عوامل النجاح عند القُصَّاص
الفن القصصي كسائر الفنون لايكتسب بدرس قواعده أو تطبيق قوانينه فحسب لأن القاص مثل الكاتب والشاعر لا يكفي لاكتساب ملكته الإنشائية أو الشاعرية التمكن من إحسان الإعراب وأوزان البحور ومعرفة تشكيل الصور البلاغية
فكثيرا ما نجد الشاعر يفيض بالشعر من غير تعمل لتلك الضوابط ، وكثيرا ما نجده يحاول النظم فلا يستقيم له الأبيات لأن هذا كله لا يدخل في باب الصناعة فقط وإنما يدخل في باب الهبة والاستعداد أيضا ، والبواعث المواتية والأحوال الملائمة ، وكذلك الشأن في القاص
فقد نجد فيه توفر الموهبة الفنية ولكنه ناقص القدرة على معالجة موضوعاته أو فكرته بالأسلوب أو الأساليب المقبولة عند أهل هذا الفن ، وفي مثل هذه الحالة لا نستطيع أن نعتبر هذا القاص الموهوب مكتمل الأداء
وإذن فإنه لابد في تنشأته كقاص مجيدٍ مع توفر هذه العوامل أن يكون لديه الميل الفطري والموهية الأصيلة والدراسة المنتتظمة والاطلاع
والمران والإبداع التأليفي المتوفر .
ولكي يدرس القاص أصول القصة وفنونها وعناصرها يجب عليه أن يقف على كثير مما كتبه النقاد الذين تناولوا الآثار القصصية وتحدثوا في مذاهب القصة ليتردد الجانب النظري لدراسته في معالجاته ثم إنه لابد من أن يمارس القاص الجانب العملي كأن يقرأ القصة قراءة عابرة يلم بها ثم يقرأها قراءة متأنية ليسائل نفسه عن كثير مما بها ؛ كأن يقول : لماذا عقد المؤلف هذا الحوار ؟ ولماذا أضاءت الحادثة بعد
تلك ؟ وكيف رسم الكاتب هذه الشخصية ؟ وكيف انسجمت المقدمات التي ساقها مع النتائج ؟ ومن الذي كان ينبغي أن يذكره المؤلف هنا؟
ثم يترك القصة بعض الوقت أو الأيام ثم يأخذ في كتابة القصة كأنها فكرة جرت بخاطره ويحاول تسجيلها ثم يوازن بين ما كتبه بقلمه وما كتبه المؤلف ليتبين إلى أي حد وفق هو إلى عمله ؟!
وعليه أن يكرر ذلك في عدة قصص هذا شيء
وهناك شيء آخر هو أنه لا غناء للكاتب القصصي سواء كان ناشئا أم غير ناشيء من توسيع مداركه بالاطلاع الدائب المتزايد في الانتاج القصصي لغيره من الكتاب ولغير ذلك من الثقافات والفنون الأخرى ، ومن الخطأ أن يحصر القاص قراءته على فن واحد ( القصص ) فإنه
يجب عليه أن يلم من كل فن بطرف وعليه أيضا أن ينتبه إلى الأحداث المحيطة ، وتجارب الحياة التي تحيط به معه ومع الآخرين ليزداد خبرة ومهارة في التأليف والقص المبتكر
وعلى القاص أن يتأني في انتاجه ويراجعه وأن يثق فيه ، فإنه ما من عمل أدبي طال به الوقت إلا كان ذلك مؤديا إلى تجويده واتقانه
ومن العيب أن يطلب الفنان الثمرة قبل أوانها ، وأن يتقبل النقد لانتاجه ويعمل على إصلاح ذلك في قصصه القادمة
ومن عناصر النجاح أيضا أن يتنبه إلى بعض ما يسنح له من حواطر فيبادر بتسجيلها تسجيلا موجزا ، لأنها قد تكون في المستقبل ينبوعا لأفكاره أو عناصر قصته الجديدة أو المشغول بها في وقته
وبعد أن يتم القاص قصته يحاول صقلها قبل عرضها على الآخرين ليطمئن إلى أن عمله الفني قد استوفى حظه من العناية الإبداعية واللغوية والفنية ، وأن استقبال المتلقي لها سيكون كما يحب ويدفعه إلى المزيد من الإتقان والانتاج القصصي.
فكثيرا ما نجد الشاعر يفيض بالشعر من غير تعمل لتلك الضوابط ، وكثيرا ما نجده يحاول النظم فلا يستقيم له الأبيات لأن هذا كله لا يدخل في باب الصناعة فقط وإنما يدخل في باب الهبة والاستعداد أيضا ، والبواعث المواتية والأحوال الملائمة ، وكذلك الشأن في القاص
فقد نجد فيه توفر الموهبة الفنية ولكنه ناقص القدرة على معالجة موضوعاته أو فكرته بالأسلوب أو الأساليب المقبولة عند أهل هذا الفن ، وفي مثل هذه الحالة لا نستطيع أن نعتبر هذا القاص الموهوب مكتمل الأداء
وإذن فإنه لابد في تنشأته كقاص مجيدٍ مع توفر هذه العوامل أن يكون لديه الميل الفطري والموهية الأصيلة والدراسة المنتتظمة والاطلاع
والمران والإبداع التأليفي المتوفر .
ولكي يدرس القاص أصول القصة وفنونها وعناصرها يجب عليه أن يقف على كثير مما كتبه النقاد الذين تناولوا الآثار القصصية وتحدثوا في مذاهب القصة ليتردد الجانب النظري لدراسته في معالجاته ثم إنه لابد من أن يمارس القاص الجانب العملي كأن يقرأ القصة قراءة عابرة يلم بها ثم يقرأها قراءة متأنية ليسائل نفسه عن كثير مما بها ؛ كأن يقول : لماذا عقد المؤلف هذا الحوار ؟ ولماذا أضاءت الحادثة بعد
تلك ؟ وكيف رسم الكاتب هذه الشخصية ؟ وكيف انسجمت المقدمات التي ساقها مع النتائج ؟ ومن الذي كان ينبغي أن يذكره المؤلف هنا؟
ثم يترك القصة بعض الوقت أو الأيام ثم يأخذ في كتابة القصة كأنها فكرة جرت بخاطره ويحاول تسجيلها ثم يوازن بين ما كتبه بقلمه وما كتبه المؤلف ليتبين إلى أي حد وفق هو إلى عمله ؟!
وعليه أن يكرر ذلك في عدة قصص هذا شيء
وهناك شيء آخر هو أنه لا غناء للكاتب القصصي سواء كان ناشئا أم غير ناشيء من توسيع مداركه بالاطلاع الدائب المتزايد في الانتاج القصصي لغيره من الكتاب ولغير ذلك من الثقافات والفنون الأخرى ، ومن الخطأ أن يحصر القاص قراءته على فن واحد ( القصص ) فإنه
يجب عليه أن يلم من كل فن بطرف وعليه أيضا أن ينتبه إلى الأحداث المحيطة ، وتجارب الحياة التي تحيط به معه ومع الآخرين ليزداد خبرة ومهارة في التأليف والقص المبتكر
وعلى القاص أن يتأني في انتاجه ويراجعه وأن يثق فيه ، فإنه ما من عمل أدبي طال به الوقت إلا كان ذلك مؤديا إلى تجويده واتقانه
ومن العيب أن يطلب الفنان الثمرة قبل أوانها ، وأن يتقبل النقد لانتاجه ويعمل على إصلاح ذلك في قصصه القادمة
ومن عناصر النجاح أيضا أن يتنبه إلى بعض ما يسنح له من حواطر فيبادر بتسجيلها تسجيلا موجزا ، لأنها قد تكون في المستقبل ينبوعا لأفكاره أو عناصر قصته الجديدة أو المشغول بها في وقته
وبعد أن يتم القاص قصته يحاول صقلها قبل عرضها على الآخرين ليطمئن إلى أن عمله الفني قد استوفى حظه من العناية الإبداعية واللغوية والفنية ، وأن استقبال المتلقي لها سيكون كما يحب ويدفعه إلى المزيد من الإتقان والانتاج القصصي.