تابع مدح الرسول

أمما أشربت قلوبهم الكفر == فداء الضلال فيهم عياء
ورأينا آياته فاهتدينا == واذا الحق جاء زال المراء
وتحدى فارتاب كل مريب == أويبقى مع السيول الغثاء
وهو يدعو الى الله وان شق == عليه كفر به وازدراء
ويدل الورى على الله بالتوحيد وهو المحجة البيضاء
وكفاه المستهزئين وكم ساء نبيا من قومه استهزاء
ورماهم بدعوة من فناء البيت فيها للظالمين فناء
فطوى الأرض سائرا والسموات العلى فوقها له اسراء
نصف الليلة التي كان للمختار فيها على البراق استواء
وترقى به الى قاب قوسين وتلك السيادة القعساء
رتب تسقط الأماني حسرى دونها ما وراءهن وراء
ثم وافى يحدث الناس شكرا اذ أتته من ربه النعماء
ونحا المصطفى المدينة واشتاقت اليه من مكة الأنحاء
وتغنت بمدحه الجن حتى أطرب الانس منه ذاك الفناء
واقتفى أثره سراقة فاستهوته في الأرض صافن جرداء
ثم ناداه بعد ما سيبت الخسف وقد ينجد الغريق النداء
عجبا لكفار زادوا ضلالا بالذي فيه للعقول اهتداء
والذي يسألون منه كتاب منزل قد أتاهم وارتقاء
أولم يكفهم من الله ذكر فيه للناس رحمة وشفاء
أعجز الانس آية منه والجن فهلا تأتي بها البلغاء ؟
كل يوم تهدي الى سامعيه معجزات من لفظه الغراء
تتحلى به المسامع والأفواه فهو الحلى والحلواء
كم أبانت آياته من علوم عن حروف أبان عنها الهجاء
فهي كالحب والنوى أعجب الزراع منه سنابل وزكاء
فأطالوا فيه التردد والري فقالوا سحر وقالوا افتراء
واذا بالبينات لم تغن شيئا فالتماس الهدى بهن عناء
واذا ضلت العقول على علم فماذا تقوله النصحاء
وأزالت بلمسها كل داء أكبرته أطبة وأساء
وعيون قرت بها وهي رمد فأرتها مالم تر الزرقاء
وأعادت على ( قتادة ) عينا فهي حتى مماته النجلاء
جهلت قومه عليه فأغضى وأخو الحلم دأبه الاغضاء
وسع العالمين علما وحلما فهو بحر لم يعيه اعياء
لاتحل البأساء منه عرى الصبر ولا تستخفه السراء
رحمة كله وحزم وعزم ووقار وعصمة وضياء
كرمت نفسه فما يخطر السوء على قلبه ولا الفحشاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )