إعجاز قرآني وبلاغة عربية في آية

بسم الله الرحمن الرحيم قال الله سبحانه وتعالى في تنزيله الحكيم في الآية السابعة من سورة القصص 7(وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليكِ وجاعلوه من المرسلين ) يروى عن الأصمعي عن عياض في الشفاء والقرطبي في تفسيره أنه سمع امرأة عربية أو قال جارية عربية تنشد : أستغفر الله لأمري كلِّه*** قتلتُ إنسانًا بِغَير حِلّهِ مِثْلَ غَزَالٍ ناعِمًا في دَلِّهِ*** انتصَفَ الليلُ ولم أحِلَّه وهي تريد وتقصد ( القرآن ) فقال لها الأصمعي : قاتلكِ الله ، ما أفصحَكِ!! يريد ما أبلغكِ أيتها الجارية ، بمعنى كيف فعلت ذلك وهل هذا الشعر شعرك؟!! قالت : دعني ولا تُجَانِس فإني لا أُآنِس إني أسغتفر ربي وأردفت : أَوَتَعُدُّ هذا فصاحة ؟!مع قوله تعالى :الآية : وأوحينا إلى أم موسى ...............إلخ بعد أن جمع الله تعالى في قوله فيها :( خبرين ، وأمرين ، ونهيين ، وبشارتين) بإعجازه الإلهي الأعظم؟!! فسألها وما ذاك ؟ قالت : الخبران هما (وأوحينا إلى أم موسى ، ...وإذا خفت عليه ) والأمران هما : ( أرضعيه ، وألقِيهِ) والنهيان هما :( ولا تخافي ، ولا تحزني ) والبشارتان هما :( إنا رادوه إليكِ ، وجاعلوه من المرسلين ) وكان حديثها على سبيل التورية البلاغية العربية فما أروع إعجاز القرآن الكريم في جماله ورقته وما أبلغ العربية حين نطقت وأعطت ربها حقه من الاستغفار ، وما أعطت زوجها من الطاعة كما أمر بذلك الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ا) وقد أضفت دعابة بلاغية على النص ، في الحديث عن الإعرابية في التجنيس بين ( الشَّعر شِعْرُكِ ) من حيث إنها تتوب بالاستغفار من جرم فعلته في التقصير مع ما أحله القرآن الجميل اليسير الناعم في روعته وإعجابه ودلاله في جذب المؤمن إليه بالوصول بمعانيه إلى قلبه فيسعده في الدنيا بالقرب منه وفهم معانيه والعمل بما فيها وفي الآخرة بنعيم الجنة وما فيها ، بينما هي قصرت في حق زوجها وقد انتصف الليل ولم تعطه ما استحقه من الاهتمام كما أمر بذلك العلي الرحمن الرحيم ، ====== والله تعالى أعلى وأعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )