من أسباب السعادة في زمن الكورونا

أن يكون المؤمن حريصا على زوال الهم والغم ، والبحث عن وسائل جلب السرور والرضا والسعادة ؛ وهذا بتأتى في محاولة نسيان الماضي عليه من المكاره والحوادث والمواقف التي لا يمكنه ردها ، وأن يكون عارفا وعالما يأن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال ، وأن ذلك حمقٌ وجنون ، فيجاهد نفسه وقلبه عن التفكير فيها أو تذكرها ، وأن يدرب قلبه على الابتعاد عما يقلقه بشأن مستقبله القادم ، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو سقوط وفشل أو إصابة بوباء أو كارثة تجتاحه من الحياة أو غير ذلك من المكاره التي يتخيلها في مستقبله ، وليتيقن ويتعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير أو شر وآمال أو آلام ، وأنها بيد العزيز الحكيم ، وليس بيد العباد منها شيءٌ إلا السعي في تحصيل خيراتها ودفع مضراتها باتخاذ الأسباب التي يدعو إليها الدين من مواعظ وآيات وأحاديث ؛ نحو قوله تعالى : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا ظهر الطاعون في بلد وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ، وإذا كنتم خارجها فلا تدخلوا ..) وعلى العبد أن يعلم أنه إذا صرف نفسه وفكره عن قلقه من أجل مستقبله بعد التزامه واحترازه وحرصه بالتعليمات الصحية والدينية للوقاية منها ووعليه بعد ذلك أن يتوكل على ربه فهو المدبر لكل مايصلح شأنه فيطمئن إليه في ذلك وساعتها تصلح أحواله كلها ويزول عنه همه وقلقه ، ةتلأتيه السعادة والسرور من كل أبواب حياته بالركون إلى الاستقامة والتوسط في أموره ثم ينتظره ما هو أجمل وأكبر في آخرته في الحياة الدائمة في نعيم الله الذي لا ينفد ولا ينتهي برحمته ورضاه . فلا يذم حظه السيء ولا يندم على ضياع السعادة والسرور ، أعجبني هذا البيت من بلاغة لغتنا العربية في التعبير عن هذا العبد حين يقول : إنَّ خَطِّي حَسَنٌ ولكنَّ حظي يعاكس خطِّي يا نقطةَ الخَاء رِفْقًا يومًا على الطاءِ حُطِّي انظر إلى الجناس الناقص بين كلمات ( خَطِّي ، وحَظِّي ،و حُطِّي )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )