نَصــائِح قَيِّمـةٌ (3)

لو تدبرنا آيات القرآن الكريم في جميع السور التي حواها في أجزائه الثلاثين لوهبنا الله مئات من مكارم الأخلاق التي بعث بها محمد رسول الله لينشرها في دين الإسلام بين من يعتنقونه على اقتناع كامل بما عرف عن سلوك محمد عليه الصلاة والسلام بينهم ،وهم عبدة الأصنام قبل بعثته التي جاءت ليهدينا الله من الظلام إلى النور ، ومن الجهالة العمياء ، إلى المباديء الواضحة القويمة ، التي رباه الله عليها صلى الله عليه وسلم فكان كما ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن صفاته بعد أن تزوجته فقالت : ( كان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض ) وقال عليه الصلاة والسلام : (أدبني ربي فأحسن تأديبي ) ، وقد مدحه الله سبحانه وتعالى في قرآنه فقال : ( وإنكَ لعلى خلقٍ عظيم ) فلا غرو أن نربي أبناءنا وبناتِنا ورجالنا ونساءنا على حُسْن الخلق والتحلي بمكارم الأخلاق ، ونحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يتصف بالأمانةوالصدق قبل بعثته حتى أن اليهود كانوا يودعون عنده أماناتهم لحسن معاملته صلى الله عليه وسلم مع البشر جميعا من مسلمين ومسيحيين ويهود لأنه بعث خاتما للنبيين جميعا ) وقد قرأت في البحث عن أصول تلك المكارم وإلام ترجع؟ فوجدتها تعود إلى أربعة أقسام : 1- هناك مسائل أخلاقية تتعلق بالخالق سبحانه وتعالى 2- ومسائل أخلاقية تتعلق بالخلق من عباده ومخلوقاته . 3-وهناك مسائل أخلاقية تتعلق بالنفس الإنسانية وحقوقها على حاملها من البشر وهناك مسائل تتعلق بالكون الواسع وما فيه من حيوان وطير وحشرات وأنها وبحار وفضاءوزرع وغيره- ولنضرب مثلا لهذه الجوانب مما ينبغي التحلي به من مكارم الأخلاق : بالنسبة الله جلَّ وعلا فعلينا بشكره وطاعته والرضا والتسليم لأوامره - 1 2- ومع الخلق ينبغي أن يكون المسلم متواضعا وحسن الأخلاق في تعاملاته من إيثار ومودة ومواساة معهم 3- ونحو النفس التي بين الصدور عند كل إنسان عليه تزكيتها ، وتطهير القلب من الحقد والحسد والغيبة والنميمة ، وتفعيل عناصر الخير فيها 4- أما مع الكون من حولنا فعلينا بالتوسط في الأمور وعدم الإسراف أو التبذير ، وعدم إتلاف المواهب الإلهية المودعة في مخلوقات الله بالقسوة وقد جاء في الأسفار للفيلسوف ( الشيرازي ): أن بناء الذات وتنميتها للارتقاء للأعلى في مكارم الأخلاق والسير والسلوك بها إلى رؤية وجه الله سبحانه وتعالى ؛ * السفر من الخَلقِ إلى الحَقِّ * السفر بالحقِّ في الحقّ * السفر من الحقِّ إلى الخلق بالحق *السفر بالحق في الخالق سبحانه وتعالى واالله أعلم