فقرات من كتب (2)

قرأت لك من كتاب ( الإسلام في عيون غربية ) للدكتور محمد عمارة

شهادة للإسلام من أهل الغرب ؛ يقول المؤرخ والباحث الإنجليزي النصراني ( 

مونتجمري وات ) وهو محاضر في اللغة العربية وآدابها ومتخصص في الدراسات 

الإسلامية الأكاديمية وعميد قسم الدراسات العربية بجامعة ( إدنبره ) ومن مؤلفاته 

العديدة ( عوامل انتشار الإسلام ) و ( محمد في مكة ) و ( محمد في المدينة ) و ( 

محمد النبي ورجل الدولة ) و ( الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر ) عن دراسته 

ومعايشته لأكثر من ثلاثين عاما منذ 1937 ، وعن حواراته العديدة لأشهر علماء 

المسلمين ؛ يقدم المؤلف ( مونتجمري ) شهادته على صدق الوحي الإلهي كما تجسَّد 

في القرآن الكريم ، وعلى تميز الوحي في القرآن عنه في التوراة والإنجيل ، وعلى 

صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويشهد بثراء القرآن وجِدّته وأصالته ، وأن 

جمعه جمعٌ إلهي موثوق بها في النص المتداول بين الناس ، كما يشهد للغة العربية 

ــ لغة القرآن ــ ولسان الشريعة الإسلامية باعتبارها لغة حضارة وثقافة راقية متميزة 

فيها عالمية الإسلام وتفوقه ورقيه، وبأنه منهج شامل للحياة ، ويشهد هذا الباحث 

والمؤرخ أن انتشار الإسلام ووراثته للمسيحية في الشرق ، إنما يرجع إلى الضعف 

الذاتي الكامن في تلك المسيحية وإلى فشلها في تلبية احتياجات الإيمان الديني الذي 

تطمئن به القلوب بعكس التوحيد الإسلامي الذي حقق تفوقا في هذا الميدان مما أدى 

إلى تراجع المسيحية في عصرنا الراهن وتقدم الإسلام .

حقا إن كتاب ( الإسلام في عيون غربية ) من الكتب التي يجب أن يقرأها كل منصف 

للدين الإسلامي مسلما كان أو مسيحيا ، ونواصل بقية شهادة المؤرخ والباحث 

الإنجليزي ( مونتجمري وات ) يقول : إن هدفي الأساسي هو أن أقدم الإسلام بأفضل 

شكل مبسط للقاريء الأوروبي والأمريكي الذي ينظر للأمور بمنظور علماني ، 

وحاولت أن أجعل القاريء يتحقق من أهمية الإسلام التي تجلت طوال السنين التي 

أعقبت حروب العصور الوسطى . والهدف الثاني : أن أوضح للمسلمين أن الدارسين 

الغربيين ليسوا بالضرورة معادين للإسلام كدين ؛بل إنه من الممكن أن نجمع بين تلك 

الاتجاهات ؛ إنني أعتقد أن القرآن بمعنى من المعاني صادر عن الله وبالتالي هو وحي 

، وهذه الفكرة نفسها عن الوحي اعتنقها مسيحيون كثيرون عبر القرون ، فاعتبروا 

كلمات الكتاب المقدس هي كلمات الله قد جلبها مصدر خارجي ممثل في مَلَك أو ملائكة 

يملونها على كتاب الأناجيل ، وإنما يلقى في روع الكُتَّاب أن ما يكتبونه إنما هو كلام 

الله حقا ، فالأنبياء الوارد ذكرهم في العهد القديم يقولون :هكذا يقول الربُّ ) يعتقدون 

أن ما ينطقون به من كلمات إنما هو بمعنى من المعاني كلمات الله حقا ) ، وإن اللغة 

العربية التي جاء بها الوحي ليست لغة صحراوية بالمعنى اللضيق للكلمة فقد وضح 

القرآن عن حياة زراعية باكرة قبل أن تشرع المنطقة في التصحر وتخبرنا عن انهيار 

نظام الري في اليمن ،وهجرة قبائل مختلفة من اليمن السعيد وكذلك أثر التجارة ، 

فاللغة العربية مرتبطة بوسط ثقافي خاص أثر في العالم مع تداخل الأديان ، وبذلك لا 

وجود لإنسان معياري فكل لغة تمثل نمطا من حضارة منطقة ثقافية محددة . وبانتشار 

الإسلام وتفوقه ورقيه أصبحت لغته كذلك سواء ( اللغة الخاصة بالقرآن ) أو ( 

اللصيقة بالعرب ) لا تنفي أنه عالمي النزعة أو ذو طبيعة عالمية فالقرآن الكريم 

يخاطب البشر عامة .




المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )