مسرحية كليوباترا لأحمد شوقي / تاريخ وأدب
توفي الإسكندر المقدوني فقسمت إمبراطوريته إلى أقسام ، وواختار مصر بطليموس الأول 323:313 قبل الميلاد ، وصارت لمصر في عهده السيادة البحرية على البحر الأبيض المتوسط ، ولُقِّبَ بملك مصر سنة 305 قبل الميلاد ، وفي عهد بطليموس الثالث سنة 246 قبل الميلاد اتسعت الدولة المصرية فامتدت من شواطيء الإغريق شمالا إلى الحبشة جنوبا ، ومن غردقة غربا إلى الحدود الهندية شرقا ، ولما عاد بطليموس الثالث تماثيل المعبودات المصرية التي كان قد أخذها من مصر قمبيز وغيره ، من الملوك الذين غزوا مصر فاذداد حبُّ المصريين له ، ثم ضعفلا البطالسة ابتداءحكم بطليموس الرابع وصارت روما منذ بطليموس السابع 273 ق. م هي المسيطرة على سياسة مصر الخارجية ثم حكمتها حكما مباشرا سنة 31 ق. م .؛ أما كليوباترا فهي بنت بطليموس الثالث عشر تولت سنة 51 قبل الميلاد وسنها 16 عاما ، وكان الملوك البطالسة يظهرون في المحافل الرسمية بزيِّ الفراعنة ويقدمون الهداياوالقرابين للمعبودات المصرية . ويشيدون المعابد والهياكل على الطرز المصري القديم ، وإن كانت مبانيهم الأخرى على الطراز الإغريقي مثل معبد إدفو ، ومعبد دندرة ، ومعبد جزيرة فيلا ، وكانو يتزوجون من أخواتهم كما يفعل كثير من الفراعنة ، ويذكر الؤرخون أن كليوباترا كانت ذات جمال فائق ورشاقة بديعة ، وكانت على جانب عظيم من الذكاء والدهاء ، مُلِمَّةً بعدةِ لغات ، مطلعةً مثقفة ، ميالة للأدب ، وقد اشركت معها أخاها بطليموس الرابع عشر في الحكم ، طبقا لوصية أبيها ، ولكن بعد مُضِيِّ أربع سنواتٍ أوعز أوصياؤه إليه أن ينفرد بالحكم وكانت سنة 14 قبل الميلاد فاستمع لهم فذهبت كليوباترا إلى سوريا ، وجمعت جيشا عادت به إلى مصر سنة 48 قبل الميلاد لتستردَّ عرشها فالتقى جيشها وجيش أخيها على الحدود ، وعندئذٍ وصل يوليوس قيصر إلى مصر فكف الأخوان عن الحرب وفوضا أمرهما إليه فقررأن تتولى كليوباترا الحكم مع أخيها وأن تتزوجه ، وفي هذه الأثناء فاجأ أحد القادة المصريين بجيشه يوليوس قيصر بالإسكندرية ، وحاربه ولكن المدد وصل إلى قيصر فانتصر وغرق بطليموس سنة 14 ق.م . في إحدى هذه الوقائع فأمر قيصر أن يتولى الحكم مع كليوباترا أخوها بطليموس الخامس عشر وزوجه بها ، وبعد ذلك ذهبت كليوباترا إلى روما وعاشت هناك إلى أن قُتِلَ قيصر سنة 44 ق.م . فعادت إلى مصر إذ توفي أخوها سنة 15 ق. م
، ولما تنازع قواد قيصر بعد موته كان النصر لأنطونيوس واكتافيوس وهما خصما قيصر فاستدعاهما أنطونيو ليسألهما عن أعمالهما الماضية وكان بجهة قرقوس ، فذهبت إليه في سفينة فاخرة فيها من الزينة والمظهر مايذهب باللُّبِّ فأحبها حبا ملك عليه فؤاده وعاد معها إلى الإسكندرية نسيَ واجباته العسكرية وعاش في لهو ومرح ، ولما رأى أكتافيوس أن أنطونيو منصرف عن أخته التي كان قد زوجه بها ، وأن انقطاعه إلى كليوباترا أنساه كل شيءٍ أثار عليه الشعب الروماني وأعلن الحرب على كليوباترا ، فخرج أنطونيو وكليوباترا للقتال سنة 31 ق.م ، وكانت كليوباترا تقود أسطولها بنفسها ، فلما رأت إنها ستهزم بالقرب من أكتيوم غربي بلاد اليونان رجعتبأسطولها إلى الإسكندرية وادعت إنها غالبة ، وعند ذلك أدركت أن نجم أنطونيو قد أفلَ وخشيت أن تقع سبية ( أسيرة ) في يد أكتافيوس فحاولت التغلب عليه بالحيلة والدهاء فلم تفلح فصممت على قتل نفسها وأرسلت إلى أنطونيو تخبره بذلك ، فظن إنها انتحرت فطعن نفسه ، ولما أخبر إنها ما زالت حيةً طلب أن يحمل إليها وهو جريح فمات عندها ، ودفنته باحتفال عظيم ، ولما اشتد خوفها من أكتافيوس انتحرت بأن وضعت حيَّة على صدرها لدغتها فماتت ، ومن آثارها في مصر معبد دندرة الذي أسَّسَته وزيد فيها بعدها ، وبموتها انتهتأسرة البطالسة من مصر بعد أن حكموها نحو ثلاثة قرون ، وصارت مصر بعدهم دزءً من الإمبراطورية الرومانية ........
ومسرحية مصرع كليوباترا للشاعر أحمد شوقي في أربعة فصول ، الفصل الأول : يبدأ نشيدٍ يُرَدده الشعب خارج القصر مباهيا بنصر حربي في موقعة أكتيوم ، وبالقصر شخصيات تسخر من النشيد ومن الملكة الخليعة ثم تقبل الملكة فتبسط سياستها على مسمع من هؤلاء جميعا ، وفي هذا الفصل نرى حبا قويا بين حابي وهيلانه تعرفه الملكة وتنميه ويباركه الكاهن ، ثم يعلن جندي نبأ انتصار أنطونيو على أكتافيوس في الجولة الأولى من المعركة البرية قرب الإسكندرية ، وحينئذ يقدم أنطونيو فيدور بينه وبين كليوباترا حديث عن الشوق والحب ثم يعاتبها عن الفرارمن أكتيوم ، ويصالها ويقضي ليلة ماجنة .
.. ونواصل تحليل الفصول الثلاثة الباقية من المسرحية في مساهمة تالية بإذن الله .
*********** نستمع معا إلى قراءة الفيديو الرائع لأبيات شوقي في فصول المسرحية الشائقة إن شاء الله .
تعليقات