مراجعة قصة قصيرة لوسام دبليز
آلهة الحب
وقفتُ ألثمُ عتبة قلبكَ الموصدة ,ألمسُ جُلنار أبوابكَ بخفة ، أفتحُ أبوابكَ بكل الأساليبِ التي تعلمتُها في ارتكاب الجرائم,أتدحرجُ على رؤوسِ أصابعي في ممراتك الضيقة، تتلمسُ روحي قميصكَ الأسود في فوضى صالونك أجلسُ جانبهُ بحياء كما لو كنتُ أمامك ,فيورقُ وجهي كما لو أنه لامسني، أخاف من أثار نظراتي على أكمامه وصدره.
أطيرُ كفراشةٍ مبهورةٍ بضياءِ عالمك, أدخلُ غُرفتكَ فأكاد أسقطُ في سرير رجولتك ,أدثرُ جسدي بغطاءٍ يعبقُ برائحتك ,يداهمني الوقت وأنا أستظلُ بفيئك,فأبحثُ بهلعٍ في جواريرك وخزانتك وجيوبُ معطفك عن شيء من قلبك علني أسرق منه لفتة،كلمة، أعيشُ بها عمراً.
آمنتُ بك وآمنتُ بكل مذاهبكَ و كُتبكَ المُفعمةِ بالحب،نسيتُ شرقية مجتمعي ،ركعتُ أمامك أطلبُ حُبك، أسميتكُ إلهي فكان كل حرف تقوله لا يعلو عليه حرف, أنا أكون الأقرب من قداستك؟
أنا التي أحسدُ ثيابكَ و أنهارُ إغواءً وأنت تلثم غليونك، أُغريهِ بهمسةٍ لنتبادل الأماكن حتى آخرِ لحظةٍ أحترقُ فيها كي أبعثَ في جَسدكَ اللذة.
كنتُ مرهونةً لك كنتُ آكافي حين قدمت جسدها قربانا.
قدمتُ لك جسدي لأنني آمنت بك وأننا يجب أن نهدي من نحب كل ما نحمل وأن الحبَ يلغي كل المقدماتِ والمسافاتِ وكل المحرمات ،معكَ آمنت أن لا محرمات
كنتَ جالساً في معبدك الوثني كما هي الآلهة على كرسي عاجيٍ ,تفوحُ من رجولتكالطاغيةِ رائحةُ العبق المهيمن.
سألتكَ بانبهارٍ: من أنت؟
بابتسامتك العذبة قلت: إنكَ إله الحب .
جثيتُ أمام قدميكَ وملائكةٌ بأجنحةٍ من نورٍ تحلقُ حولي ,مددتَ يدك لي، وسألتني :إن كنتُ أحبُ أن أكون إحدى حوريات جنتك ،لا أعلم كيف رضيت أن أكون جارية لك ؟! كيف ومن أجل حبك فتحت الأقفال التي كانت تقيدني ،كيف رضِيت أنا أكون الثانية وأنا المغرورةُ التي لا أرضى إلا الصفوف الأولى..
كنتُ الثانية بعد أن وقعتُ على شروط زواجك العرفي بي.
تلك الورقة التي نظرتُ باحتقارٍ إلى من تبْصمُ بأنوثتها بصمةَ الخنوعِ والذلِ فتدمي بياضها.
بصمتُ لك باسم الحب الذي أقنعتني برقيّهِ فوق تلك الأوراقِ الثُبوتيةِ التي تربطُني بكَ بخاتمٍ وتوقيع.
بصمتُ لك على بترِ أمومتي ولقبي في أن أكون زوجتك,زوجتك التي تتعلق بك كحقيبةٍ نسائيةٍ أمام الجميع،لكني كنت زوجتك التي في الخفاء زوجةٌ ليومٍ واحدٍ فقط ،باسمِ الشرف ،باسمِ ورقةٍ ممهورةٍ بختمٍ وبصمةٍ تربطُني بكَ وتفصلُني عنكَ متى أردت.
كنتُ أرضى أن أكون مثل حمالاتِ الصدرِ مختبئة بخجلٍ تحتَ الثياب ،لكنها الأقرب إلى القلب،لكني كنتُ مختبئةً خلف الجدران بعيداً عن القلب.
وضعتُ أصابعي الخمس على ثمرةِ خطيئتي في تقدير الأمور, مررتُ أصابعي وأنا ألمسُ النبضَ المتوقدَ داخلي، هو عرسٌ من فرح يرقص في رحمي وهو يحملُ ابن غاز أقتحمهُ ذات ليلة، وما أجملها من ليلة، لطالما إنها حملتني إلى ذراعيك القويتين.
ما عدتُ أذكرُ كيفَ أخذتُ أدورُ كأنني في دوامةٌ حين لفحتني أنفاسكَ البركانية وبدأت حِمَمُكَ المنصهرةِ تمتدُ ببطءٍ عابرةً رمالَ جسدي التواقةِ لمائِك ,لم أعد أدري أيةُ حقنةٍ تلك التي حقنتها في شفاهي ...أترياق الشغف؟!
ما عدتُ أذكر كيفَ تساقط الياسمين عن جسدي وتفتحُ الجوري أمام يديك ،حتى حين خرجتُ من قاعك وارتميتُ على شاطئك ،كنتُ ما أزال ثملةً، أي نبيذ ذاك الذي أرتبط مع الدم وما زال حتى الآن يعانقني في كل رفةِ هدب؟
وحين ارتبطنا في روحٍ واحدة ، وقفت أمام المرآة أتلمس النبض الوادع في رحمي المشع هامسة: يا لك من غازٍ قوي .
وحين حملتُ فرحي وأعلنت ثمرتك في رحمي وأنا أحمل صك زواجي فتحوا عيونهم ووضعوا أيديهم على جبهتي الضاحكة متسائلين: إن مسني الجنون أو المرض !
لم يشعروا بتلك الحرارة التي أذابت قطباني الباردة .
أرادُوا إخراجه عنوة ،أبيت ،لقد زرعت بذرة عشق في رحمي وذهبت أأجهضها؟!
إنه لي.. ابن الحب ,لكن أحداً لم يعترف به في وثيقةٍ ثبوتية، أسموه العار ..وأسموني العاهرة.
انتهت
تعليقات