عصر التأليف لعلم البديع وأشهر علمائه العرب ( 2 )
8- أسامة بن منقذ
لذلك العالم اللغوي يرجع فضل الجمع والتنويع والتفريع ، وتسمية اللون البديعي بعدة أسماء، فقد تكلم عن الإشارة ، والكناية، والحشو، وكرر أسماء المسميات البديعية فكتب عن الإسهاب والإطناب والاختصار والمساواة وجعلها ألوانا بديعية وقاعدة نقدية للشعر
9- السكاكي :
سلك بالألوان البديعية الطريق الفلسفي المنطقي ، فجمدت البلاغة لسَوْق الأمثلة التقليدية ، وكان لنشأته وطلبه العلم لا من أجل العلم بل ليصبح من طبقة العلماء أثر كبير في جمود البلاغة
وقد أتم ما بدأه قدامة من تقسيم الألوان إلى معانٍ وبيان وبديع
وسمى الألوان محسنات ، وتكلم عن المعنوي منها كالمطابقة ، واللفظي كالتجنيس ، وردِّ الإعجاز على الصدور
ولم يغلق الباب على من يجيء بعده ليضيف إلى الألوان البديعية الجديد
وقصر البلاغة على علمي البيان والمعاني ، وتناسى ما قد يكون للبديع من تحسين الكلام وتوشيته وزخرفته
10- ابن الأثير:
يعتبر اللغويون جهد ابن الأثير عظيم الأثر في التوضيح والتنويع والتفريق بين المشتبه من الأنواع البديعية بأسلوب أدبي رائع وانتهت الألوان عنده
وكان نهجه يختلف قليلا عن سابقيه ولا حقيه ؛
فقد قسَّم الألوان إلى لفظية ومعنوية ولعله قلَّد في ذلك العالم السكاكي ، وأورد كلمة البديع عرضيا أو جزئيا ، وسمى بحوثه بالبيان وقد سُبِقَ بذلك ، ونزع نزعة نقدية تطبيقية ، وعقد موازنات بين الأدباء ، ولا يمكن أن نعتبره قد طوَّر البلاغة العربية ، وما زاد على أن جعل الفصاحة راجعة إلى الألفاظ ، والبلاغة راجعة إلى المعاني .
11- الخطيب القزويني:
فرَّق بين الفصاحة والبلاغة وجعلهما صفة لمعنيين هما :
كلام مثل قصيدة فصيحة أو بليغة
ومتكلم مثل شاعر فصيح أو بليغ
وقال الفصاحة خاصة تقع للمفرد ؛ فيقال : كلمة فصيحة لا بليغة
والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته ، ومقتضى الحال يختلف في مقام عنه في آخر
ولمَّحَ إلى موافقته لعبد القاهر الجرجاني في مؤاخاة المعاني والنحو
فكل بليغ عنده فصيح ولا عكس ،
ويرجع البلاغة إلى الاحتراس من الخطأ في تأدية المعنى المراد ، وتمييز الكلام الفصيح من غيره
وقد جعل مصطلح البلاغة يشمل المعاني والبيان والبديع وهي نظرة محمودة له وإيجابية الاتجاه نحو تطوير البلاغة .
12- العلوي اليمني :
اتخذ منهج ابن الأثر في نظريته للبلاغة ، ولم يزد بتعريفه عمن سبقه شيئا ، وجاءت نظريته ملخصة لتعريفات ألوان البديع وكلها قاصرة وليست جامعة أو مانعة بلغة المنطق
وقد جاء اللغويون المحدثون ليحددوا تلك الألوان التي سبقهم بها علماء العرب القدماء ويضربوا لها الأمثلة الموضحة من التراث القديم والإبداع الأدبي الجديد حتى بدت تقسيمات فروع البلاغة من البيان والمعاني والبديع تكاد تستقل كفروع واضحة المعالم في لغتنا العربية الفصيحة .
تعليقات