نوادر مفيدة من ثقافات عديدة :( الحلقة الثامنة )
من النوادر الترفيهية بين اللغة العامية الشعبية واللغة العربية الأم : ما يقوله العامة عندما يرغبون في تأجير بيت أو شقة ؛
يقول العاميون من الشعبيين : ( أَجِّرْنِي الدار ) ؛ وهو خطأ صوابهُ : ( آجِرْنِي ) أي أكراني وكاراني فاستأجرتُ أي اكتريتُ وتكاريتُ واستكريتُ فهو موَجِّر وأنا مستأجرٌ ، أما أَجَّرَ فلم يَرِدْ في العربية إلا بمعنى : صنَعَ الآجر ، ويقال : أَجَّرَ الرجلُ أي طبخَ الطينَ أُجَّرَا ، والآجر والأجُر هو اللبن أو الطوب المحمى بعد جفافه للبناء ............................................................
وهم ( العاميون ) يستعملون ( النُّصْبَةُ ) للغرسِ أو لما يُغْرَسُ من صغار الأشجار فيقولون : ( لتُنْبِت نُصْبَةً في غابتك ) ، و ( عندهُ كثيرٌ من نُصَبِ التُّوتِ والزيتون ) وهذا كله من أوضاع العامة ، فإذا لم تصلح كلمة ( غَرس ) وجمعها ( أغراس ) لهذا المعنى ، صَلُحَتْ له كلمة ( فَسِيلَة ) وهي في الأصل النخلةُ الصغيرة تُقْلَعُ من الأرضِ أو تقلعُ من الأمِّ أي النخلة الكبيرة فتغرسُ وجمعها فسيل ، وفسائل ، وفُسْلان ) وإذا خِيفَ الالتباس أُضِيفَتْ إلى ما يميزها فيقال : فسيلة توت أو فسيلة زيتون وهَلُمَّ جرا .................
ألا ترى أن اللغة العربية الفصحى هي أم اللغات العامية للمتحدثين بلغة العرب ذات الأصول المتفرعة والمقنعة ، رغم إنني لا أقول إن اللغة الشعبية التي تعارف العامِيُّون غير المتعلمين لا تسمى لغة بل أقول أن كل كلام يتعارف به مجتمع من الناس في أي لغة يسمى لغة بلسان المتحدثين به من أهل اللغة الأصلية .................................... والله أعلم


تعليقات