أحوال المبتدأ في الجملة الإسمية

المحاضرة الثانية
أحوال المبتدأ في الجملة الإسمية

يعرف ابتداء الكلام في الجملة الإسمية بوجود اسم يطلق عليه المبتدأ وإن أجاز بعض النحاة ، أَن المبتدأ قد يقع غيرَ اسمٍ محضٍ وهو قوله: تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ خيرٌ مِن أَن تَراهُ؟
فتسمع كما ترى فعل وتقديره أَن تسمع، فحذْفُهم أَنْ ورفْعُهُم تَسمعُ يدل على أَن المبتدأ قد يمكن أَن يكون عندهم غيرَ اسمٍ صريح،
ولكن الأصل أنك تخبر عن شيء معروف معين ؛ معرفة بنفسه ؛

كالعلم
والمحلى بأل
والضمير،
أو معرف بالإضافة إلى معرفة ،
أو اسم الموصول وصلته ،
واسم الإشارة والمشار إليه ،
واسم الاستفهام ،
فنقول مثلا : رمضانُ شهرُ الصومِ
المخلص من صافاك في السر والعلن
في المعرفة بنفسه ، مثل : أنتم خيرُ أمةٍ.
وتقول : ربُّ العبادِ يتقبل منا الصيام والقيام.
متى يقع المبتدأ اسما نكرة :
يأتي المبتدأ نكرة إذا دلّتْ على العموم مسبوقة ؛
·بنفي : مثل ( ما صائمٌ كاذبٌ ) ومثل:
(مارجاء محقق بالتمنى = أو حياة محمودة بالتواني)
·أو باستفهام : مثل

( أشباب يُضَيَّعُ في غير نفعٍ؟ وزمان يمر إثر زمان؟)
·أو جاء نكرة تدل على الخصوص بإضافتها إلى نكرة أخرى أو وصفها ؛ مثل:
( طالبُ إحسانٍ واقف ) ،
وزهرة بنفسجية أينعتْ)
·أو يقع نكرة تقدمها خبرها؛
الظرف أو الجار والمجرور، مثل :
( عندنا ضيفٌ)
في الصيام صحةٌ.
متى يحذف من الجملة وجوبا؟
قد يغيب المبتدأ ونجده محذوفا وجوبا في أربعة مواضع هي :
1-إذا كان خبره مخصوصا بالمدح أو الذم لنعم أو بئس مثل نعم الصديقُ الوفيُّ )
و( بئس الخلق خلفُ الوعدِ)
2-إذا كان خبر المبتدأ مصدرا نائبا عن فعله مثل:
( صبرٌ جميلٌ ) والتقدير أمري صبرٌ.
وثبات في شدتي ، والتقدير حالي ثباتٌ.
3-إذا كان خبر المبتدأ مشعرًا بالقسم،مثل:
في ذمتي لأصومن شهر رمضان إن شاء الله
وفي عنقي لأكرمن الفقير في رمضان ،
وفي رقبتي لأقرأن القرآن الكريم كله إن شاء الله.
ويدل على الإشعار بالقسم دخول لام القسم على الفعل المضارع والتقدير بعد شبه الجملة المشعرة بالقسم كلمة نكرة هي ( يمين أو عهد)
4-إذا كان خبر المبتدأ نعتا مقطوعا ؛

أي صفة مرفوعة كان ينبغي أن تتبع موصوفها في إعرابه ، لكن لما كان ذكرها غير ضروري لتعيين الموصوف، وكان الغرض المدح أو الذم أو الترحم ؛
جاز أو ساغ قطعها عن موصوفاتها ورفعها على أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا , مثل : اقتدِ بعمرَ العادلُ ؛ أي هو العادل
تصدق على الفقيرِ المسكينُ ؛ أي هو المسكينُ. اجتنب الخسيسَ اللئيمُ.
قال الشاعر :
في عنقي لأسديَّن يدًا = لكل ذي حاجة يرجِّيها
إذا وضعت الإحسان موضعه= منحت النفس أقصى أمانيها
متى يتقدم المبتدأ على الخبروجوبا؟
1-من ألفاظ الصدارة
2-مقصورا على الخبر
3-خبره جملة فعلية فيها ضمير يعود على المبتدأ
4-إذا كان ركنا الجملة معرفتين أو نكرتين متساويين في التخصص.
ونستمع إلى هذا النموذج للتطبيق عليه:
هي اللغة العربية ساطعة البيان (إذا كان المبتدأ ضمير الشأن أو القصة؛ أي لايعود على مذكور قبله ويفسر بجملة بعده) وجب تقديم المبتدأ لأن له الصدارة
فما أحسن لغة العرب!!إذا كان ما التعجبية لها الصدارة
كم كلمة فيها جامعة ، وكم أسلوب رائع (كم الخبرية الدالة على الكثرة لها الصدارة)
من يغُصْ في بحرها المحيط يظفر بالدرر(اسم الشرط له الصدارة)
والذي يبحث عن آثارها فأمامه نفائس (الموصول الذي اقترن خبره بالفاء)
لا تفنى عجائبها ، ولا تنفد غرائبها
لهي الكنز الدفين ، والقول المبين(إذا كان مقترنا بلام الابتداء له الصدارة )
فمن المنكر لهذه الأسرار؟( اسم الاستفهام له الصدارة )
ومن المحاول إطفاء هذه الأنوار؟ ( ،، )
إنما هو غِرُّ جاهل ، أو عنيد مكابر.( إذا كان المبتدأ مقصورا بإنما أو بالنفي والاستثناء) فما لغتنا إلا أفضل اللغات.
والعربية تعيش على الرغم منه.( إذا كان خبرالمبتدأ جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ )
والعربية تزدهر وتتطور وترقى .(،،)
والحق الباقي ( إذا تساوى المبتدأ والخبر في التعريف أو التنكير والتخصص؛ بمعنى أنه لو أخرنا المبتدأ في الجملة لالتبس بالخبر مع أن المقصود أن يحكم على المبتدأ لا أن يحكم به ، فمثلا إذا قلت ( عليٌّ صديقي)
فالكلمتان متساويتان في المعرفة
فإذا عَرَفَ من تحدثه عليا ، ولكنه لم يعرف أنه صديقك قلت : عليٌّ صديقي.
أما إذا عرف أن لك صديقا ، ولكنه لم يعرف اسمه وجب أن تقول :
( صديقي عليٌّ ) وفي هذه الحالة يجب تقديم المبتدأ.
والباطل الفاني. ....... وهكذا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )