معايير قياس ( عمود الشعر العربي ) ونقده الأدبي

سبعةُ  معاييرَ لعمود الشعر العربي دَرستُها على يَدِ الأستاذ الدكتور غنيمي هلال أستاذ النقد الأدبي المقارن بكلية دار العلوم جامعة  القاهرة عام 1962م  ووعيتها  حتى وفقني الله إلى الحصول على تقدير ممتاز في مادة ( النقد الأدبي في هذا العام )/ وملخص هذه المعايير  :

1- مِعْيَارُ المعنى .2- معيار اللفظ . 3- معيار الإصابة . 4- معيار المقاربة . 5- معيار التمام . 6- معيار مشاكلة اللفظ للمعنى .7- معيار شدة اقتضائهما ( اللفظ والمعنى ) للقافية . وفي تلك المَعايير توضيح مختصر في هذا المقال بالأمثلة إن شاء الله.


ولقد أخذتْ قضية عمود الشعر في النقد العربي القديم والحديث اتجاهات ومفاهيم كثيرة عند الأدباء ونقاد الشعر القدامى والمحدثين ؛ فمنهم* من كَرَّثَ اهتمامَهُ على الجانب الشكلي للنص الشعري من المحسنات والصور البلاغية وجودة الوزن والقافية المتلائمة ، ومنهم * فريق آخر ركز الاهتمام على الجانب المعنوي والأسلوب المُثْرِي للمعنى في القضايا الفكرية والأدبية والسياسية والمجتمعية التي يتناولها الشعراء في إنتاجهم الأدبي في النصوص الشعرية العربية من القصائد الكثيرة حسب أغراض الشعر المتعددة في دواوين شعراء العرب قديما وحديثا وما يتعلق بأهدافها بصرف النظر عن التزامهم بقواعد العمود الشعري الأخرى في الجانب الشكلي طالما التزم بالوزن والقافية حسب النظام العروضي الذي ذكرَ بُحُورَهُ الخليلُ بن أحمد في فن العروض الشعري للأدب العربي .



وَعُنِيَ في معيار المقاربة في الصور التشبيهية  لتكون مقبولة لقربها من الواقع العربي بحسب البئية والعصر في الحضر والبدو ، كما قُصِدَ بمعيار التمام في أجزاء التجربة الشعربة كوحدة متكاملة يُتَمِّمُ بعضها بعضا في النظم على تَخَيُّرِ الوزن المناسب ، ومفهوم معيار الإصابة هو جودة اختيار الموضوع للنص في العمود الشعري الأدبي للقصيدة قديما وحديثا .

والذي يتطلبه النص لعمود الشعر في المعنى : أن يكون / شريفًا ، صحيحا ، مُصِيبًا للغرضِ من مدح أو وصف أو رثاء  والهدفِ 

وفي الجانب اللفظي يتطلب النص عند النقاد : أن يكونَ / جَزْلاً  بمعنى قوي الدلالة فصيحا مشاكلاً للمعنى المراد ،  مستخدما ليس غريبا 

وفي الأسلوب الجيد ومقاييس نقدهِ والتي سنتعرض لها في مساهمة أخرى قريبا إن شاء الله يتطلب النص لعمود الشعر / أنْ يكون :* متلائما ، مُوَحَّدَ النَّسجِ أي الصياغة ، مُتَخَيَّرَ الوزن بدقة ، يتطلبُ لفظُهُ  و معناهُ القافية المختارة للقصيدة أو النص الأدبي ، ويتم بها اداءُ المعنى .

وفي الأخيلة والصور البلاغية يأتي تقارب الخيال في التشبيهِ ، ومناسبة الاستعارة ( بين المستعارِ مِنْهُ للمستعار له ).

ولا ينضبط عمودُ الشعر لكل أديب حتى يَصِلَ إلى مَوْهِبَةٍ فِطْرِيَّةٍ وذكاءٍ يُمَيِّزُ بين الأمورِ ، وَذَوْقٍ إداركِيٍّ بالغ ، وثقافة أدبية واسِعَِةٍ ، ، وَمُدَارَسَةٍ لصيقة بمراجعة نصِّه قبل البوحِ به ،واتصال بالنصوص في نفس غرضه وقواعد عمود الشعر عند غيره ممن سبقه في إتقانِ السير على هدى نهجه أو الابتكار عنه بطول الدُّرْبَةِ والمرانةِ على غزارة الإنتاج عمن سبقه في فيه ، بأن يشمل المعنى صدق العاطفة والشعور بها عنده وعند المُتَلَقِّي لنصهِ .

ونَخْتَتِمُ هذا المقال عن عمود الشعر ، بأن النقاد أَشَادوا بالشاعر البحتري في التزامِهِ في شعره بعمود الشعر حسب المعايير المذكورة ، ولم يقارقه في ديوانه الشعري العربي ، بينما ذكروا عن الشاعر أبي تمام أنه فارق عمود الشعر في كثيرٍ من إنتَاجهِ الأدبي في الشعر ؛ حيث عُنِيَ كثيرا بالمحسنات أكثر من التفاته في جميع أغراضه إلى الاهتمام بالجانبين اللفظي الشكلي الظاهري والمضمون الداخلي الجوهري للمعنى واتساقه مع الألفاظ ومعايير العمود الشعري المتكاملة لإبراز مهارة الأديب في الالتزام بمجملها .

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )