وصف الذين آمنوا في القرآن الكريم



ورد ملخص وصف المؤمنين

  في سورة فاتحة الكتاب في الآية (7) من آيات السبع المثاني في القرآن الكريم
لتلخص توضيح الهدف ، بالتوجيه الإلهي الحكيم إلى اتباع الطريق المستقيم الذي يرضاه الله لعباده وليبين بعد ذلك مصيرهم في الدنيا والآخرة وتفصيل صفاتهم ؛ في سور وآيات القرآن الكريم كلها .
قال تعالى في هذه الآية :
(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
   فالذين أنعم الله عليهم في الآية هم المؤمنون ، والذين غضب عليهم
هم الكافرون الضالون عن طريق الحق المستقيم .
وقد ورد في سورة هود تقسيم الناس يوم القيامة إلى سعداء وأشقياء
ووضحت الآيات مصير السعداء ومصير الأشقياء بين الجنة والنار
يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) ( سورة هود )
وورد أيضا في الآية السابعة من سورة الشورى تقسيم الناس إلى
فريق في الجنة ، وفريق في السعير
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) من سورة الشورى )
وجاء في تفسير هذه الآية الكريمة ؛ قول الطبري :
فريق في الجنة, وهم الذين آمنوا بالله واتبعوا ما جاءهم به رسوله
وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ يقول: ومنهم فريق في الموقدة من نار الله المسعورة على أهلها, وهم الذين كفروا بالله, وخالفوا ما جاءهم به رسوله.
ولا شك أن الله سبحانه وتعالى يحب من يؤمن به إلها واحدا لا شريك له
يعبده مخلصا في قوله وعمله ويتبع منهجه الذي أرسل به الرسل لتوحيده وطاعة أوامره واجتناب نواهيه حتى ينعم عليه من فضله ، ويجعله من فريق السعداء الذين يدخلون جناته خالدين فيها يوم القيامة
وقد صرح المولى سبحانه وتعالى ( بحبهم ) بلفظ الفعل المضارع الدال
على الاستمرار مؤكدا ذلك الحب صراحة وجعلهم هم الراشدون
وبالبحث في الآيات المقصودة بذكر الحب الصريح المباشر من الله للمؤمنين  من عباده والمتصفين بهذا الفضل من الله وهم من تحلوا بما يأتي: 
الذين آمنوا ، وأحسنوا ، وتابوا ، وتطهروا ، واتقوا ، وصبروا ، وتوكلوا على الله ، وعدلوا وأقسطوا ، وتواضعوا ، وطهروا نفوسهم من الآثام ، وجاهدوا في سبيل الله .
أحد عشر نوعا من الذين آمنوا يحبهم الله تعالى 
الإحسان ، والتوبة ، والتطهر ، والتقوى ، والصبر ، والتوكل على الله ، والعدل في الأحكام ، والتواضع للمؤمنين والعزة على الكافرين ،والطهارة من الآثام ، والجهاد في سبيل الله صفا واحدا
وأكدت الآيات الكريمة التالية ذلك .
1-… إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)البقرة
2-...إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)البقرة
3-....بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)آل عمران
4-.........وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)آل عمران
5-.......فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)آل عمران
6-....وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)المائدة
7-.... فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ...(54 المائدة )
8-.....فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)التوبة
9-....إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)الصف
10-  الرَّاشِدُونَ..                ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) (7) من سورة الحجرات والله هو  مَنْ( حبَّبَ إليهم الإيمان ، وزينه في قلوبهم ) بينما أبعدهم عن صفة الكفر والفسوق والعصيان وكرههم فيها.
بل إن المحسنين ذكر حب الله لهم صراحة في أربع آيات أخرى
134و148 من آل عمران ــ و13 و93 من المائدة .
والمتقين في آيتين أخريين هما 4 و 7 من سورة التوبة
وكذلك المقسطين في آيتين هما 8 الممتحنة و9 الحجرات
ليصبح عدد الآيات التي يحب الله أصحابها صراحة في القرآن الكريم
 ثماني عشرة آية 18 آية )
===
والله أعلم
بحث /( محمد فهمي يوسف )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )