16- الالتزام بالقانون في رمضان
إن تغيير السلوك الفردي وفهم ثقافة احترام وتنفيذ القانون برقابة ذاتية من الناس هي الطريقة المثلى للتقدم والنهضة ، والإضافة إلى رقي الحضارة للأمم والشعوب ورمضان الكريم يلهمنا بنفحاته الإيمانية كيف يلتزم الصائمون فيه بتنفيذ الدستور الإلهي للصيام ، بدافع من ضمائرهم الشخصية ؛ فلا ترى أحدا من المسلمين يخالف بنود قانون الفريضة في هذا الشهر بما يشتمل عليه من حرمان الصائم من مباحات كانت متاحة له قبل الصيام دون أن يخشى رقابة شرطية أو إدارة تعد عليه أخطاءه وتحاسبه عليها . فهو من تلقاء نفسه يجتهد في إجادة التزامه بتنفيذ الضوابط في قانون الصيام بدافع من داخله ؛ فمهما اشتد به العطش ، أو قرصه الجوع في نهار رمضان ، ومع قدرته على الشرب والأكل لتوفر المياه والطعام لديه دون أن يراه رقيب من البشر ، فإنه لا يحاول أخذ ما ليس من حقه حتى يبيح له دستور الصوم ذلك في الوقت المحدد عند مغيب الشمس ، مما جعل غير المسلمين ممن لا ينطبق عليهم هذا القانون يراعون مشاعره فلا ينتهكون حرمة استخدام حقهم في الأكل والشرب أمامه . ومهما حاول الناس إثارته ليغضب فهو لا يغير سلوكه الهاديء الملتزم بالرد عليهم بما لايضعه تحت طا