قصة من واقع الحياة
أود أن أكتب لك قصة قصيرة حقيقية مؤثرة ومعلمة . قرأتها في بريد الجمعة من جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 23\11\2007 ( خيري رمضان )مع بعض التنقيح والتعديل بأسلوبي ,
كما وضعت لها عنوانا من عندي : ( وحل الخطيئة )
( أكتب لكم سطورا من قصة حياتي , انني جميلة , متزوجة منذ تسع سنوات , في عقدي الثلاثين , ولم أكن أعرف معنى الحب الافي قصصي التي كنت أكتبها . تمنيت أن أعيش قصة حب , فعشتها على الورق , فتربيتي منذ الصغر حرمت على التعامل مع الرجال , فتخرجت في الجامعة , وأنا أتمنى أن أقابل من يحبني وأحبه , ولكن خوفي من أسرتي جعلني أبتعد عن الرجال , فأنا رومانسية الى أبعد حد , واجتماعية بشكل مفرط , وذلك كلما أتيحت لي الفرصة , الى أن تقدم لي شخص فيه صفات الزوج المناسب , فوافقت على الفور , وأحببته قبل أن أراه , لأني كنت في حالة من اللهفة حتى أفرغ كم الحب الذي بداخلي تجاه أي شخص أرتبط به , امتلأت أركان بيتي بهذا الحب , ومرت السنون بي وأنا في حالة من السعادة , لأنني شعرت بالاستقلال عن أسرتي , التي كانت دائما تحجم علاقاتي بالناس , وتحرم تعاملي معهم .ولم ينغص علي حياتي الا أنني اكتشفت أن زوجي غير قادر على الانجاب , وهذه هي مشيئة الله , لم أعترض عليها , وتعاملت مع هذه الأزمة في البداية بكل شجاعة وقوة ولم أشعر زوجي ولو للحظة بأني في حاجة الى الانجاب , فتعلق بي كثيرا وكنت أنا كل حياته , حيث لا يستطيع العيش بدوني , ولكن لم تدم هذه السعادة , حيث بدأت الافكار تراودني , وبدأت أشعر بالوحدة كلما مرت سنة من عمري , الى أن أتممت الخامسة والثلاثين من عمري , شعرت بعدها بأني اقتربت من السن التي لاتستطيع فيه المرأة أن تنجب , فانقلب كياني وبدأت أفتعل المشكلات , كل هذا وأنا غير راضية عن نفسي , وطلبت الطلاق , ! أكثر من مرة , ولكني سرعان ما أشعر بمدى احتياج زوجي الى , ولمعرفتي أن حياته ستهدم اذا انفصلنا , كانت الوحدة تدمر حياتي فزوجي يتغيب لساعات كثيرة عن البيت , فبدأت أشغل نفسي بحفظ القرآن , والذهاب لحضور الدروس الدينية , ولكن ذلك لم يكف , فشبح سن اليأس يطاردني , وبدأت أعيش حياة غير حياتي وتغيرت المفاهيم لدي , فبعدما كنت رمزا للهدوء والطاعة حتى بين زملائي في العمل , بدأت أعيش كمراهقة صغيرة .وتعرفت على شخص بالمصادفة عن طريق المحمول ( رنة خطأ ) لا أعرفه , ولا يعرفني , ولكن بدأ الكلام بيننا يأخذ منحى آخر ...... وأصبحنا لانستطيع أن يمر يوم دون أن نتحدث مع بعضنا , تحدثت معه عن كل حياتي , وهو أيضا , حكى لي كل ظروفه وحياته , فوجدت فيه من يشغل وحدتي , وهو أيضا , ولم أعد أفكر في شيء سوى الحديث معه , كان كلامه معي بمثابة المخدر الذي يسكن آلامي , ووجدت نفسي أحبه كما أحبني , والعجيب في الأمر أن حياتي بدأت تستقر مع زوجي فلم أعد أفكر في الانجاب .حيث جعلني هذا الرجل أفكر كيف أعيش اللحظات الجميلة فقط . ظلت علاقتنا شهورا عديدة على التليفون المحمول , وهو لم يرني فقد كان يسكن في بلد غير البلد الذي أسكن فيه , وأصبح شيئا أساسيا في حياتي لاأستطيع النوم الا اذا تكلمت معه , ولكن كلما تعلقت به أقرر الابتعاد عنه , فكان عذابي يزداد يوما بعد يوم فخوفي من الله كان يلازمني في كل حين , ابتعدت عنه كثيرا , ولكن سرعان ما أ‘ود اليه بشوق , أكثر من ذي قبل , كنت أصلي وأدعو الله أن يباعد بيني وبينه , ولكن ما استطعت .وجاءت الفرصة للقائنا ولم أكن أعرف ماذا أفعل , شعرت بأن الأرض ترتجف من تحتي كأنني فتاة مراهقة , تقابل محبوبها الذي غاب عنها طويلا , وهو كذلك . لم يتمالك نفسه عندما رآني , وتكررت اللقاءات , وأخطأت معه .............!!!!!!!!!!!ويعلم الله أني لم أكن أتصور أني في يوم من الأيام سأرتكب مثل هذا الذنب , العظيم , لم أدرك مدى فظاعة هذا الجرم الا بعدما ارتكبته معه , ولولا أن الله سترني لكنت طلبت أن يقام على الحد حتى أشعر بأني تبت توبة نصوحا .انني أدعو الله أن يغفر لي هذا الذنب , وأنا على أمل أنه سبحانه وتعالى سيرحمني .أعيش في عذاب ضميري الأكبر بعدما فرطت في حق زوجي , أشعر في كل لحظة بأني لا أستحق العيش معه , ولذلك لاتغمض لي عين من شدة قسوة النفس علي , أريد أن أعاقب نفسي حتى أرد لهذا الزوج اعتباره ,, فكرت من جديد في طلب الطلاق , حتى أطرد من جنته , التي فرطت فيها بعبثي واستهتاري , فكرت في أن أصارحه بخيانتي , وأتركه يفعل بي ما يريد , جربت الانتحار ولكني رجعت الى الله وأعرضت بسبب فشل محاولتي .الناس يشهدون لي بالالتزام , والوداعه , ولكني من داخلي أنكر ذلك كله , تعاملت مع الآخرين بكل الاحترام والحب , انني أعرف عيوبي جيدا وأريد أن أتخلص منها وحدي . ليس أمامي الآن بعد أن كرهت اللحظة التي أتت لي بهذا الغريب الا أن أنسى ماحدث تماما . لن أعود لمثل هذه المراهقة الصبيانية من جديد , لقد كبرت بما فيه الكفاية , لا أريد الانجاب , لا أريد الانفصال عن زوجي حبيبي , لكن نفسي تعاقبني بشدة ...قررت أن أرد لها العقاب على تخليها عن ايمانها . جلست مع زوجي , قلت لنفسي : ان الله سترني , ولن أفضح نفسي الطيبة التائبة , طلبت من زوجي أن يسامحني على تقصيري معه . وأنني راضية بالحياة معه . ولكنه كان قد قرر قبلي أن يحررني من قيوده , فقد قدم لي ورقة الطلاق
تعليقات