المشاركات

الاسم أم الكنية

يا ترى : الكنية للشخص مدح أم ذم ؟ يعني لما نقول : أبو اسلام مثلا , أو أبو فاطمة , أو أم بيسان .......... يبقى مدح لصاحب الكنية أم ذم له لاخفاء اسمه ؟!! أنا أرى : أنها في الغالب قد تكون مدحا واحتراما لصاحبها . لكني لما قرأت سورة :( المسد ) في القرآن الكريم :( تبت يدا أبي لهب وتب , ما أغنى عنه ماله وما كسب , سيصلى نارا ذات لهب , وامرأته حمالة الحطب , في جيدها حبل من مسد .) صدق الله العظيم. راجعت أفكارى عن الكنية . وأخذت أبحث في التفاسير لهذه السورة الكريمة , وكيف أنها ذكرت ( أبا لهب ) بكنيته . فهل هي تمدحه ؟!!!!!!أجزم بأن ذلك لايمكن أبدا فهو مذموم وملعون من الله لايذائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فماذا اذا ؟!!!!!! وأخيرا وجدت ماوراء السطور في تفسير : الرازي في كتاب : مسائل الرازي .يقول : فيه وجوه : أحدها أنه يجوز أنه لم يعرف له اسم , ولم يشتهر الا بكنيته . فذكره بما اشتهر به لزيادة تشهيره بدعوة السوء عليه . الوجه الثاني : أنه نقل أنه كان اسمه عبد العزى , وهو كان عبد الله لا عبد العزى , فلو ذكره باسمه لكان خلاف الواقع . الوجه الثالث : أنه ذكره بكنيته لموافقة حاله لكنيته فان مصيره الى

تأملات في الاعجاز القرآني

ما أروع أن يلتفت المؤمن متأملا في قدرة الله الاعجازية في كلامه الحكيم , حين ينبيء عن لغة البيان العربية التي نزل بها كلامه الحق , مشيرا الى ذلك في بدايات السور التي بدأت بالحروف المقطعة فلو تأملت معي عدد تلك السور , وما هي الحروف التي بدأت بها , وما صلتها بلغتنا العربية الخالدة لغة القرآن الكريم : ( انا أنزلناه بلسان عربي مبين .) لرأيت ما يلي :أولا: عدد هذه السور التي بدأت بالحروف المقطعة هو (28) سورة كريمة وهي جملة عدد حروف اللغة العربية ثانيا: لو تأملت الحروف التي تكررت منها تجدها نصف عدد حروف اللغة العربية ثالثا :هذه السور هي :ألم (6) سور هي البقرة وآل عمران ولقمان والروم و العنكبوت و والسجدة . ألمر ( 5 ) خمس سور هي يونس و وهود و ويوسف و وابراهيم والحجر .حم ( 5 ) الحواميم خمس سور هي غافر وفصلت و الزخرف و الجاثية و والأحقاف . طسم ( 2 ) سورتان هما الشعراء و القصص . ألر ( 1 ) سورة الرعد ألمص ( 1 ) سورة الأعراف .طه (1 ) سورة طه . حم عسق ( 1 ) سورة الشورى . طس ( 1 ) سورة النمل . يس ( 1 ) سورة يس . ص (1 ) سورة ص ق ( 1) سورة ق ن (1 ) سورة القلم كهيعص ( 1 ) سورة مريم **** فيكون مجموع تلك ال

من وحي البحر

ثلاثة يذهبن الحزن الماء والخضرة والوجه الحسن فأردت أن أخوض غمار البحور , فهجست نفسي هذه الخواطر: أيها الصديق الواسع العريض ! أيها السابح في ملك الله .!! ما أنت الا قطرة من الخلق . أمتطي صهوتك بتكريم ربي لي عليك .!! تتقاذفني أمواجك العاتية , تريد أن تبتلعني في جوفك العميق الذي ابتلع فيه الحوت سيدنا يونس عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام . وقفت والشمس تلقي بشعرها الذهبي مسترسلة في نهاية الأفق , ترغب في أن تأوي الى بطنك لترتاح حتى الصباح , وتأملت صهاريج ألوانك الزرقاء المتدرجة , فامتلأت عيناي بصفاء الايمان , وقد قرأت ذات مرة أن اللون الأزرق يصفي العين ويزيدها نقاء وروعة وصحة , فقلت سبحان الله , وماذا من جمال أزرق أبدع من لونك ولون السماء الصافية , كلاكما ينبغي التأمل فيه بعمقك واتساعك . طعمت لحمك الطري شهيا , وخشيت عنفك الفتي قويا , فأحببتك وخفت منك وحذرتك . أنت للمشتاق ساحة عشق وحنين . وأنت للفنان معرض سحر ولحن رنين . وأنت للتاجر انتظار مركب وسفين , وللأخطار مرقد وعرين . تسكنك فرائس الحيتان والقروش , وعلى شواطئك في المصايف تهفو النفوس , وتنفق فيك وعلى رمالك الملساء ملايين الجنيهات و

معنى الحب

صورة
رأي الكتور مصطفى محمود لو سألني أحدكم.. ما هي علامات الحب و ما شواهده لقلت بلا تردد: أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحرارة و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد.. لقلت هي الألفة و رفع الكلفة و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب.. و أن يرفع الحرج بينكما، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئا آخر لتعجبها.. و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت، و أن يتكلم أحدكما فيحلو الإصغاء.. و أن تكون الحياة معا هي مطلب كل منكما قبل النوم معا.. و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة.. و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة في التسلط، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر.. و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هي الحالة النفسية كلما التقيتما. و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ، و إنما تكون السماحة و العفو و حسن الفهم هي القاعدة.. و ألا تشبع أيكما قبلة أو عناق أو أي مزاو

صح النوم

قال جرير : في شطر بيت : أتصحو أم فؤادك غير صاح ؟!! وقال الرحال : وهو عمرو بن النعمان بن البراء : بان الخليط ولم أكن صحوانا **ونفا بزينب لو تريد هوانا وقال آخر : تمنح المرآة وجها واضحا ** مثل قرن الشمس في الصحو ارتفع *********************************ا لصحوان = السكران والصحو هو ذهاب السكر وترك الصبا والباطل , وكانوا يدعون على الشخص فيقولون :فلا صحا قلبك . وصحا من نومه : أفاق واستيقظ وصحت الشمس : ارتفعت عن سطح الأرض .وأشرقت . *************************** والصحة اذن من الافاقة والشفاء والارتفاع , والبعد عن الباطل من علة ونحوه ويقال للغافل : صحصح . خد بالك . انتبه .

النظائر والأشباه

النظائر والأشباه لما كانت الآخرة هي الأصل الدائم , والخلود المستمر الباقي , فقد خلق الله فيها الأشياء على أفضل الأنماط والأشكال , فالأشجار وغيرها تختلف عن أشجار الدنيا ومثيلاتها , حيث خلق في الدنيا أمثالا وأشباها ونظائر , مما هو أقل أثرا , وعمرا , وثمرا , وشكلا ,ــــ وان اتحد المسمى .ـــ فمن شجرالدنيا :ــــ ( الشجرة الشيطانة ) وهي تنبت في تهامة , واليمن , ويقال لها : ( الأستن ) وهي شجرة مرة نتنة قبيحة المنظر , تعافها النفوس , وتجد من الصعوبة والمرارة في بلع ثمارها , وهي خشنة الجزع والأوراق منكرة الصورة , وثمرها كأنه رءوس الشياطين في القبح والبغض . قال الشاعر يصف ناقته وهي تلاعب زمامها كالحية الملتوية : تلاعب مثني حضرمي كأنه = تعمج شيطان بذي خروع قفر والشيطان المقصود هنا هي ( شجرة الشيطان القبيحة ) وقال ابن الزبعرى : أكثر الله في بيوتنا الزقوم . فقال أبوجهل : لجاريته : زقمينا , فأتته بزبد وتمر ثم قال لأصحابه : تزقموا هذا الذي يخوفنا به محمد . يزعم أن النار تنبت الشجر , النار تحرق الشجر . واذا أردنا أن نتكلم عن مثيلها يوم القيامة فهي : ( شجرة الزقوم .) . وهي شجرة من

لا تنظر الى الوراء كثيرا

لاتنظر الى الوراء كثيرا أنا كبيرالسن , عشت كثيرا كما قال الشاعر: ان الثمانين - وبلغتها - = قد أحوجت سمعي الى ترجمان صحيح ما وصلت للثمانين , ولكن قاربت السبعين . وعلمت أن من ليس له ماض يعتز به , ويقتبس من دروسه العبر والعظات , فليس له حاضر ولا مستقبل . أين الألى صنعوا الحضارة والمجد لي ولك , هم أجدادي وأجدادك , الماضي اذا كان عظيما دفع الناس أن يجعلوا الحاضر والمستقبل أعظم .تعلم من أمسك , وعش يومك , واعمل لمستقبلك . قدر لرجلك قبل الخطو موضعها . ( يا أيها الذين آمنوا ان استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لاتنفذون الا بسلطان .) يعني النظر الى الأمام مطلوب وضروري . لكن العلم دائما تراكمي والنتيجة النهائية تعتمد على المقدمات الطويلة السابقة . والسلطان هو العلم والمعرفة وارادة الله ومشيئته . أنا معك في قولك : لاتنظر الى الوراء في أخطائك وعثراتك تعلم منها وانسها وتخطاها , لكن تذكر مابنيته ورسخته من قيم نبيلة وأتمم بناءك عليها فهي الأساس .