نصائح في الفقه على مذهب الإمام مالك رحمه الله
اورد المؤلف في ( باب في جُمَلٍ من مسائل شتى ، وخاتمة حسنة ) قال :
( شُكْرُ اللهِ تعالى وَاجِبٌ شَرْعًا وهو صَرْفُ المكلف كل نعمة لما خلقت له ولو مباحا ضروريا كالأكل والجماع فليس فاعل المباح كافرا للنعمة فإن نوي به خيرا فطاعة بالنية وحمده تعالي ينبئ عن كونه المنعم اعتقادا أو إقرارا باللسان أو عملا بالجوارح فالحامد أعم فأهل الشكر صفوة الله تعالى من عباده وهم المقربون ويجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن أفاد وكف الجوارح عن الحرام وستر العورة إلا لضرورة فبقدرها والقلب عن الفواحش كالحقد والحسد والكبر وظن السوء والتوبة من ذلك وهي الندم والعزم على عدم العود و تجديدها لكل ما اقترف والخوف من الله تعالى والرجاء فيه وصلة الرحم وبر الوالدين والدعاء لهما وموالاة المسلمين والنصيحة لهم وحرم أذاهم وكذا أهل الذمة في نفس أو مال أو عرض أو غير ذلك إلا لأمر من الشرع من حد أو تعزير لمخالفة أمر الله أو التلذذ بسماع أجنبية أو أمرد أو بالنظر إليهما أو بسماع الملاهي إلا ما تقدم في النكاح أو بالغناء المشتمل على محرم واللهو واللعب إلا ما مر في المسابقة وقول الزور والباطل والكذب إلا لضرورة وهجران المسلم فوق ثلاث ليال إلا لوجه شرعي والسلام يخرج منه ولا ينبغي ترك كلامه بعد ذلك وأكل الثوم بمسجد أو دخوله لأكله وحضوره مجامع المسلمين وينبغي للعبد أن يحب لأخيه المؤمن كما يحب لنفسه وهو علامة كمال الإيمان وأن يعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويعطي من حرمه وأن يكرم جاره وضيفه وليحسن إلى نفسه بما يقيها من موبقات الآخرة والدنيا متجافيا عن عيوب غيره ناظرا لعيوب نفسه محاسبا لها عليها راجيا من الله غفرانها خائفا من سطوة الله تعالى.)
والله تعالي يهدينا جميعا للعمل بهذه النصائح الفقهية النافعة آمين يارب العالمين.
تعليقات