النظائر والأشباه


النظائر والأشباه
لما كانت الآخرة هي الأصل الدائم , والخلود المستمر الباقي , فقد خلق الله فيها الأشياء على أفضل الأنماط والأشكال , فالأشجار وغيرها تختلف عن أشجار الدنيا ومثيلاتها , حيث خلق في الدنيا أمثالا وأشباها ونظائر , مما هو أقل أثرا , وعمرا , وثمرا , وشكلا ,ــــ وان اتحد المسمى .ـــ
فمن شجرالدنيا :ــــ
( الشجرة الشيطانة )
وهي تنبت في تهامة , واليمن , ويقال لها : ( الأستن ) وهي شجرة مرة نتنة قبيحة المنظر , تعافها النفوس , وتجد من الصعوبة والمرارة في بلع ثمارها , وهي خشنة الجزع والأوراق منكرة الصورة , وثمرها كأنه رءوس الشياطين في القبح والبغض .
قال الشاعر يصف ناقته وهي تلاعب زمامها كالحية الملتوية :
تلاعب مثني حضرمي كأنه = تعمج شيطان بذي خروع قفر
والشيطان المقصود هنا هي ( شجرة الشيطان القبيحة )
وقال ابن الزبعرى : أكثر الله في بيوتنا الزقوم .
فقال أبوجهل : لجاريته : زقمينا , فأتته بزبد وتمر
ثم قال لأصحابه : تزقموا هذا الذي يخوفنا به محمد . يزعم أن النار تنبت الشجر , النار تحرق الشجر .
واذا أردنا أن نتكلم عن مثيلها يوم القيامة فهي :
( شجرة الزقوم .)
.
وهي شجرة منتة متفرعة في جهنم تنبت في قعر النار , مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد وصعوبة وعسر لكراهتها ونتنها , وهي تحيا بلهب النار , ولابد لأهل النار أن يأكلوا منها
يقول الله تعالى : ( انها شجرة تخرج في أصل الجحيم , طلعها كأنه رءوس الشياطين ) آية 62 من سورة الصافات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )