أسرار البيوت
عجيب أن يتناقل الناس أسرار البيوت المستورة
كيف وصلت إليهم ؟
إنهم يزيدون فيها وينقصون حسب أهوائهم ومزاجهم وتوجهاتهم
وهذا كذب وافتراء ربما يضر بمصلحة أصحاب تلك الأسرار
فيؤدي إلى خراب البيوت
المفروض أن العلاقات الأسرية وخاصة الحميمية جدا ، بين الزوجين
وبين أفراد الأسرة الواحدة من أخوة وأخوات وأبناء وآباء وأمهات تخص العائلة وحدها
ويكون من الواجب عدم نشرها والتحدث بها مع الآخرين بدون ضرورة لمجرد الشكوى أو الإخبار بالأحداث الداخلية للعائلة حتى لو كانت أفراحا ومسرات
وهنا يكمن سر شقاء العديد من الأسر وتخاصم أفرادها ، بل ربما يصل الأمر إلى أكثر من ذلك ؛ من عداوات أو انفصال بين
الأزواج أو كراهية الأبناء لبعضهم البعض أو حتى التقاضي فيما بينهم في المحاكم ، أو عقوق الوالدين و مقاطعتهم والاعتداء عليهم
وكل ذلك بسبب أحد أفراد الأسرة الذي سرب أخبارها إلى من يحقد عليها أو يكره فردا منها فيبدأ في تضخيم الخبر ونشره
على كل أصدقائه بصورة لا تماثل الواقع الذي نقل إليه إما بزيادة أو نقصان فتتفكك الأسر وتتخاصم وتبتعد عن صلة الأرحام
بين أفرادها وهذا خلق لايرضاه الدين الإسلامي لأهله وأتباعه من المسلمين
وكم من زوجين انفصلا عن بعضهما البعض بسبب وشاية كاذبة قام بنقلها أحدهما عن غير قصد لصديق أو قريب
لماذا لاتحل الخلافات بين الزوجين في أضيق نطاق بينهما وبعيدا عن الأبناء في حجرة النوم ؟.
فيتنازل الواحد منهما عن شيء مما يغضبه في مقابل أن يتنازل الآخر عن شيء آخر ويتصافيا بود ومحبة ومعاشرة حسنة كما حث الدين
فإن ساءه خلق من زوجته أرضاه خلق آخر أفضل منه وجده فيها
وإن ساءها خلق من زوجها تذكرت خلقا طيبا ومعاملة حسنة له فأرضاها أن تتغاضى عن هذه الهفوة منه فيقلع عنها حفظا للعلاقة
والرباط الوثيق بينها !
لابد من وجود الحبل الرفيع الذي يسمونه ( خيط معاوية ) يرخيه أحد الأفراد إذا شده من له به صلة قوية كالعلاقة الأسرية ، وإذا أرخاه تسيبا وتهاونا ، شده الآخر محافظة على الانتظام الطيب للعلاقة السوية التي لا تنفرط بها الروابط الأسرية
بهذه الطريقة يلتئم شمل الأحبة وتتواصل السعادة ويعم الهدوء كل البيوت والأسر
علينا أن نتكتم أسرارنا ، ونحل مشكلاتنا بأنفسنا قدر الإمكان ، فإن تعسرت الأحوال ، فلننتخب الأخيار من العائلة المخلصين في العمل على إصلاح ذات البين ،للسعي بين المتخاصمين بنية طيبة للإصلاح، ولنعلم أن الكلمة تخرج من اللسان كما يخرج الجمل من سم الخياط؛ فلا يمكن أن تعود من ذات الثقب ،فإن كانت خيرا أثمرت حصادا طيبا وثوابا حسنا ، وعلى عكس ذلك إن خرجت بنية سيئة وتلقفتها آذان تهوى الوقيعة والخراب تلاعبا بأسرار الناس ، فليتق الله كل واحد في أسرته وعائلته وأهله ودينه ووطنه فلا يتكلم بما يضر أحدا فإن عاقبة الضرر تلحق بصاحبها أولا.