تدقيق لغوي / الفصل الثلاثون . من ( فيف لا كلاس )
فيف لاكلاس
رواية في أجزاء
بقلم
منيرة الفهري
الثلاثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
السابق:
لم تعلّق فاطمة و لكن غالية سألت الخالة محبوبة عن سبب هذا العرس المفاجئ، و لماذا اختارت هذا التوقيت بالذات. و سي الطاهر و الطبيب اللذان يلوذان في بيت الخالة محبوبة، ما مصيرهما؟
ردّت محبوبة متجاهلة السؤال الأخير: إن ابنة أخيها يتيمة الأم و قد أرادت أن تعوّضَها ذلك اليتم في يوم فرحها و تقوم بالواجب و تزفها من بيتها.
لم ينطل كل هذا على غالية و لا على فاطمة وفهمتا أنّ في الأمر سرّا ستكشفه الأيام
الثلاثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــون
-خالتي خالتي, هل أُعقّم أدواتِ التمريض؟
انتبهت غالية على صوت فاطمة, فتحت عينيها محاولة استكشاف المكان فقد غطت في نوم عميق البارحة مُتعَبةً مُرهَقة. نعم هذه فاطمة تتوسط الغرفة, غرفتها التي يشاركها فيها زوجها سي الطاهر. لكن أين هو؟ استوت في جلستها و تذكّرت ما حدث من أيام: فقيادات المستعمر الفرنسي تفطنوا إلى دوره و الطبيب "سي محمد علي" في المقاومة و هم يبحثون عنهما الآن. أما الحكيم فهو متخفي قريبا منها لكنها لا تستطيع رؤيته حفظا على سلامته و سلامة صديقه.
قالت غالية: أين إخوتك؟
-نائمون على الدكانة كالعادة, كانت عزيزة البارحة تشكو حمّى مفاجئة لم أشأ أن أشغلك و أعطيتها حبّةَ "كينا" و هي الآن أحسن حالا.
-حسنا فعلتِ فقد كنتُ جدّ منهكة, شكرا يا ابنتي.
-لمْ تقولي لي يا خالتي هل أعقّم أدوات التمريض؟ هل سنفتح المستوصف اليوم؟
-طبعا و لمَ لا نفتحه؟ سأتولّى استقبال المرضى وَ أرى ما أستطيع فعله.
خرجت فاطمة من الغرفة و بيدها مفتاح المستوصف. بدأ الصبح ينبلج و بدأت الحركة تدب في القرية الهادئة. أصوات غريبة تنبعث من الغرفة الداخلية من المستوصف. ارتعدت فاطمة و خافت و هي تذكر ما حصل من أشهر بعد حادثة غرق حياة ابنة الخالة محبوبة. أمازالت روح حياة هنا؟ ماذا أفعل يا ربي؟ تقدمت ثم أحجمت, و كادت تخرج هلعة من المستوصف لكنها تشجعت و تقدمت ببطء و حذر تتبع الصوت. فتحت باب الغرفة و ضحكت بصوت عال فقد كانت هناك قطة و معها صغارها حديثو الولادة. تركت فاطمة الباب مفتوحا و لكن الهرة لم تتحرك من مكانها و بقيت تلعق صغارها غير مبالية بنظرات فاطمة و لا بدخولها الغرفة.
بدأ المرضى يتوافدون على المستوصف و قد استقبلتهم الخالة غالية بمئزر سي الطاهر. سمعت شكوى كل واحد منهم و ضمّدت جراح الولد الصغير و أعطت العجوز حبة "كينا" و ربطت مشدات على ساق البنت التي التوى كاحلُها ثمّ صبّت غالية فوقها كحولا طبيا. أما باقي المرضى فقد أرجأت علاجهم إلى حين يأتي سي الطاهر الذي ذهب إلى العاصمة لقضاء حاجة مستعجلة و سيعود قريبا بإذن الله حسب ما روته لهم الخالة غالية.
علّقت المئزر وَهمّت بالخروج من المستوصف لكن صوت الخالة محبوبة أوقفها.
قالت غالية مداعبة: أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟
أجابت العجوز: نعم نعم جئتك في أمر مستعجل, تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد استجدت أمور مفاجِئة.
قالت الخالة محبوبة هذا وَأسرعت الخطى و كأنها بنت العشرين.
أما غالية فقد خفق قلبها و ارتعشت أوصالها و بقيت تفكر حائرة: ماذا هناك يا ترى؟ هل أصاب سي الطاهر مكروه لا سمح الله؟
سقط المفتاح من يدها و هي تغلق المستوصف مرتجفة مضطربة.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
=======================================================================================
تتابع الروائية القديرة الأستاذة منيرة الفهري فصول روايتها ( فيف لا كلاس ) في دقة لغوية متميزة ، فشكرا لها وللقاريء الكريم لروايتها .
وأحب أن أضيف مراجعة يسيرة لبعض الأخطاء اللغوية التي فاتها تصويبها ، وقد كتبت تدقيقي بصعوبة أسفل ما نشرته في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب . في كلمات :
*1 ....
ورد خطأ لغوي في الرد على سؤال غالية مداعبة : أليسَ اليوم عرسُ ابنة أخيك ؟
أجابت العجوز : نعم نعم ... وهذا رد خطأ على سؤال باستفهام منفي !! والصواب هو : بلى بلى
* الخطأ الثاني ( أما الحكيم فهو متخفي قريبا منها ) .... والصواب تنوين الفاء بالكسر وحذف الياء منها نقول : فهو مُتَخَفٍّ قريبا منها .
وبالله التوفيق والسداد .
تعليقات