الجمعة عيد
الجمعة عيد :حقيقة تتجلى أروع مظاهر الفرحة والسعادة بعد العيدين السعيدين ( الفطر والأضحى ) في يوم الجمعة من كل أسبوع , حيث يتجمع المسلمون في آلاف المساجد , وهم في أبهى صورة من الطهر والنقاء والتآلف والتوحد حول كلمة التوحيد , وسماع خطبة العلماء التي تعظهم بمحامد الأخلاق ,وأفضل المعاملات , التي تنبع من صلب الأديان السماوية , فقد رأيت يوم الجمعة شيوخا وأطفالا , وحتى النساء يخرجن وهن يرتدين الحجاب أو النقاب , وتبدو على الجميع ملامح النظافة , والايمان , في الملبس والسلوك , وأسعدني هذا الصوت الهادر وهم يرددون خلف الامام في كل مسجد ( آمين ) ترتفع أصداؤه الى عنان السماء معطرا بأجمل الأماني , وأخلص الدعوات لله رب العالمين . حقا انه عيد للمؤمنين .
واليوم استمعت من الخطيب الى : كيف كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبونه :
كان ( ثوبان ) رضي الله عنه . يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أنني تذكرت موتي وموتك , وأنني سأكون في منزلة دونك في الجنة , لذلك فأنا أبكي كلما بعدت عنك , وكنت حريصا على ألا تفارق عيني وجهك يارسول الله .
فطمأنه رسول الله بعد أن نزل عليه الوحي باجابة ثوبان على تساؤله : (.......... مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .)
واستمعت أيضا الى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل رسل أعدائه أو من يبعث اليه برسالة مع أحد :
بعث اليه مسيلمة الكذاب برسولين من اتباعه , من مسليمة رسول الله الى محمد رسول الله : ان لنا نصف الأرض ولكم نصف الأرض .
فلم يؤذ النبي رسله . وبعث اليه برسالة مع حبيب بن زيد : من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب : اني رسول الله , والسلام على من اتبع الهدى .) وكان تعامل مسيلمة مع حبيب تعامل كافر لايحترم رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل طلب أن تؤتوه بحبيب بعد أن قرأ الرسالة مكبلا في قيوده , وسأله : هل تشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : أشهد أن لااله الا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال مسيلمة : وهل تشهد أني رسول الله ؟!
قال حبيب : لم أسمع ؟!! فأمر السياف فقطع جزءا من جسده ؟ ثم أعاد عليه السؤال : فقال له : لم أسمع !!
فأمر السياف فقطع جزءا آخر من جسد ه . وهكذا في الثالثة , حتى فارق الصحابي الجليل الحياة . وهو لايعترف الا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا هو الفارق بين تعامل المسلمين مع غيرهم , وتعامل غير المسلمين مع المسلمين .
تعليقات