الثبات والاستقامة

أيهما أفضل للمؤمن : ( الدعاء بالاستقامة ، أم الدعاء بالمغفرة )؟ ولماذا ؟ الجواب : أن يسأل العبد ربَّهُ بالاستقامة والثبات على الحق أفضل له من سؤاله المغفرة والسبب : لأنه سبحانه وتعالى قد يغفر للعبد في ماضيه ؛ ولا يعصمًه في مستقبله من الزلل والرجوع إلى المعصية ( وفي كل خير ) وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( اللهم يا مثبتَ القلوب والأبصار ثَبِّت قلبي على دينك ) وعلى المؤمن ألا يستبطيء إجابة دعائه ، فالله حكيم قدير يبادر بتلبية عباده المخلصين له بتثبيت الإجابة لهم ، فإن أجلها فلحكمة بالغة يعلمها هو جل شأنه، فسيدنا موسى عليه السلام وهو نبي وهو كليم الله دعا على فرعون وقومه بالهلاك ، وأمَّنَ هارون عليه السلام فأوحى الله إليهما ( قد أُجِيبَتْ دعوتكما فاستقيما ..) قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما كان بين الدعاء وبين الإجابة أربعين سنة ،وقد روى يزيد الرقاشي رضي الله عنه أن رسول الله قال : إذا أحبَّ الله عبدا ضرب وجهه بالبلاء كما تضرب الغريبة من الإبل عن حياض الماء ، فيكون مرحوما في أهل السماء وما من دعوة يدعو بها إلا أعطاه الله تعالى ما دعاه وزيادة ) وقد يعجل الله لغير المؤمن دعوته في الدنيا ليتمادى في عصيانه وكفره ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر ويكون عذابه في النار يوم القيامة فقد قرأتُ ذات مرة أن جبريل عليه السلام ملك الوحي ، وهو الموكل بتنفيذ أوامر الحق سبحانه وتعالى في شئون الخلق أن كافرا دعا الله تعالى بتحقيق أمر له ، فأمره الله أن يلبي له طلبه ، فسأله جبريل يا رب إنه كافر لم يؤمن بك ؟ قال :أجبه يا جبريل فإني لاأحب أن أسمع صوته.، ولما دعاه عبدٌ صالح مؤمن ،بدعاء لتحقيق أمر له ، فقال لجبريل :وافه حين آمرك بذلك فإني أحب أن أسمع صوته ) وهذا تحقيقا لرواية أبو هريرة رضي الله عنه في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله تعالى إذا أحب عبدا قال لجبريل إني أحب فلانا فأحبه ، فقيول جبريل لأهل السماء إن ربكم يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل أهل السماء فيوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبدا فمثل ذلك ) يعني يبغضه أهل الأرض فيكتب من الأشقياء يوم القيامة )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )