محاضرة بلاغية عن التشبيه

محاضرة التشبيه البلاغي (4)

نتحدث في هذا اللقاء ؛
عن المحاور التالية :
ـ مفهوم التشبيه لغويا واصطلاحيا
ـ أركانه
ـ أغراضه
ـ لمحة سريعة عن أقسامه؛
وتفصيل عن قسم منها؛
ـ من خلال نماذج من تشبيهات الأدباء في الملتقى .

1- معنى التشبيه :
وهو من مادة ( شبه ) من الناحية اللغوية
جاء في لسان العرب عن هذا الأصل ؛ والتَّشْبِيهُ: التمثيل.
تقول الشاعرة سحر الشربيني من قصيدتها ( ياليل ):
يكوى فراغَ الروحِ موالُ الهوى
والوقتُ أضحى كالسياطِ المفزعِ
من تشبيه ( الوقت ، بالسياط )
الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، والجمع أَشْباهٌ.
وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: ماثله. وشَبَّهه إِياه وشَبَّهَه به مثله.
وهنا يكون التشابه مختلفا عن التشبيه ؛
لأنه يفيد تساوي شيئين في المعنى ؛
كما جاء في المثل: مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم.
أما التشبيه فهو إرادة إلحاق ناقص بكامل .
تقول الأستاذة عواطف كرايمي في قصيدتها ( رصاصتي الأولى )
الأنثى غالية كالنبع صافية***يطيب للكلّ من ينبوعها النهل
أمّ ومدرسة للجيل حاضنة*** ودّ وتضحية للأهل تشتعل
وهو ؛ الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر في معنى من المعاني مع إدعاء التماثل .
وهذا المفهوم أشمل وأعم من المعنى الاصطلاحي للتشبيه الذي يفيد أن التشبيه هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى بوساطة الأداة .
2- أركان التشبيه:
طرفا التشبيه ( المشبه والمشبه به ) وهما أصل التشبيه وعمدته، لقيام وجه التشبيه بهما فكأنهما موصوفان ،
يقول الأستاذ ربيع عقب الباب :

كأنني كتبت الماء
حكايا .. و أحواضا
وأشواقا .. و أماني
وطويت صفحته ..!

وآخر ما أعجبني من صور التشبيه ما تفضل به الأستاذ محمد المختار الليلة: نما جليد الروح بحنجرتي
ووجه الشبه وهو المعنى الذي قُصِدَ اشتراكُ الطرفين فيه على سبيل التحقيق ؛
يقول الشاعر رعد يكن: في قصيدته ( فلسفة) من ديوانه ( ديون وفواتير هوى )
لَمْ تَفْهَمِي -يَا أَرْضُ- مَعْنَى الاحْتِضَارِ
وَمَعْنَى النُّبُوءَاتِ الْقَدِيمَةِ
وَمَعْنَى انْكِسَارِ الْمَرَايَا فِي الْوَحْدَةِ ..

مَا زِلْتِ تَحْتَفِظِينَ بِالْمَوْتِ كَضَرْبَةٍ قَاضِيَةٍ
وَبِالْحَيَاةِ (كَفَزَّاعَة)
لا تَسْمَحِينَ لَنَا أَنْ نَسْتَرِيح ( فالشاعر والسامع متحقق من أن الموت ضربةٌ قاضيةٌ )
ويقول الشاعر على محمود عبيد عضو اتحاد كتاب مصر في ( أوراق مهملة )
فى معبد الهزيع الأخير منَ الليْلِ
اغتالنى..
خنجرُ الدولارِ الرجيمْ ( الخنجر ملعون والدولار ملعون = الرجيم وجه الشبه )

أو التخييل أو التوهم ، كما في قول الشاعر شكري بوترعة في قصيدة ( ولائم العشب ، ولائم المِلْح )
يا قبرُ .. يا قديسُ .. يا شاسعُ
أيها الطينُ الذي يحملُ أوزارَ الطيرِ
وهوصفة ،ولا تفهم الصفة أو تعقل إلا إذا عقل وفهم الموصوف ، وقد يقع المشبه به خبرا عن المشبه؛
كما جاء في أشعار الراحل حسني عبد الله جاد وهو يتحدث عن القدس:
هــل لـي أغيـبُ عن الدفـاعِ للحظةٍ
وثـــــراكِ طهــــرٌ يرتـــوي بدمائي ( وجه الشبه صفة متضمنة وهي القداسة )
ومثل قول الأستاذة مها راجح في (التفاتات)
أحــدق في المرآة..أسألها: لمَ لا أستطيع أن أرى نفسي ؟؟
هل أنا موجودة ؟؟ أم أنا مجرد تلفيقُ خيـال ( يجمع بين طرفي التشبيه الضياع )
أو في حكم الخبر كالنعت والحال.
كما جاء
في قصيدة ( خيوط النور ) للشاعرة عائشة نور الدين
هل عرفتَ لذةَ الأرواح طهرا
هل دنوتَ في طريقٍ آمنٍ
هل عشتَ حرا ؟!!

والأداة ؛ وسيلة لإعطاء الوجه للمشبه .
يقول بشارة الخوري في ( حلب الشهباء ) من ملتقى بنت الشهباء:
شَهْباءُ، لَوْ كانَتِ الأَحْلامُ كَأْسَ طِلا‏‏‏
في راحَةِ الفَجْرِ كُنْتِ الزَّهْرَ والحبَبَا‏‏‏
أَوْ كانَ لِلَّيْلِ أَنْ يَخْتَارَ حِلْيَتَهُ‏‏‏
وَقَدْ طَلَعْتِ عَلَيْهِ، لازْدَرى الشُّهُبَا‏‏‏
وهذه الأركان ( المشبه والمشبه به والأداة ) ألفاظ تبقى على معناها الحقيقي ؛ طالما ليست في البيان التصويري لفن التشبيه البلاغي،
لكنها حُمِلَتْ في التعريف على تنزيل المدلول منزلة الدَّال على الفعل التشبيهي البلاغي .( جاءت متعاونة في الصياغة البيانية للتشبيه)
أدوات التشبيه :
هناك حروف وأفعال وأسماء كأدوات للتشبيه ، وما يعدُّ مثلها في الدخول على المفرد المجرور ؛ كالكاف ، وكأن ، ويماثل ، ويضارع ، ويشابه ، ويحاكي ، ويناظر ، ومثل ،ومثيل ،نظير ،وشبيه، ونحو ......وهكذا

يقول الشاعر ثروت سليم في ( ليلة الأربعاء )
وغدا أهـلُ نينَـوَى مثـلَ أهلـي
ما تَحَسَّسْـتُ وحشَـةَ الغُرَبَـاء
فهنا الشَّوقُ مثـلَ غُصْـنٍ تَدَلَّـى
وهُنا الحُبُ ..في انتظارِ اللقاءِ
ومنها ما يختص بدخوله على الجمل في أسلوب التشبيه مثل:
كأن ( وقد تستعمل كأن لمجرد الظن بثبوت الخبر من غير قصد ؛
كأن زيدا أخوك.
3- أغراض التشبيه :
قد يعود الغرض غالبا إلى المشبه ، وأحيانا يعود إلى المشبه به؛
فمن الأغراض المتعلقة بالمشبه :
1- بيان إمكان المشبه لدى القاريء أو السامع
كقول الإمام الشافعي :
والتبر كالترب ملقى في أماكنه = والعاج في أرضه نوع من الخشب
2-أو بيان حال المشبه وأنه موصوف بوجه الشبه كما في المشبه به، مثل :
العلم كالنور في الهداية.
3- أو بيان مقدار حال المشبه،
كما قال زياد العجم يهجو الفرزدق:
وإنا وما تهدي لنا إن هجوتنا = لكالبحر مهما يلق في البحريغرق
وكتشبيه ثوب أسود بالغراب الأسود؛
وهذا لايقتضي أتمية المشبه به في وجه الشبه وإنما للتعريف لامتناع قياس المجهول بالمجهول .
4-أو تزيين المشبه وتجميله كقول الشاعر عبد الرحيم محمود في قصيدة ( رمضان هلَّ ) في الملتقى
يا رب لو جلت ذنوبي إنها=بعظيم عفوك قد غدت إحسانا
لما تـَـشـَـفـّـع سيدي لمحبه=أمسي الزمان بنوره بستانا
5-أو تشويه المشبه وتقبيحه
كقول حافظ ابراهيم شاعر النيل :
وكأن الأمواج وهي توالى= محنقات أشجان نفس تثور
6- أو تقرير حال المشبه أو تثبيته وتوضيح أنه موصوف بوجه الشبه ويأتي هذا الغرض في إظهار المعقول بصورة المحسوس أو المحسوس بمحسوس أوضح منه ليقتضي الأعرفية للمشبه.
7-أو استطراف المشبه وجعله مستحدثا حسنا لندرة حضوره أو امتناع صورته في العادة وإبراز المشبه بتلك الصورة .
كما في قول الشاعر على محمود عبيد من أوراق مهملة
أنطرح تحتَ سنابك الحروفِ
أتصيَّدُ..من نورها السرمدىِّ
ومن الأغراض المتعلقة بالمشبه به :
1- جعل الناقص في الصورة بحسب الواقع كاملا ،ثم يجعله مشبها به ، إيهاما بأنه أقوى وأتم من المشبه ، وذلك كما في التشبيه المقلوب ؛كقول الشاعر :
وبدا الصباح كأن غرته= وجه الخليفة حين يمتدح
2- بيان الاهتمام ، ويسمى إظهار المطلوب ؛ كما في تشبيه وجه الجائع في استدراته بالرغيف .
4- لمحة سريعة عن أقسام التشبيه :
هناك تقسيمات بلاغية متعددة لطرفي التشبيه يعرفها أهل البلاغة تكون من حيث ؛
1- الحسي والعقلي ،
2- والمطلق والمقيد ،
يكون الطرفان إما مفردين مطلقين أو مقيدين،
أو الأول مطلق والثاني مقيد أو العكس.
أو يكون الطرفان مركبين :
وكأن أجرام النجوم لوامعا=دررنثرن على بساط أزرق ( هيئة بهيئة )
3- والمجمل والمفصل ،مالم يذكر فيه وجه الشبه،أو ذكر وجهه أو ما يستتبعه)
4- وتعدد الطرفين أو عدم تعددهما ،(ملفوف ومفروق وتسوية وجمع)
5- والتشبيه القريب والبعيد ،( انتقال الذهن من صورة المشبه إلى المشبه به من قريب بغير إمعان فكر لوضوح وجه الشبه فيهما، والبعيد عكسه ) ويكثر في الصور الرمزية المستحدثة.
6- والمؤكد والمرسل؛ باعتبار ذكر الأداة أو حذفها فالأول ما حذفت فيه الأداة لفظا وتقديرا مثل (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) فالأداة هنا منوية أي ( مثل مر السحاب)
ومنه : والريح تعبث بالغصون وقد جرى=ذهب الأصيل على لجين الماء ،
وهو ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه ( نوع من البليغ ) وهو ما حذفت فيه الأداة ووجه الشبه
ويأتي على هئية اسم إن وخبرها ،أو مبتدأ وخبره ، كما في قول الشاعر :
إنك شمس والملوك كواكب= إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ومنه ما جاء في ( بساط العطش ) للأديبة مالكة عسال :
المهد ياأمي الذي
اغتسلتُ بفراشاته
من أدران الأمس
ها أنااليوم أرتاده
بمفردي
في مفازاته أضع رحلي
ومَرأب الذاكرة
يمتلئ بهادر نبضي
ومنه أيضا قول الشاعر ( عيسى عماد الدين عيسى ) في قصيدته :عصفورة حبي
أو ثار شوقٌ في حماك معذباً = و رأيتِ نحوي (ثوب حبك) هفهفا
والمرسل ؛ ما ذكرت فيه الأداة لفظا وتقديرا؛
نحو :(عرضها كعرض السماء والأرض ) واصفا للجنة .
7- والتمثيل وغير التمثيل.....إلخ( التشبيه المنتزع من متعدد أو غير منتزع)
ولكل من هذه الأقسام مرتبة بلاغية لمن يستخدمها في التشبيه، بتفصيلات يستطيع من يرغب في دراستها أن يرجع إلى كتب البلاغة في هذا الباب ( التشبيه )
5- تفصيل التشبيه من حيث الحسي والعقلي :
والحسي هو ما يدرك هو أو مادته بإحدى الحواس الخمس ، والعقلي عكسه هو مالايدرك هو أو مادته بهذه الحواس كالوهمي والوجداني والتخيلي :
وتكون التقسيمات المنطقية لهذا الجانب في طرفي التشبيه؛
أن يكون المشبه والمشبه به حسيين ، أو عقليين ، أو مختلفين أي الأول حسي والثاني عقلي أو العكس.
ولنضرب أمثلة على هذه الأقسام :
*الطرفان حسيان :
في قصيدة (الديك المغرور )للدكتور جمال مرسي الشاعر الرقيق يقول :
كل الطيور لها ريـشٌ تتيـهُ بـهِ
جمالهُ في بريق الضـوء يسبيكـا
وذاك ينفش ريشـاً بـات يدعمـهُ
بالشوك حتى يدكَّ الخوف ُعاليكـا
ويشهر المخلب الواهـي لتحسبـهُ ( مخلب الديك كمخلب النسر)
كالنسر حين انقضاضٍ سوف يدميكا
*الطرفان عقليان :
يقول محمد ثلجي في قصيدته عن ( الحب )
يتراءى فــــــــي كلِّهِ كسرابٍ
فــي المعاني وبعضهنَّ طليقُ
وكالحكمة التي جاءت في ترتيب الأبجدية :
النفس النقية كالفضيلة في صفائها.
*الطرفان مختلفان ؛
&الأول حسي والثاني عقلي :
يقول توفيق الخطيب في قصيدة (وداع)

ودعتني ثمَّ قالتْ في ارتباكِ
هلْ ستنساني وهلْ أنسى ملاكي
كنتِ لي روحاً وقلباً خافقاً
وحياةً خيرُ مافيها رؤاكِ
أذكرُ الساعاتِ خيلاً جامحاً
ياإلهي كيفَ تعدو في لقاكِ
كيفَ أنساكِ وعمري لوحةٌ
من زمانِ الحبِّ فيها وجنتاكِ
الأول عقلي والثاني حسي :
تقول الشاعرة جميلة الكبسي (في أحبك أكثر)
لتمسك كفي سماء الهوى ( الأول الهوى المشبه والثاني سماء المشبه به )
أحبك أعمق
لتسكب من جنة الروح عشقا
يقول ثروت سليم في ليلة الأربعاء
فهنا الشَّوقُ مثـلَ غُصْـنٍ تَدَلَّـى
وهُنا الحُبُ ..في انتظارِ اللقاءِ
ويقول أحمد عبد الله جنيدو
صوتك الساكن في الوحشة،
والصبر كرسام الجدل
( الأستاذة ميساء عباس ) في قولها ( ندائي هاويتي ):
والزمن عجوز هرمة
تمضي أوقاتها عندي.
والحسيات كما ذكرنا تكون فيما أدرك بإحدى الحواس الخمس مثل:
• الخد يشبه الوردة في الحمرة ( حسيين بصريين) 
قال الشاعر الأستاذ ثروت سليم :

تَبُوحُ بحرفٍ والسُطورُ مَها بِها = سَماءٌ مِن الأشواقِ ما طُلْتُ هامَها
وقول الشاعر مجدي يوسف في قصيدته المأساة:
ما سرها تلك العيون الهُدْبُ تجتاح الفضاءْ؟
سَهْمٌ بجنبي من لهيثِ صدودها،فجلا الصّفاءْ
يا شاعري ،رفقاً بنا،فالغدرُ من طبع النّساء
قال د. جمال مرسي ( على بعد شاطئين )
هُوَ الشِّعرُ يَا مَولاةَ قَلبِي ، هُـوَ الشِّعـرُ
إذا زَارَنِـي شَيطَانُـهُ ، خِلـتُ أَنَّـنِـي
أَمِيرٌ ، خُيُولِي فِي الهَوَى الصِّدقُ والفِكرُ
تُسَيِّرُهَـا نَحـوَ الخَـيَـالِ صَبَابَـتِـي
و قَلبِي لَهَا مَرعَىً ، و عَيْنِي لَهَا نَهـرُ

ْ
2- الصوت ذي النغم كصوت البلابل ( حسيين مسموعين )
يقول الأستاذ يوسف أبوسالم في قصيدته (ياليتني لم أصح):
وعزفتُها بالنــــاي مـوالاً فهـــــل
غنّى فـؤادٌ جـــــاسَ فيه القـــرحُ

3- نكهة الفم كالعنبر في الرائحة المحمودة ( حسيين مشمومين )
يقول الأديب الأستاذ يوسف أبوسالم:
بيضاءُ كالفُّل المسافرِ بالسنا
للفل في الرهَفِ المنعَّم فـوْحُ

4- ريق المحبوب كالعسل في لذته وشفائه ( حسيين مذوقين )
يقول الشاعر يوسف أبو سالم من قصيدته ( ياكروم الشام ):
وتعالَـــيْ نرتــوي داليتـــي
من كرومِ الشامِ طِيباً فاغِما

أنتِ ضَـــوْعٌ من ثنايــا وردةٍ
فــاضَ لونُ البوحِ فيها فَنَمَــا

5- الجلد الناعم كالحرير في مطلق النعومة ( حسيين ملموسين )
يقول الشاعر الأستاذ عارف عاصي من قصيدته ( حدودي ):

أنَـا يَـا أُمَّـتِـي رَجُــلٌ
وَ رُوحُ الـعِـزِّتَـرْضِْـِيـنِي
أنَـا يَـا أُمَّــتِـي كُـــلٌ
فَـهَـلْ حَـدٌ سَــيَـحْـويِني

أَنَـا أَحْــيا لِـعِـزَّتِـنــا
فَِِـمِـصْـرِيٌ فِـلِسْـطِـيني
أحييكم وأشكركم على حسن الاستماع ، وإشراق الحضور ،
وإن شاء الله سوف تسجل المحاضرة كتابيا في ملتقى المركز الصوتي ، لمن فاته الحضور . مع خالص تقديري لكم جميعا والسلام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )