فضل الاستغفار

 أولا : الاستغفار طاعة لله ، واعتراف بوحدانيته أنه المطلوب مغفرته في كل آن ، فهو القادر وحده على المغفرة والرحمة يوم القيامة لمن يشاء من عباده ، ولذا تكررت أصول كلمة الاستغفار وهي ( الغين والفاء والراء ) بصيغ مختلفة في آيات القرآن الكريم 
وعندما تقول لربك : ( اغفر لي يا رب ) فأنت لا تأمره بالمغفره ، ولكن تدعوه وترجوه وتتضرع إليه ، فإن شاء غفر لك وإن شاء عذبك
قال تعالى : ( لله ملك السموات والأرض ، وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ، والله على كل شيء قدير ) آية 284 من سورة البقرة  
و شكا رجل إلى الحسن بن علي رضي الله عنه الجدوبة فقال له ‏:‏ استغفر الله ‏،‏
 وشكا آخر إليه الفقر فقال له ‏:‏ استغفر الله ‏،‏
 وقال له آخر ‏:‏ ادع الله أن يرزقني ولداً ؛ فقال له ‏:‏ استغفر الله‏ ،‏
وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال له ‏:‏ استغفر الله‏ ،‏
 فقلنا له في ذلك ‏؟‏ فقال ‏:‏ ما قلت من عندي شيئاً ؛
 إن الله تعالى يقول في سورة نوح عليه السلام :( ‏استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ‏.‏ يرسل السماء عليكم مدراراً ‏.‏ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ‏) . آيات 10و11و12 
الجدوبة : القحط الشديد ، جفاف بستانه : عطش أرضه لقلة الماء والري 
" تفسير القرطبي " ( 18 / 301 – 303 ) باختصار .
ثانياً :
أما صيغ الاستغفار : فأفضل ذلك ما ثبت في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوله ، أو ما أوصى به الأمة أن تقوله .
1. عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
قال : ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .  رواه البخاري ( 5947 ) .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )