مفهوم ( لعل وعسى ) في كلام الله



نقرأ في كلام الله تعالى :
«عسى أَن يبعثك ربك مقاماً محموداً»
 الإسراء الآية :79،
 ونقرأ في كلام الله
 الآية 17 من الشورى
   وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ

ومعناهما في كلام الله تعالى،
و (عسى) تصبحان للقطع واليقين
،  ( لعل) وكلمة
لأن الخَلْق تشك في الإحاطة بكل شيء
وتشك في وقوع الأمر حتماً بلا تخلف،
وأما الخالق سبحانه وتعالى فهو منزه عن ذلك،
فقوله سبحانه وتعالى في سورة الكهف آية6 
 آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاًلعلك باخع نفسك على   
إن الله تعالى يعلم علم اليقين أن رسوله 
حزين جداً ؛لأن قومه ينكرون الحق، وأما قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج
(لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)
 عليه الصلاة والسلامفإن الرسول
صار يحس باقتراب أجله ولكن لا يملك المعرفة
الحقة بذلك، ومثل ذلك ما وقع مع رسول الله
موسى عليه السلام إذ أمره الله تعالى أن
يذهب إلى فرعون، قال سبحانه
 «فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى» طه 44
إن هذا الأمر يختلج في نفس موسى عليه السلام،
فليس له الثقة القوية بفرعون، فصوَّر القرآن
نفسية موسى عليه السلام بأنه يرجو ويطمع بذلك،
كما جاء بالآية الكريمة
لقد عَلِمَ الله تعالى حين أرسل الرسولين
موسى وهارون ما سيفضي إليه حال فرعون،
ولكن اللفظ يصور ما يختلج في نفسيهما من
رجاء وطمع، ولكنهما لا يحسمان أمر فرعون
وغيره إلا بمشيئة الله
د.كامل جميل ( بتصرف )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )