعلكم تتقون .) ويقول حسن البصري : ( لادين لمن لامروءة له )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )