بسمة مصطنعة من المعاناة .
يعاني الكثيرون من ضغوط الحياة القاسية ، اختفت الضحكات من الوجوه ،أصبحنا نتلقى الضربات من الصباح حتى المساء ، فلا يكاد أحد منا يخلو من هموم العيش ، ونكد الحياة .
يخرج المرء إلى عمله ، فيجد صعوبة في الوصول إليه ، تنهك قواه في المواصلات أو السير على الأقدام ، إن حشر نفسه في قطار أو حافلة أو سيارة أجرة ( مشروع ) يواجه وجوها عابسة ، صامته أو صارخة ، لاتجد البسمة إليها سبيلا .
نادرا ما يضحك إلا عند وقوع البلاء ، تصديقا للمثل القائل :( شر البلية ما يضحك ) ؛ إذا رأى شيخا يحاول الجلوس فوق مقعد خلا للتو من صاحبه المغادر له ، فيسبقه إليه شاب فَتِيّ يستولي على المقعد مزهوا بنصره ، فيفاجأ الشيخ المتوجه ليقبض معاشه الشهري أو إلى التأمين الصحي ، لأن المقعد قد شغله هذا الشاب ، ويشعر كأنه سيجلس فوق ركبتيه ، فتعلو بعض الوجوه المعاينة للموقف بسمة مصطنعة مكتومة
تصارع الأرواح ، فيرفع الرجل جسده المتهالك ليبحث عن حلقات الحافلة المعلقة ليتمسك بها خشية السقوط وسط الزحام .
تتمايل الحافلة بركابها يمنة ويسرة صاعدة هابطة فوق مطبات الشارع ، أو لتتفادى الاصطدام بالمشاة وسط الطريق ، لانشغال الأرصفة
المخصصة لهم بواسطة المحلات المنتشرة في الشارع الرئيس بالمدينة .
تلك صورة مما يحدث كل يوم ليس في المواصلات فحسب ، بل في جميع ميادين الحياة العامة للناس .
تعليقات