نهج البُرْدَة الهمزية للبوصيري
في يوم مولد الهادي البشير سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تكون ذكرى ميلاده في نفس اليوم الذي قال عنه :( ولدت يوم الاثنين ) الثاني عشر من ربيع الأول
ومهما مدحه المادحون وفاض في ذكر صفاته الواصفون فلن يأتوا بمعشار ما أعطاه ربه سبحانه وتعالى من التكريم والتعظيم حيث قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه :( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) وقال عنه مولاه جل وعلا :( وإنك لعلى خلق عظيم )
فصلاة الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله ، نشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشف الله بك عنها الغمة
وتحية لذكراك بدعو الله أن يوفقنا إلى السير على سنتك وهداك حتى نلقى الله تعالى وهو راضٍ عنا ، وحتى نسعد يوم نلقاك فتسقينا من يدك الشريفة شربةلانظمأ بعدها أبدا
قال الإمام البوصيري رحمه الله في نهج البردة مادحا خير الأنام النبي العدنان محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم :
نسَبٌ تحسب العلا بحلاه = قلدتها نجومها الجوزاء
حبذا عقد سؤدد وفخار = أنت فيه اليتيمة العصماء
رافعا رأسه في ذلك الرفع = إلى كل سؤدد إيماء
رامقا طرفه السماء ومرمى = عينٍ من شأنه العلو العلاء
وتدلت زهر النجوم إليه = فأضاءت بضوئها الأرجاء
وتراءت قصور قيصر بالرو = م يراها من داره البطحاء
ليلة المولد الذي كان للد= ين سرور بيومه وازدهاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قد= زلد المصطفى وحق الهناء
وتداعى إيوان كسرى ولولا = آية منك ما تداعى البناء
وغدا كل بيت نار وفيه = كربة من خمودها وبــلاء
وعيون للفرس غارت فهل كا= ن لنيرانهم بها اطفاء
مولد كان منه في طالع الكفر = وبال عليهم ووبــــاء
فهنيئا به لآمنة الفضل الذي = شــــــرفت به حـــــواء
يوم نالت بوضعه انبة وهبٍ = من فخار ما لم تنله النساء
وإذا سخر الإله أناسا = لسعيــــد فإنهم سعــــــــــــــداء
وبدت في رضاعه معجزات = ليس فيها عن العيون خفـاء
إذ أبته ليتمه مرضعات = قلن ما في اليتيم عنا غنــــاء
فأتته من آل سعد قتاة = قد أبتها لفقرها الرضعاء
أرضعته لبانها فســــقتها = وبنيها ألبانهن الشــــــاء
أصبحت شولا عجافا وأمست = ما بها شائل و لا عجفاء
أخصب العيش عندها بعد محل = إذ غدا للنبي منها غــذاء
وأتت جده وقد فصلته = وبها من فصله البرحاء
إذ أحاطت به ملائكة الله = فظنت بأنهم قرناء
ورأى وجدها به ومن الوجد = لهيب تصلى به الأحشاء
فارقته كرها وكان لديها = ثاويا لا يمل منه الثواء
شق عن قلبه وأخرج منه = مضغة عند غسله سوداء
ختمته يمنى الأمين وقد أو =دع مالم تذع له أنباء
صان أسراره الختام فلا الفض = ملم به ولا الإفضاء
ورأته خديجة والتقى والزهد = فيه سجية والحياء
وأتاها أن الغمامة والسرح = أظلته منهما أفياء
وأحاديثَ أن وعد رسول الله = بالبعث حان منه الوفاء
فدعته إلى الزواج وما أحسن = ما يبلغ المنى الأذكياء
ألف النسك والعبادة والخلوة = طفلا وهكذا النجباء
وإذا حلت الهداية قلبا = نشطت في العبادة الأعضاء
ثم قام النبي يدعو إلى الله = وفي الكفر نجدة وإباء
أمما أشربت قلوبهم الكفر= فداء الضلال فيهم عياء
ورأينا آياته فاهتدينا = وإذا الحق جاء زال المراء
وتحدى فارتاب كل قريب = أويبقى مع السيول الغثاء
وهو يدعو إلى الله وأن شق = عليه كفر به وازدراء
ويدل الورى على الله بالتوحيد =وهو المحجة البيضاء
وكفاه المستهزئين وكم سا = ء نبيا من قومه استهزاء
ورماهم بدعوة من فناء البيت = فيها للظالمين فناء
فطوى الأرض سائرا والسموات = العلى فوقها له إسراء
نصف الليلة التي كان للمختار = فيها على البراق استواء
وترقى به قاب قوسين = وتلك السيادة القعساء
رتب تسقط الأماني حسرى = دونها ما وراءهن وراء
ثم وافى يحدث الناس شكرا = إذ أتته من ربه النعماء
ونحا المصطفى المدينة واشتا=قت إليه مكة الأنحاء
وتغنت بمدحه الجن حتى = أحرب الإنس منه ذاك الغناء
واقتفى أثره سراقة فاستهو=ته في الأرض صافن جرداء
ثم ناداه بعد ما سيبت الخسف وقد ينجد الغريق النادء
عجبا لكفار زادوا ضلالا = بالذي فيه للعقول اهتداء
والذي يسألون منه كتاب = منزل قد أتاهم وارتقاء
أولم يكفهم من الله ذكر = فيه للناس رحمة وشفاء
أعجز الإنس آية منه والجن = فهلا تأتي به البلغاء؟
كل يوم تهدي إلى سامعيه = معجزات من لفظه الغراء
تتحلى به المسامع والأفواه = فهو الحلي والحلواء
كم أبانت آياته من علوم = عن حروف أبان عنها الهجاء
فهي كالحب والنوى أعجب= الزراع منه سنابل وزكاء
فأطالوا فيه التودد والر=يَّ فقالوا سحر وقالوا افتراء
وإذا بالبينات لم تغن شيئا = فالتماس الهدى بهن عناء
وإذا ضلت العقول على علم = فماذا تقوله النصحاء
وأزالت بلمسها كل داء = أكبرته أطبة وأساء
وعيون قرت بها وهي رمد = فأرتها مالم تر الزرقاء
وأعادت على اقتاده عينا = فهي حتى مماته النجلاء
جهلت قومه عليه فأغضى = وأخو الحلم دأبه الإغضاء
وسع العالمين علما وحلما = فهو بحشد لم تعيه الاعياء
لاتحل البأساء منه عرى = الصبر ولا تستخفه السراء
رحمة كله وحزم وعزم = ووقار وعصمة وضيــــاء
كرمت نفسه فما يخطر السّـ =وء على قلبه ولا الفحشاء
=====
ولي عودة مع ضبط وتصويب القصيدة إن شاء الله
ومهما مدحه المادحون وفاض في ذكر صفاته الواصفون فلن يأتوا بمعشار ما أعطاه ربه سبحانه وتعالى من التكريم والتعظيم حيث قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه :( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) وقال عنه مولاه جل وعلا :( وإنك لعلى خلق عظيم )
فصلاة الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله ، نشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشف الله بك عنها الغمة
وتحية لذكراك بدعو الله أن يوفقنا إلى السير على سنتك وهداك حتى نلقى الله تعالى وهو راضٍ عنا ، وحتى نسعد يوم نلقاك فتسقينا من يدك الشريفة شربةلانظمأ بعدها أبدا
قال الإمام البوصيري رحمه الله في نهج البردة مادحا خير الأنام النبي العدنان محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم :
نسَبٌ تحسب العلا بحلاه = قلدتها نجومها الجوزاء
حبذا عقد سؤدد وفخار = أنت فيه اليتيمة العصماء
رافعا رأسه في ذلك الرفع = إلى كل سؤدد إيماء
رامقا طرفه السماء ومرمى = عينٍ من شأنه العلو العلاء
وتدلت زهر النجوم إليه = فأضاءت بضوئها الأرجاء
وتراءت قصور قيصر بالرو = م يراها من داره البطحاء
ليلة المولد الذي كان للد= ين سرور بيومه وازدهاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قد= زلد المصطفى وحق الهناء
وتداعى إيوان كسرى ولولا = آية منك ما تداعى البناء
وغدا كل بيت نار وفيه = كربة من خمودها وبــلاء
وعيون للفرس غارت فهل كا= ن لنيرانهم بها اطفاء
مولد كان منه في طالع الكفر = وبال عليهم ووبــــاء
فهنيئا به لآمنة الفضل الذي = شــــــرفت به حـــــواء
يوم نالت بوضعه انبة وهبٍ = من فخار ما لم تنله النساء
وإذا سخر الإله أناسا = لسعيــــد فإنهم سعــــــــــــــداء
وبدت في رضاعه معجزات = ليس فيها عن العيون خفـاء
إذ أبته ليتمه مرضعات = قلن ما في اليتيم عنا غنــــاء
فأتته من آل سعد قتاة = قد أبتها لفقرها الرضعاء
أرضعته لبانها فســــقتها = وبنيها ألبانهن الشــــــاء
أصبحت شولا عجافا وأمست = ما بها شائل و لا عجفاء
أخصب العيش عندها بعد محل = إذ غدا للنبي منها غــذاء
وأتت جده وقد فصلته = وبها من فصله البرحاء
إذ أحاطت به ملائكة الله = فظنت بأنهم قرناء
ورأى وجدها به ومن الوجد = لهيب تصلى به الأحشاء
فارقته كرها وكان لديها = ثاويا لا يمل منه الثواء
شق عن قلبه وأخرج منه = مضغة عند غسله سوداء
ختمته يمنى الأمين وقد أو =دع مالم تذع له أنباء
صان أسراره الختام فلا الفض = ملم به ولا الإفضاء
ورأته خديجة والتقى والزهد = فيه سجية والحياء
وأتاها أن الغمامة والسرح = أظلته منهما أفياء
وأحاديثَ أن وعد رسول الله = بالبعث حان منه الوفاء
فدعته إلى الزواج وما أحسن = ما يبلغ المنى الأذكياء
ألف النسك والعبادة والخلوة = طفلا وهكذا النجباء
وإذا حلت الهداية قلبا = نشطت في العبادة الأعضاء
ثم قام النبي يدعو إلى الله = وفي الكفر نجدة وإباء
أمما أشربت قلوبهم الكفر= فداء الضلال فيهم عياء
ورأينا آياته فاهتدينا = وإذا الحق جاء زال المراء
وتحدى فارتاب كل قريب = أويبقى مع السيول الغثاء
وهو يدعو إلى الله وأن شق = عليه كفر به وازدراء
ويدل الورى على الله بالتوحيد =وهو المحجة البيضاء
وكفاه المستهزئين وكم سا = ء نبيا من قومه استهزاء
ورماهم بدعوة من فناء البيت = فيها للظالمين فناء
فطوى الأرض سائرا والسموات = العلى فوقها له إسراء
نصف الليلة التي كان للمختار = فيها على البراق استواء
وترقى به قاب قوسين = وتلك السيادة القعساء
رتب تسقط الأماني حسرى = دونها ما وراءهن وراء
ثم وافى يحدث الناس شكرا = إذ أتته من ربه النعماء
ونحا المصطفى المدينة واشتا=قت إليه مكة الأنحاء
وتغنت بمدحه الجن حتى = أحرب الإنس منه ذاك الغناء
واقتفى أثره سراقة فاستهو=ته في الأرض صافن جرداء
ثم ناداه بعد ما سيبت الخسف وقد ينجد الغريق النادء
عجبا لكفار زادوا ضلالا = بالذي فيه للعقول اهتداء
والذي يسألون منه كتاب = منزل قد أتاهم وارتقاء
أولم يكفهم من الله ذكر = فيه للناس رحمة وشفاء
أعجز الإنس آية منه والجن = فهلا تأتي به البلغاء؟
كل يوم تهدي إلى سامعيه = معجزات من لفظه الغراء
تتحلى به المسامع والأفواه = فهو الحلي والحلواء
كم أبانت آياته من علوم = عن حروف أبان عنها الهجاء
فهي كالحب والنوى أعجب= الزراع منه سنابل وزكاء
فأطالوا فيه التودد والر=يَّ فقالوا سحر وقالوا افتراء
وإذا بالبينات لم تغن شيئا = فالتماس الهدى بهن عناء
وإذا ضلت العقول على علم = فماذا تقوله النصحاء
وأزالت بلمسها كل داء = أكبرته أطبة وأساء
وعيون قرت بها وهي رمد = فأرتها مالم تر الزرقاء
وأعادت على اقتاده عينا = فهي حتى مماته النجلاء
جهلت قومه عليه فأغضى = وأخو الحلم دأبه الإغضاء
وسع العالمين علما وحلما = فهو بحشد لم تعيه الاعياء
لاتحل البأساء منه عرى = الصبر ولا تستخفه السراء
رحمة كله وحزم وعزم = ووقار وعصمة وضيــــاء
كرمت نفسه فما يخطر السّـ =وء على قلبه ولا الفحشاء
=====
ولي عودة مع ضبط وتصويب القصيدة إن شاء الله