صلات المنطق باللغة والنحو عند الجرجاني
....مهما يكن من شيء فقد انتفع عبد القاهر في نظريته في النظم أيما انتفاع , بما تراءى له من صلة المنطق باللغة من ناحية , ومن صلة النحو بالمنطق من ناحية أخرى, من حيث إنه بمثابة منطق خاص باللغة. واستغل عبد القاهر ذلك إلى أقصى حد في بيان وضع اللفظ وقيمته, بالنسبة إلى المعنى ليخرج من حسية الكلام . 1- وإذا كانت وحدات اللغة هي الألفاظ المفردة فمن هنا نستطيع أن نضع أيدينا على طرف نظريته في النظم , وأن نجذب ذلك الطرف من خلال الخلط وفوضى التأليف القديم , ويرى عبد القاهر أن هذه الألفاظ ليست إلا رموزا للمعاني المفردة التي تدل عليها هذه الرموز , والإنسان يعرف مدلول اللفظ المفرد أولا , ثم يعرف هذا اللفظ الذي يدل عليه ثانيا , فالألفاظ سمات لمعانيها ولا يتصور أن تسبق الألفاظ معانيها وأن تكون أسامي الأشياء قد وضعت قبل أن تعرف معانيها فذلك ضرب من المحال . 2- والألفاظ المفردة التي هي أوضاع اللغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها فنحن إن زعمنا أن الألفاظ التي هي أوضاع اللغة إنما وضعت لتعرف معانيها في أنفسها لأدى ذلك إلى ما لا يشك عاقل في استحالته , وهو أن يكونوا قد وضعوا للأجناس الأسماء التي وضعوها لتعرف