الصَّديق والصِّديق
الصِّدِّيقُ المُصَدِّقُ , الدائمُ التَّصْدِيقِ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل؛ ذكره الجوهري،
وتصادَقا في الحديث وفي المودّة، والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق، واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ.
والصَّدِيقُ المُصادِقُ لك، والجمع صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ؛
قال عمارة بن طارق:
فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ= يُبْذَلُ للجيرانِ والأصادِقِ
وقال جرير:
وأَنْكَرْتَ الأصادِقَ والبلادا
وقد يكون الصَّدِيقُ جمعاً ,وفي التنزيل:
( فما لنا من شافِعين ولا صَديقٍ حَميم)
ألا تراه عطفه على الجمع؟ وقال رؤبة:
والأُنثى صديق أَيضاً؛ قال جميل:
كأنْ لم نُقاتِلْ يا بُثَيْنُ لَوَ انَّها= تُكَشَّفُ غُمَاها، وأنتِ صَديق
وقال كُثَيّر فيه:
لَيالَي من عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه زَماناً= وسُعْدى لي صَدِيقٌ مُواصِلُ
وقال آخر في جمع المذكر:
لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم على النَّأْيِ والنَّوى= بِكُم مِثْلُ ما بي، إِنّكم لَصَدِيقُ
وقيل صَدِيقةٌ؛ويقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ؛ قال جرير:
نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا= بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وهُنَّ صَدِيقُ أَوانِس،
و الصَّدِيق: الخل والخليل فَعِيل بمعنى مُفَاعِل، والصديق : الخدين والخدْن والصاحب .
ورجل صَدُوقٌ: أبلغ من الصادق. والصداقة منزلة تقرب من منزلة الأخوة إذا خلصت لوجه الله تعالى .
وفي المثل:وهو مثل يضرب للصادق في خبره.
( صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛)
وأَصله : أن رجلاً أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري: إنه جمل،
فقال المشتري: بل هو بَكْرٌ، فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه: هِدَعْ وهذه كلمة يسكَّن بها صغار الإبل إذا نفرت،
وقيل: يسكن بها البَكارة خاصَّة، فقال المشتري: صدقَني سِنَّ بَكْرِه.
ومن أشهر من أطلق عليهم لقب ( الصِّدِيق ) هو أبو بكر بن أبي قحافة . خليل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الهجرة ووالد زوجه عائشة رضي الله عنهما .
والله تعالى أعلم .
تعليقات