النظيرُ , والكُفْءُ

من سلسلة النظراء:
9- النظيرُ والكفءُْ

حكى أبو عبيدة: النِظْرُ والنَظيرُ بمعنًى واحد، مثل الندّ والنديد.
وأنشد :

أنا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عليه وعادِيا = ألا هل أتى نِظْري مُلَيْكَةَ أَنَّني
قال الفراء: يقال: فلان نظيرة قومه، ونَظورَةُ قومه، للذي يُنظر إليه منهم، ويجمعان على نَظائِر.
ولعبد يَغُوثَ بن وَقَّاصٍ الحارِثيِّ:
أَلا هل أَتى نِظْرِيُ مُلَيْكَةَ أَنَّني = أَنا الليثُ، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا؟
والنَّظائِرُ: جمع نَظِيرة، وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال، الأَخلاق والأَفعال والأَقوال.
ويقال: ناظَرْت فلاناً أَي صِرْتُ نظيراً له في المخاطبة.
وناظَرْتُ فلاناً بفلان أَي جعلته نَظِيراً له.
والعرب تقول: داري تنظُر إِلى دار فلان، ودُورُنا تُناظِرُ أَي تُقابِل، وقيل: إِذا كانت مُحاذِيَةً.
والنَّظِيرُ المِثْلُ، وقيل: المثل في كل شيء.
وفلان نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِليهما النَّاظِرُ رآهما سواءً.
الجوهري: ونَظِيرُ الشيء مِثْلُه.
وجَمْعُ النَّظِير نُظَرَاءُ، والأُنثى نَظِيرَةٌ، والجمع النَّظائر في الكلام والأَشياء كلها.
وفي حديث ابن مسعود: (لقد عرفتُ النَّظائِرَ التي كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَقُومُ بها عشرين سُورَةً من المُفَصَّل،)
يعني سُوَرَ المفصل، سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطُّول.
وجاء في القاموس المحيط :والنَّظيرُ والمُناظِرُ: المِثْلُ،كالنِّظْرِ، بالكسرج: نُظَراءُ.وهو مُنْقَطِعُ القَرِينِ، بكسرها: عَديمُ النَّظيرِ.
وفي لسان العرب لابن منظور :
والعَدْلُ والعِدْلُ والعَدِيلُ سَواءٌ أَي النَّظِير والمَثِيل، وقيل: هو المِثْلُ وليس بالنَّظِير عَيْنه،

وقال حَسَّانَ بن ثابت:
وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ ؛ أَي جبريلُ، عليه السلام، ليس له نَظِير ولا مَثيل.
والكَفِيءُ: النَّظِيرُ، وكذلك الكُفْءُ والكُفُوءُ، على فُعْلٍ وفُعُولٍ.والمصدر الكَفَاءةُ، بالفتح والمدّ.
وتقول: لا كِفَاء له، بالكسر، وهو في الأَصل مصدر، أَي لا نظير له.
والكُفْءُ: النظير والمُساوِي.ومنه الكفَاءةُ في النِّكاح، وهو أَن يكون الزوج مُساوِياً للمرأَة في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وغير ذلك.
وتَكافَأَ الشَّيْئانِ: تَماثَلا.وَكافَأَه مُكافَأَةً وكِفَاءً: ماثَلَه.ومن كلامهم: الحمدُ للّه كِفاءَ الواجب أَي قَدْرَ ما يكون مُكافِئاً له.

وفي ناصية البيان اللغوي نقول : أنت كفٌْء ونظير لهذا العمل , أي على قدره ومساوٍ له . ولكل مقام مقال .
والله أعلم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )