أسس ومباديء التفكير العلمي للإشراف الفني

من الناس من يلجأ إلى غيره ليستمد منه العون عندما تواجهه مشكلة في عمل ما ، دون محاولة فكرية ذاتية أو نشاط مقصود ، وهؤلاء يخضعون دائما لسلطة غيرهم كمرجع هام ومصدر له قيمته ؛ وهذا الاتجاه قديم ، حيث قدس الناس عبر التاريخ كثيرا من السلطات دون تيقن من حقيقة ما آل إليه تفكيرهم المتبع ، وتجربة العالم جالييو المعروفة ومعارضة الناس له العلماء منهم والطلاب وغيرهم تؤكد ذلك ، فلقد كذبوا أعينهم ولم يصدقوا حقيقة التجربة نتيجة لتأثير السلطة في تفكيرهم ؛ فإلقاء جسم ما يساوي 10 رطل على الأرض يصل في عُشْرِ المدة التي يصل إليها رطل واحد .) وليس معنى ذلك أن أفكار الناس القديمة منها أو الحديثة عديمة الفائدة أو قليلة القيمة ؛ بل الحقيقة عكس ذلك فالخبرات السابقة والنتائج الحديثة التي وصل إليها الإنسان وثبتت صحتها بالتجربة لها قيمتها ؛ ومن هنا فإن مراجعة الخبرات السابقة ضرورة للتأكد من ملاءمتها للموقف القائم ، حتى يمكن الاستفادة بها كما هي . أو عن طريق تعديلها بالحذف أو الإضافة لتصبح أكثر فاعلية ، وهذا معناه التفكير الهادف المؤدي إلى النمو والتطور ، والأسلوب العلمي في التفكير لا يشجع نقل الأفكار الناجحة في موقف ما نقلا آليا بدون تجديد أو إضافة . وهناك طائفة أخرى حينما تصادفهم مشكلة ما يحاولون تحديدها وتفسيرها ودراسة الوسائل التي تؤدي إلى حلها ثن تجريب هذه الوسائل والحلول إلى أن يثبت صحة أحدها وأسلوبهم هذا يتضمن البحث العلمي والتجريبي المبني على الفكر الذاتي والتأمل وتلك الميزة التي خص الله بها الإنسان عن سائر الكائنات الحية ليطور حياته بنفسه ، ويعيش في مستوى أفضل ..... ونواصل الحديث عن بقية الأسس والمباديء في التفكير العلمي لتطوير عملية الإشراف الفني التعليمي لوسائل العلم الحديث إن شاء الله .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )