إنهاء الخدمة الوظيفية

يعيش الإنسان مكلفا بوظيفة يؤديها طوال حياته ، أن يحافظ على نفسه ليعمر الأرض كما قدر الله له ذلك لوجوده فيصرخ إذا جاع طالبا الرضاعة حتى يتم فطامه ، ثم يبحث عن طعامه وشرابه ليحيا وينمو ويكبر ، ويتعلم خلال مروره بمراحل نموه وكبره فيتعلم ويدرس ويجتهد وينجح ويتخرج ويبحث عن عمل يستقل به ثم يبني أسرة ويسعى لرعايتها وتوفير الحياة السعيدة لأفرادها ، هذه فطرة غرسها الله في المخلوقات من عباده ذرية آدم وحواء ذكورا وإناثا قال تعالى : إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد ) وقال تعالى في سورة البلد الآية 4 : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) يكابد في حياته أيا كان هو ولأي غرض كان ، ومكابدته جديرة بالتقدير والإعظام ولذلك أقسم الله تعالى بمكابدته في حياته الوظيفية المقدرة له فكيف تكون عملية إنهاء خدمة الموظف العامل في وظيفة حكومية ؟ وكيف يقدر بعدها لما بذله من جهد في عمله ؟ تكون باستقالته من العمل لضيقه به مثلا ، أو طلب إنهاء خدمته،لأشياء مسببة أوغير مسببة وتكون بالوفاة الحقيقية فقد استوفي أجله ورزقه أو الإنهاء الحُكمي بعد أربع سنوات من غيابه عن العمل وتكون ببلوغ سن التقاعد الإجباري وهو 60 سنة من الشقاء والتعب لغير الأزهريين حيث سن التقاعد عندهم هو 65 سنة أو تكون بالفصل من الخدمة بحكم تأديبي أو انقطاع بدون سبب قد يصل إلى أربعين يوما حتى أربع سنوات ، وبعد الفصل لا يعين في وظيفة حكومية وقد يكون إنهاء الخدمة بسبب عدم اللياقة الطبية الكلية أو الجزئية أما التقدير والاحترام لمجهوده خلال عمله ، فهو ما يطلق عليه قيمة المعاش المادي التي يحصل عليها بعد انتقاله إلى المعاش وهو أقل بكثير مما كان يتقاضاه أثناء العمل بنسبة قد تصل إلى 70 في المائة أو أقل من الأجر الأساسي الذي كان مقيدا عليه وقد يكون هذا الرزق وعنده أولاد وبنات ما زالوا في مراحل التعليم أوقبل الزواج ، ولايكفي معاشه الشهري لتغطية نفاقات الأسرة فيضطر إلى البحث عن عمل جديد يساعده على استكمال رزقه المكتوب له حتى يصل الأمر إلى أحقيته في زكاة من بعض أهله الميسورين لعلمهم بظروفه المادية ، وقد يصل الأمر ببعض أصحاب المعاشات البسيطة إلى الاقتراض لمواجهة الحياة أو مد اليد لطلب المعروف من المجتمع الذي يعيش فيه ، فهل هذا هو تقدير المسؤولين بمن انتهت خدمتهم الوظيفية ؟!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )