الأمن الذاتي على النفس




أنا أحب الحياة
مثلك تماما
فلا أظن أنك تخالفني الرأي في هذا الأمر
هل تقف مكانك عندما يواجهك صاروخ ينطلق بسرعة فائقة باتجاهك ؟
فليكن هذا الصاروخ شخصا يطلق الرصاص عليك ،
وأنت تراه يحدد اتجاه الرمي على رأسك مباشرة !!
أظن أنك ستبادر إما بالسقوط على الأرض أو الانحناء السريع تجنبا للموت المحقق
لا أعتقد أبدا أنك ستقول هذا قدري، ولا بد أن أظل شامخ الرأس في كبرياء وشجاعة
أنا سأفعل ما فكرت فيه بالضبط ، لأنني أحب الحياة
ربما أدافع عن نفسي بطريقة أخرى غير الهرب
سأخبرك بها حالا :
كنت أسير رغما عني وسط شارع عمومي يمتليء بالسيارات المندفعة بقوة
كانت الأرصفة مسدودة أمام أي إنسان يرغب في السير بطريقة آمنة عليها
فيضطر الناس أن تسير في جانب من الطريق عبر الشارع معرضين أنفسهم
لخطر دهم سيارة مجنونة يقودها سائق مخمور يحاول الهرب من كمين بوليسي يطارده
هكذا كنت في مواجهة هذا الموقف ذات مرة ، فما تظن أني فاعل في ظرف ثوان قليلة ؟
نطقت بالشهادة بصوت عال وأنا أتمسك بحرصي على عدم الوقوع تحت عجلات هذه السيارة
وفقدان حياتي أو إصابتي بما لا يحمد عقباه ، وفي نفس اللحظة قفزت فوق عرض لمحل تجاري
يمتد من الرصيف إلى جزء من الشارع وألقيت نفسي فوق البضاعة ، ولحسن حظي كانت فاكهة
وبلمح البصر كسرعة البرق مرت السيارة فوق حبات البرتقال واليوسفي فعصرتها عصرا على أرض الشارع
ثم كان علي أن أعتذر لصاحب المحل عن فعلتي ، والتي كان يبنغي أن يعتذر هو عن تصرفه الشائن بشأن
تعديه على حقوق المارة باعتبار الرصيف ملكا له ، فما كان منه إلا إن ضحك وهو يمسك بي وقال : بسيطة
الحمد لله على سلامتك أولا ، ثم أظن أنك لا بد أن تدفع ثمن الخسارة التي سببتها ، وقام بعد الثمرات التي
دهستها السيارة على الأرض ، ثم أخذ من الفرش مثل عددها وقام بوزنه قائلا : كلها خمسة كيلوجرامات
فقط ، أرجو أن يكون معك خمسة عشر جنيها ، تفتدي بهم إنقاذك من الموت الذي كان ينتظرك .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )