عناصر القصة الفنية

فن القصة الحديث يعتمد على تكوين القصة من عدة عناصر رئيسة ، لابد من توافرها في الشكل والمضمون المسمى باسم ( قصة )
وهذه الأسس التي ذكرها علماء الأدب ومتخصصوا هذا الفن وناقدوه هي :"
1- ( الزمان ) أي وقوع الأحداث في زمن  واضح من خلال أسلوب القصة الوصفي أو السردي ، يلمسه القاريء ويتعايش معه
2- ( المكان ) وقد لا تخضع القصة لوحدة المكان فتتعدى فيها الأمكنة ولا تتقيد بها ، وقد تكون بها أمكنة مثالية لا وجود لها ، لكن القصة الواقعية تختار الأمكنة الملائمة للمشكلات الاجتماعية أو الأحداث كالمدن والمصانع والسجون والحقول وغيرها 
3- ( الحكاية ) وهذا العنصر مع أهميته البالغة إلا أنه قديم جدا يرجع إلى حياة الإنسان الأولى ؛ حيث كان الإنسان يقص ما حدث له ويتكهن بما سيحدث أيضا ، والحكاية هي سلسلة من الأحداث مرتبة ترتيبا زمنيا طبيعيا كمجيء الظهر بعد الصبح ، والجمعة بعد الخميس 
وهكذا ، وهي تشوق السامعين إلى معرفة ما سيحدث لأن الإنسان بفطرته طُلْعَة إلى معرفة المجهول 
4- ( العقدة ) وهي ميزة من مزايا القصة المتينة البناء ، وهي مدعاة إلى التشويق لأن العقل الإنساني يميل دائما إلى ربط الحوادث بعضها بالبعض الآخر ، وإلى ترتيب النتائج على الأسباب ، وإلى حل المشكلات ومعرفة ما بعد الأمور الغامضة 
والخيال هو الموهبة التي تستطيع أن تقوم بهذا الغرض ، وتتكون العقدة عادة من سلسلة من الحوادث الرئيسية ، ومن بعض الخيوط الثانوية المتصلة بها ، وكل حبل أو خيط من هذه الحوادث يمهد لما بعده ، وبعض القُصَّاصِ يبدأون القصة بطريقة عكسية إذ يبدأون بالنتيجة ثم يرجعون إلى الأحداث ، ولنضرب مثالا مبسطا جدا على قيمة التعقيد في العبارة لا في القصة ليتبين لنا أنه على بساطته يدلنا على أن الأخبار المباشرة لا تحدث في النفس ذلك الأثر الذي تحدثه العقد والأخبار غير المباشرة ؛ فإذا قلنا مثلا :
إن قيسا مات ، ثم ماتت ليلى كانت هذه حكاية أو إخبارا بطريق الحكاية غير المشوقة ، أما إذا قلنا :
إن قيسا مات فحزنت عليه ليلى فماتت على أثره) أو قلنا :( إن ليلى على أثره ولم يعرف أحد سبب موتها ثم عرف فيما بعد أنها حزنت عليه فماتت ) كان هذا من التعقيد ، ومعنى ذلك أننا حينما نستمع إلى حكاية نسأل ك ماذا حدث بعد ذلك ؟، ولكن في التعقيد نسأل : لماذا حدث ذلك؟    وهذه العقدة يطلق عليها بعض النقاد ( الحبكة القصصية )
5- ( الشخصيات )  في كل قصة عدة شخصيات يختلفون من حيث الكثرة والقلة تبعا لنوع القصة فمثلا القصة الاجتماعية قد تكون معرضا لشخصيات حالاتهم متباينة ومن هنا يكثر عددهم في القصة على حين أن القصة النفسية يقل فيها عدد الأشخاص ليستطيع المؤلف تحليل نفسياتهم ، وعلى كلٍ فإن شخصيات القصة لا بد أن يكونوا من صميم الحياة ولا بد أن يكونوا مستحقين للدراسة والمعرفة ، ولا يصح أن يجعلهم الكاتب  دمى صغيرة يصوغها ويصورها بعيدة عن الواقع كل البعد
وتصر المدرسة الواقعية على يترك المؤلف شخصيات القصة تفصح عن نفسها وأن يقف سلبيا بالنسبة لها جميعها 
6- ( الحل ) يأتي الحل للعقدة وتصاعد الأحداث في نهاية القصة مبينا الهدف والنتيجة حتى وإن كانت واهية العقدة ، وكثير من كتاب القصة الكبار يتركون القاريء يتعرف على الحل بنفسه لأن القصة التي قرأها تمثل فصلا من فصول الحياة وأعمالها الخاضعة للقوانين العامة ، وقد يكون في القصة حلٌّ لعقدة أو حلول لعدة عقد ، وقد يكون حل مشكلة بداية لمشكلة أخرى وهكذا 
تلك هي العناصر العامة لفن القصة المعروف.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )